هايل علي المذابي مبدع جديد
عدد الرسائل : 4 نقاط : 30805 تاريخ التسجيل : 10/01/2008
| موضوع: ألـ....................." قصة قصيرة الجمعة يناير 11, 2008 1:55 pm | |
| الــ...................." قصة قصيرة
انتعلت ظلي ناهباً بلاط أرصفة الشوارع واسفلتها , يلهث قلبي ورائي ككلبٍ كبير صبور يتبع سيده , يرافقني الـ............" , مهطعاً إلى حيث لاأدري , كل ما أعلمه أني خرجت من البيت وأمي – كعادتها – تلهجٌ بالدعاء أن تحفني السماء بعنايتها وتبعد عني رفاق السوء وأولاد الحرام .. إلى اليوم منذ ثلاثة أعوام وأفكاري هي أفكاري لم يجدّ شيئ , فرغم السنوات التي قضيتها في الدراسة إلا أني لم أجد عملاً حتى الآن حتى كدت أنسى ماتعلمته إن لم أكن , وصار الـ..........." مؤهلي . ربما لم يبق عالقاً بذهني من سنوات الدراسة , ولا أدري ما يجعلني أتذكره في هذا الصباح , هو سخريتنا أنا وزملائي من أحد أساتذتنا حين كان يحثنا على ذبح الـ............. بسكين العمل , كان يقول لنا : " عليكم أن تقرأوا كل شيء يصادفكم , مثلي حين كنت بسنكم , حتى ولو كان ذلك الشيء ورقة سائبة مهترئة من كتاب أو جريدة أو مجلة أو سواها ملقىً على الطريق أو معلقاً على حائط أو حتى بجانب سلة للنفايات .." فكرت في هذا الصباح وعنّ لي سؤال " لما لم أعطي كلامه ذاك اعتباراً ولو لمرة واحدة فقط ؟! طالما أن الـ............." يحيط بي من كل جانب ولن أخسر شيئاً , يكفي أن يكون لي شرف التجربة .. أرسلت عينيّ تمشط الطرقات وتستجوب الأرصفة أخذت تتربص هنا وهناك علّها تع7ثر على شيء يُقرء.. أف .. ألا أحد يتثقف في هذه البلاد , كل ما وجدته أكياس بلاستيكية وعلب تبغ فارغة وأعقاب سجائر , أمرد ذلك الاستثمار الذي جعل من ورق الجرائد والمجلات والكتب والمطويات سلعة اقتصادية نافقة تُفرش للخبز و" الرشوش " في المطاعم أو تلف بها السندويتشات .. لا يوجد مايُقرء إلا تلك التفاهات والأجساد المارة التي أصبحت أشبه بالنفايات لكثر ما استهلكتها الحياة ولاكتها الاقدار .. أرسلت عينيّ من جديد وأنا أمر بجانب سلة للنفايات وكانت جرأة مني أن أبحث بجوارها , وأعتبرتها آخر ما سأبحث حوله وإن لم أجد شيئاً يصرفني إليه ذهبت إلى حال سبيلي وكفاني احترام فلسفة أستاذنا وحسب .. بتلك اللحظات علقت عيني في الأوساخ المبثوثة حول السلة وعثرت كأقصى ما يمكن العثور عليه , على ورقتين شبه متلاصقتين إلى جوارهما ثالثة اهترأ الكثير منها لكنها جميعاً من نفس الفصيلة .. لمعت عينيّ وفرحت روحي وعجت تضاريسها بألوان شتى من تلك الأشياء الجميلة التي تنتاب المرء حين يعثر على شيء يطلبه منذ زمن .. كنت ولكأني عثرت على عمل سينتشلني من الـ................" الذي أعيشه , لا مجرد أوراق من القمامة .. تلفت كشرقيٍ غريب متوجساً من أن يراني أحد وانصرفت نحو تلك الوساخة بعد أن استحضرت كل ما يمكن استحضاره من شجاعة يقتضيها موقف كهذا , وبكل جرأة التقطتها , ثم ابتعدت عن المكان وأنا امسك الأوراق برؤوس لأصابعي متقززاً أنفضها حتى يسقط ما التصق بها من وساخة .. كان لونها قد استحال من الأبيض إلى البني الزيتي الترابي في آن فبدت وكأنها لوحة سريالية , وأثر قاعات الأحذية التي داستها مطبوعٌ عليها " كالوشم في ظاهر اليدِ ".. أخذت أغذ الخطى أثر ذلك إلى أي مكان , لم يكن برأسي مكان محدد حتى أذهب إليه , كنت أرغب في الابتعاد والمشي فحسب , تخيلت أن بتلك الأوراق ما سيغير حياتي جذرياً ويقلبها رأساً على عقب , ولم يأتِ ما تخيلته من ..................." وإنما من تلك التراكمات التي رسبت في ذهني من مشاهدة الأفلام .. مررت بكفتيريا أمامها كراسي مرصوصة بعناية يجلس الـ............." عليها , أغراني الوضع وكنت مُجهداً فعرجت نحوها وطلبت من الـ............" أن ينهض حتى أجلس لألتقط أنفاسي وأستريح قليلاً , أفحص ما ظفرت به , كنت مرتبكاً بي شغف ولهفة لمعرفة ما بالأوراق التي ستساهم في صنع قدري وتعيد تصميم عالمي من جديد .. التفت إلى الجهة الأخرى من باب الكفتيريا فصادفت وجه نادلها " المباشر " فتحرجت قليلاً ولم أحتر في سبب تقطيبه لوجهه فقد أدركت أنه ممتعض ومتضايق من جلوسي بلا سبب أو على الأصح بلا طلب , ما حدا بي إلى طلب كأس من الشاي فزال تجهمه قليلاً رغم ذلك فقد شعرت أن ما طلبته لم يكن كافياً فعززت بطلب ساندوتش فارتسمت على وجهه ابتسامة وتهللت ملامحه .. أشعلت لفافة تبغ وشرعت أفحص الأوراق وتستجوبها عينيّ بالنظر والتأمل بعد أن وضعتها على ترس الطاولة التي أمامي وحدث مالم يكن في الحسبان فقبل أن أباشر القراءة بعد أن تمكنت من شفرتها , فعلاوةً على وساختها كانت كلها طلاسم وخط كاتبها رديء جداً , هبّت رياح شديدة فطارت الورقات الثلاث , وحين حاولت اللحاق بها كانت قد ذهبت بعيداً نحو الشمس وغابت في السماء فعدت لأكمل يومي مع الـ............................... هايل علي المذابي 2-1-2008م 0 | |
|
مريم أحمد عضو فعال
عدد الرسائل : 111 نقاط : 32385 تاريخ التسجيل : 17/03/2007
| موضوع: رد: ألـ....................." قصة قصيرة الأربعاء يناير 16, 2008 12:21 pm | |
| اعتماد الفراغات كلغة ثانية أعطى مساحة لتعدد القراءات المحتملة لهذا ال........ النص يراهن على القارئ كضلع في العملية الإبداعية. بالتوفيق. | |
|
هايل علي المذابي مبدع جديد
عدد الرسائل : 4 نقاط : 30805 تاريخ التسجيل : 10/01/2008
| موضوع: رد الخميس يناير 17, 2008 4:53 pm | |
| ليس هناك اسوأ من حالة النكوص عن المسئولية ..حين تقبل النفس كل ماهو معطى لها جاهزا.. شكرا مريم .... مرورك كان فاغم الطيب ..عبق الرائحة خالص مودتي .......... لا تنسي ان تفتحي هذا الرابط .. http://thqaf1.com/vb/showthread.php?t=641 | |
|
مريم أحمد عضو فعال
عدد الرسائل : 111 نقاط : 32385 تاريخ التسجيل : 17/03/2007
| موضوع: رد: ألـ....................." قصة قصيرة الأحد يناير 20, 2008 12:46 pm | |
| - هايل علي المذابي كتب:
- ليس هناك اسوأ من حالة النكوص عن المسئولية ..حين تقبل النفس كل ماهو معطى لها جاهزا..
شكرا مريم .... مرورك كان فاغم الطيب ..عبق الرائحة خالص مودتي .......... لا تنسي ان تفتحي هذا الرابط .. http://thqaf1.com/vb/showthread.php?t=641 شكرا على الإفادة حقيقة أنت هايل لقد أبدعت لغويا سابقا كنت أجهل ماتعنيه هذه المريم. تحياتي. | |
|