منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عصام ابو فرحه
مبدع جديد
مبدع جديد
عصام ابو فرحه


عدد الرسائل : 1
نقاط : 28163
تاريخ التسجيل : 25/06/2009

قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه   قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه Emptyالخميس يونيو 25, 2009 3:51 pm

أقراط حسنيه
بقلم : عصام ابو فرحه



حمل الورقة النقدية وقلبها بين يديه مرات ومرات , رفع رأسه ونظر باستغراب إلى الرجل , وقال بصوت خافت : إنها ( مائة شيكل ) يا سيدي , أليس كذلك ؟؟
- نعم هي كذلك , رد الرجل بهدوء ,
- يا سيدي , قلت لك ثلاثة شواكل , أجرتي ثلاثة شواكل , من أين لي أن أعيد لك الباقي ؟؟؟
بتهذيب وابتسامة وطيبة قال الرجل : هي كلها لك , أعطاك الله الصحة والعافية .
قال تلك الكلمات وانطلق بسيارته , تاركأ عبد الجليل في حيرته , يقف مذهولاً ينظر إلى الورقة في يده المرتجفة أحياناً , وإلى السيارة التي ابتلعها الزحام أحياناً أخرى ,
- أمجنون هذا أم ماذا ؟ أم هل أنا من أصابه الخرف ؟ نعم إنها هي , هي بعينها , ورقة المائة , واحد إلى جانبه صفر وصفر آخر ,
وقف في وسط الشارع يحدث نفسه , متكئاً إلى عربته تعتريه الحيرة ويلفه الذهول , سنين طويلة أمضاها في سوق الخضار , يجر عربته من طلوع الشمس إلى غروبها , حاملاً ما يبتاعه الزبائن من خضار وفواكه لإيصالها إلى سياراتهم , يتقاضى أجرته تبعاً لمواصفات الزبون , فشكل السيارة واللباس وربما طريقة الكلام , كلها عوامل تشترك في تحديد المبلغ المطلوب والذي لا يتجاوز ثلاثة شواكل في أحسن الأحوال , بين خمسة أحمالٍ وعشر يتراوح عدد الأحمال التي يظفر بها عبد الجليل يومياً , عشرون من الشواكل هي متوسط دخله , بالكاد تسد الحاجات الأساسية - بل والأساسية جداً - له ولزوجته حسنية , ولو أنهما رزقا بأطفال لما كانت تسد شيئا , وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , كان يقولها دائماً مصبراً نفسه ومواسياً حسنية ,
ظل عبد الجليل يقف بين مصدق ومكذب للأمر , يجلس على أحد جوانب عربته يقلب ورقة النقد , وبعد أن تخلص من ذهوله وأحس بحقيقة ما حدث , دخل مرحلة التخطيط والإعداد لما هو آت , حيث كان أول قراراته هو ايقاف العمل لهذا اليوم , بهمة ونشاط جر عربته إلى مكان مبيتها اليومي , حيث أحكم ربطها إلى الجدار بسلسلة حديدية , ومن ثم انطلق مسرعاً مبتسماً مغادراً السوق وأهل السوق , تحسس الورقة وقد استقرت في جيب قميصه , وحين انحنى قليلاً ونظر الى نفسه رآها واضحة المعالم تظهر من بين مسامات قميصه الشفاف , فارتعد وقال محدثاً نفسه: ما هذا يا عبد الجليل ؟ هذا مال غير محرز , إنه مكشوف لأصحاب النفوس الضعيفة , لو سُرق فلن تقطع يد سارقه , سأضعه في جيب البنطال , إنه أكثر أمناً , لكنه استدرك قائلاً : لا يا عبد الجليل , إذا جلست أو انحنيت ستسقط الورقة وربما لن أحس بها ,
نظر من حوله بترقب وحذر , وقد لمعت في مخيلته فكرة مناسبة تكفل له الأمن والأمان وراحة البال , بحركة خاطفة رفع بنطاله عن أحدى رجليه , وبحذر شديد تناول الورقة ودسها في جرابه ,
- والآن يا عبد الجليل , المبلغ في حوزتك , قال محدثاً نفسه بسعادة ونشوة , حسنية أيتها الحبيبة الغالية , سأحقق مطلبك الذي طالما تحدثنا به , سأشتري لك قُرطاً جديداً , كم ستكون فرحتك عارمة , استذكر عبد الجليل زوجته التي أضاعت أحد قرطيها قبل سنتين أو يزيد , حينها نزعت القرط الآخر عن أذنها واحتفظت به , وكانت تقول : احفظ شكله جيداً يا عبد الجليل , وكأنها تطالبه بشراء قرط جديد , واستذكرها عندما كانت تتزين له في بعض الأحيان , فتلبس في إحدى أذنيها القرط الذي ما زالت تحتفظ به , وتسدل شالاً على رقبتها ليغطي تلك الأذن التي ضاع قرطها ,
تابع عبد الجليل حديثه إلى نفسه : نعم حسنية تستحق ذلك وأكثر , والمبلغ كافٍ ويزيد , إنه قرط واحد فقط وليس زوجاً من الأقراط , كما أنه خفيف الوزن , لن يتجاوز ثمنه سبعين أو ثمانين شيكلاً , نعم المبلغ كافٍ ويزيد , سيتبقى لدي ما يكفي لتحقيق حلم صغير , حلم طاردني في ذهابي وإيابي وكنت أحسبه صعب المنال , ذلك المطعم الفاخر, الذي طالما أغوتني وراودتني دجاجاته المصطفات المتقلبات أمام المشواة , كم وقفت أمامها صاغراً عاجزاً , فالأمس ما كان لك يا عبد الجليل , ولا أخال أن الغد سيكون غدك , أما اليوم فهو بلا شك يومك , هاهو المطعم أمامك وهاهن الدجاجات ينظرن اليك ساخرات , جاهلات حقيقة ما تملك , سأنقض على إحداهن بلا رحمة أو شفقة ,
صفق بيديه كما رأى البعض يفعلون , انحنى أمامه النادل قائلاً : تفضل يا سيدي ,
- أريد دجاجة سمينة محمرة , مع بعض الخبز , قالها بصوت مرتفع ورأس مرفوعة , ولكن أسمع – حينها رفع جسده عن الكرسي قليلاً ونظر حوله بشيء من التوتر والخجل وهمس في أذن النادل : لا أريد أن يتجاوز ثمنها عشرين شيكلاً ,
انفجر النادل بضحكات عالية ولم يستطع الكلام , أما عبد الجليل فقد انكمش في مكانه , وصار يرمق المحيطين بنظرات خاطفة , ويقول : ما بك يا رجل ؟ أرجوك توقف عن الضحك , الكل ينظر صوبنا , بعد فترة استطاع النادل أن يتوقف عن ضحكاته والتي كانت عفوية غير مقصودة وقال : يا رجل , ثمن دجاجة كالتي تريد مع توابعها يزيد عن مائة شيكل , هل أنت غريب عن البلاد ؟
- بل أنا غريب عن الدجاج يا صاحبي , قالها عبد الجليل وقد بدأ اليأس والخجل بغزو معالم وجهه , وقد بلغ به الجوع مبلغاً , عاود وهمس في أذن النادل : هل يوجد عندكم ما آكله بما لا يزيد عن عشرين شيكلاً ؟؟
- لا شيء غير الفول , صحن من الفول مع الخبز والبصل وكأس من الشاي بعشرة شواكل فقط ,
- فول ؟؟ فليكن الفول , فإن الفول بمطعم كهذا لن يكون طعمه كأي فول , سآكل فولاً وأشتم رائحة دجاج ,
كور عبد الجليل قطعة من الخبز حتى صارت كالمجرفة , وغاص بها إلى أعماق صحن الفول , وما هي إلا عضة واحدة حتى صرخ صرخة دوت في المطعم وخرجت منه , وضع يده على فمه وتابع الصراخ , اجتمع كل من في المطعم حوله , زبائن وموظفين , أحدهم يصرخ : يا له من نزيف حاد ؟ بينما يضع آخر كمادة ماء بارد على فمه , صاح النادل تعال معي , هيا استقوي على نفسك وحاول أن تقف , الدم يسيل من فمك بغزارة , ساعدني أرجوك حاول أن تمشي , فوق مبنى المطعم هنالك عيادة لطب الفم والأسنان , هيا اصعد ولا تتأخر , الدم ما زال يسيل .
وصل عبد الجليل إلى العيادة حيث ألقى بنفسه على كرسي الطبيب وقد بدت عليه معالم الخوف والارتباك , بدأ الطبيب عمله دون أن يسأله عن الأمر, وبعد أن تمكن من ايقاف النزيف قال : ما الذي حدث ؟ كيف انكسرت هذه السن ؟
- لا أعرف يا دكتور , كنت آكل بعض الفول , بل كنت سآكل بعض الفول , فأحسست بألم فظيع في فمي وسالت الدماء غزيرة كما ترى ,
- نعم أظنه حجر كان مع الفول , كان يجب أن تتنبه , أو ربما حبة من الفول ما زالت صلبة لم تنضج بعد , على أي حال ساقتلع بقية السن , وسأعالج الجرح , لا تقلق ستكون بخير .
بعد ساعة فتح عبد الجليل الباب وهم بالخروج من غرفة الطبيب , بدا مترنحاً وقد غص حلقه بطعم البنج والمعقمات ,
- يا سيد عبد الجليل , - استوقفه الطبيب قائلاً – لم تدفع الحساب , يكفي منك مائة شيكل ,
استدار عبد الجليل بعيون ذابلة ووجه شاحب , وقال باستسلام وتسليم للأمر الواقع :
آسف يا دكتور , والله نسيت , تقدم حينها بخطوات متثاقلة نحو الطبيب وقال بعد أن رفع رجله : اعذرني يا بني , لا استطيع الانحناء , النقود موجودة في الجراب , اسحبها ,
بامتعاض واضح وازدراء شديد انحنى الطبيب وسحب ورقة النقد ودسها في جيبه ,
خرج عبد الجليل يحدث نفسه بصوت مسموع :
لا تحذني يا حثنيه , في القريب العاجل ثأثتري لك القرط الذي ترغبين ,
سمعه الطبيب فناداه وقد لاحظ وقوع حرف السين من بين كلماته : لا تنس يا عبد الجليل , عندما تشعر بالتحسن يجب أن تعود لزراعة سن جديدة , وإلا سيظل حرف السين غائباً عنك , ولا يفوتك أن تجلب معك مائة أخرى من الشواكل ,
واصل عبد الجليل سيره دون أن يلتفت إلى الخلف و وتابع كلامه بصوت مسموع أيضاً :
مثكينة يا حثنيه , قد أضطر في القريب العاجل لبيع القرط الذي تملكين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم أحمد
عضو فعال
عضو فعال
مريم أحمد


عدد الرسائل : 111
نقاط : 32400
تاريخ التسجيل : 17/03/2007

قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه   قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه Emptyالإثنين يونيو 29, 2009 11:34 am

قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه 11231zxa

أقراط حسنيه": فصة تقول الكثير وتستحق أكثر من هذا الرد المقتضب مرحبا بك و لي عودة للنص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة - أقراط حسنيه بقلم : عصام ابو فرحه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يَس بقلم /د.كمال يونس
» أنفاق...بقلم محمد اللغافي
» همس الشعراء ..بقلم محمد اللغافي
» رؤية..بقلم محمد اللغافي
» الاستخلاصات الفلسطينية من انتفاضة مصر بقلم علي بدوان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: منتدى القصة و الرواية-
انتقل الى: