"يصلنا عمل رامبو الشعري مقنعاً من خلال تأويلات ذات إلحاحات متباينة، فهو عمل شعري صادر من شاعر وهب تطورُه اللامع للشعر صيغاً متعددة، حتى لو لم يكن البوح بثوابتها من أول إلى آخر تلك السنوات الخمس من الإبداع الشعري؛ فإن القارئ يبحث حقاً في هذه المجموعة عن مبدأ الوحدة".
هذا ما ذكره "دانيال دوبوا" في "دليل رحلة رامبو"، الذي ترجمه محمد الإحسايني، ونشرته مجلة "أبابيل" في عددها الجديد (38)( كانون الثاني 2010)، وهي مجلة يصدرها شهرياً في سورية الشاعر عماد الدين موسى .
إنه الإيقاظ الشرس لطفل "الفجر" ـ يستطرد دانيال دوبوا ـ والموسيقى الصعبة المنال، التي تنقص رغبتنا "في "طفولة 3 "، و"أحد يطردك"، فيجبرنا "رامبو" على تذكيرنا بأن الشعر أولاً صنيعة القصائد، يعني وليد اللحظات، وهو لا يجمع أي رابطة، ولو كانت كرونولوجية، ذلك أن "زمن الساعات الجدارية لا يعزف إيقاع الشاعر"!
إن صفحات "رامبو" الجيدة، تطلب من القارئ، شأن صفحات كبار الشعراء، أن يذهب إلى القصيدة بوسائل كينونته بكاملها: بالعقل والقلب، بل بالخيال أيضا، وعلاوة على ذلك، بالانتباه الموسيقي، وبهذا المعنى القريب من الرقص إلى حد ما. وعند "رامبو"؛ فالقصيدة هي تركيب ما، وكذلك عند قارئه، فهي المتعة الشعرية. فيجب إعادة قراءة "رامبو"، وإعادة قراءته، وللقارئ دائماً الشعراء الذين يستحقهم.
اشتمل العدد الجديد من "أبابيل" على حوار مع الشاعر جاسم محمد، أجراه رشيد منسوم، ومقتطفات من أنتولوجيا الشعر السويدي، وملف عن شِعر الألم الزنجي (الأفريقي) بعنوان "أسود مثل ليلٍ غاب عنه القمر"، ترجمه وقدم له المبارك الغروسي، وقصائد لهنري ميشو، وأخرى من شِعر الهايكو الروسيّ.
من مواد العدد أيضًا مقال عن الشاعر الفلسطيني محمَّد حلمي الرِّيشة بعنوان "أنا الذي أُجيدُ التَّساقطَ في الظَّلامِ ببصيرةِ الضَّوء" للكاتبة مها بكر، وشهادة للشاعر المصري شريف الشافعي عن منجزه "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" بعنوان "ماذا ينتظر الشعر الجديد كي يصبح خبز المائدة؟!"، ونصوص للشعراء: محمد آدم، أحمد الشهاوي، خلود الفلاح، فوزي غزلان، عماد فؤاد، عبد الجواد العوفير، لبنى المانوزي، إبراهيم العاقل، شروق حمود، وغيرهم.