التحميل جاري....
تتصل فضيلة ذات ال17 ربيعا ، بخطيبها إلياس الذي هاجر قبل سنتين الى إحدى دول البلقان ، قبل أن يستقر بمدينة استانبول بتركيا الآن ، مرة كل أسبوع بواسطة بطاقة تعبئة مضاعفة . هذا الرصيد المضاعف، يرهق ميزانية الأسرة ، ويصيبها في مقتل ، فضلا عن كونه ، لا يكفيها لبسط لواعجها، وإشعار خطيبها برغبتها الجامحة في لم الشمل والالتحاق به ، والعيش سويا هناك ، لذلك ، غالبا ما ينفذ رصيد التعبئة،وهما معا في درج الوصال.
على مدى سنتين، ظلت فضيلة شابة طموحة ،وجذابة ،آسرة ، تجمع بين وظيفتين، سكرتيرة في مكتب محام ، ومنظفة سلالم إدارة مخز نية، قبل أن تعتزل الثانية ، وتقتعد منزلها كل صباح ، من اجل رعاية والدتها التي فقدت نور عينيها ذات علاج عشبي مسموم .
بعد جهد جهيد ، تمكنت فضيلة من ادخار مبلغ مالي ،كان كافيا لتأثيث صالون البيت العتيق و تجهيزه، ثم ربطه بالهاتف الثابت، في أول الأمر ، ولان الاتصال عبر الايميسين ممتع ، وبأقل تكلفة ،حسب عبدو ابن الجيران ، علاوة على إتاحته للطرفين فرصة اللقاء مباشرة صوتا وصورة ، لم تتردد فضيلة ، لحظة واحدة في ربط منزلها بالانترنيت .
نهاية كل شهر ، توزع فضيلة أجرتها التي لا تتجاوز 700 درهما ،ما يعادل 70 دولارا على فواتير الهاتف والانترنت ، ثم فاتورة الماء والكهرباء، وأساسيات أخر.
لاحظ عبدو ابن الجيران ، أن فضيلة لم تعد تخرج كعادتها الى مقهى الانترنيت المجاور لحيه كل أسبوع ، فعلى مدى شهور ظلت فضيلة وفية لخدماته في الربط وتجهيز الاتصال بخطيبها. و مساعدتها من اجل تثبيت الايميسين ، وضبط بياناته ، لذلك ، أرسل إليها رسالة يستفسرها عبر الانترنيت لكنها لم تجب.
حاول مرات عديدة ، الى أن صادفها فسأل :
- لهلا يجعل احبابنا ينساونا..
- عبدو... لم أنساك ، فقط ، إحداثيات .. شغلتني .. أنت أعلم .. الدنيا ومشاكلها
- ارتبطت بالانترنيت المنزلي..صحيح
- هزت رأسها علامة على الموافقة وأضافت :
- ها ديك الشي علاش..
خويا غدي نحتاجك في الدار...
- رهن إشارتك فضيلة
- بغيت الايميسين..
- خصنا نتيليشارجيو لوجيسيال ديال الايميسين..
- أنا لا فهم ..
- اقصد يجب تحميل البرنامج..حتى تصبح العملية جارية.
-
كان عبدو يتحدث وهو يمتص شفتيه بلذة، مستحضرا تلك اللحظات الجميلة التي قضياها معا جنبا الى جنب على كرسي بمقهى الانترنت في الحي المجاور حتى أول الصباح . لكن الوضع الآن مختلف تماما ، اللقاء داخل البيت ، وفي معزل عن كل المضايقات.
الأمطار الأخيرة التي هطلت على المنطقة ،والرياح الشرقية العاتية ،خلخلت كل التوازنات الهشة ، بما في ذلك حالة الاستقبال والارتباط على الهوتمايل بالمدينة ، فاختفى الشعر الذي لم تظهر نافذته على الشاشة ، كما من قبل .
هذا الأمر اقلق فضيلة ،كما شوش حياة الياس في استانبول، لكن الحاجة زهرة والدة فضيلة ،اقترحت استدعاء ابن الجيران الذي لم يخف سعادته ، بحكم تجربته في مجال الارتباط على الايميسين ، ويستطيع أن يقدم مساعدة في هذا الاتجاه.
لم يتردد عبدو في القدوم ، لكنه ، ولأسباب شخصية ، تأخر بدعوى استخراج 250 نسخة من رسالته التي يعدها في موضوع ، طقوس الزواج العربي .
حوالي التاسعة من مساء ليلة الخميس ، قرع باب فضيلة قرعا خفيفا ،فتحت فضيلة الباب وابتسامة خجولة لم تفارق محياها، نادت الحاجة زهرة ابنتها:
فضيلة، جاء عبدو..
- جا ء ..نعم .. انه بصدد الدخول
- فضيلة : عجلي الاتصال بالترك...
أجاب عبدو نيابة ، بصوت خافت ، لا.لا. الأمر غير متاح ...
يجب أولا ..حذف البرنامج وإعادة تثبيته ..حتى تصبح الخدمة جارية..
-الله يكمل بالخير يابنتي..
لعبت أصابع عبدو في مفتاح الحاسوب، بنزقية ، كما عبثت بشعر فضيلة وجسدها الشهواني الفائر ، كانت رغبتهما جامحة ، وبرد قارس تصطفق له نوافذ الغرفة التي بالكاد يغمر ضوءها المكان . نادت الحاجة زهرة :
-فضيلة واش حملت البرنامج..
لا..لحظة يامي ، انه بصدد حذف البرنامج القديم ..وتثبيت الايميسين الجديد.
مرت الدقائق ، وتسال الحاجة زهرة ابنتها:
والآن...
- ترد فضيلة " الخدمة جارية ياامي.. خجلت من نفسها.. حاولت أن تستر جسدها الفاتن العاري، فخلع عبدو قميصه وأعطاه إياها . وقبلها على عجل ، وفيما تسللت هي إلى بيت أمها كي تطمئن .
كان عبدو في كامل رجولته .. وبعد أن ارتميا على السرير معا ،ضما جسديهما بلذة .
- فضيلة ، هل تم تحميل البرنامج يا بنتي :
همس عبدو وهو يرتعش :
قولي لها ...التحميل جاري....، جاري التحميل....
عزيز باكوش