قصص قصيرة جداً
نواف خلف السنجاري
التصاق
خارج الأسوار العالية للحصن ينام الطفل بجوار والده، ويطلب منه بإلحاح أن يصطحبه معه حين يخرج للصيد.. يتشبث بساعده كغريق يمسك بطوق نجاة.. يغفو.. يحلم بالأرانب والعصافير.. وعندما يستيقظ.. لا يجد أمامه إلا ذراعاً مقطوعة.!
تسامي
مثل كل البشر، يأكل، يشرب، يتنفس، ينام، يكذب، يتغوّط ، يمارس العادة السرّية.. ولكنه يتحوّل إلى شعاع من نور بمجرد جلوسه إلى طاولته ليبدأ طقوسه بالكتابة.!
مع التيار
حمل السلّم بالعرض، سبح عكس التيار، غرّد خارج السرب.. ولمّا أخفق في سرقة الأضواء، بصق على (السلّم، النهر، والطيور).. داوى الرضوض التي سبّبها ارتطام (الدرج) بأضلاعه! والجروح التي خلّفتها الصخور والأمواج في أطرافه! شرب (زيت الزيتون) علاجاً لحنجرته المبحوحة!.. هو الآن يحمل السلّم (بالطول)، ويسبح مع التيار، ويغرد طوال النهار.. لكن في قفص مليء بالقاذورات!
مكتب الوزير
طاولة، فنجان قهوة، سيجارة... وكرسيّ فارغ!!
تجسّد
أنا أعرف كاوة الحدّاد..
وقد رأيته - خلال شهر آذار- ثلاث مرّات:
الأولى: جالساً على الرصيف يبيع زهور النرجس!
الثانية: متمدداً فوق السرير، يتبرع بالدم لأحد الأطفال الجرحى في (كارثة سنجار).
لكني لم أصدق عيني وأنا أراه في المرة الثالثة، منحنياً يصبغ حذاء مسؤول فاسد!!