مـرثـية مجد
إلى روح ولدي العزيز مجد ضحية المرض الخبيث
شعر: سعيد بنصابر (ملاك أبو مجد)
الليلة ليلتنا الحمقاء
يا سيد روحي المغموسة في قدح الأشداء
الليلة عشق وثني وحنين
لحديقة عمرك في قفص الإغماء
الليلة شوق وبكاء أحمق
في حضرة وردتك الحمراء
الليلة ميعاد للجذبة
في أحضان حدائقك الجرداء
الليلة قداس للصلوات
بمحراب جنونك في وجع الماء
الليلة تستيقظ كل ملائكة
الحب لتتلو آيات الألم الهوجاء
الليلة أنخاب وكؤوس مترعة
برحيق الذكرى لمقاومة الرمضاء
الليلة سوف أعين قلبي في نكبته
لينوب عن الدم والأحشاء
الليلة يندلع المطر الأحرن
فوق الحطب المنخور الأمعاء
الليلة تكتسح الريح المكتظة
بالغيض الشتوي جفون الأنواء
الليلة تندفق اللغة الوحشية
نحو المجرى المزكوم بأنفاس الغرباء
الليلة يا سيد روحي أعلن إذعاني
لقـساوة تلك الأحكام البكماء الصماء
الليلة يشتعل الزمن الأخرس
بين مسالك داحس والغبراء
الليلة حبي الجارف تنهشه موسيقى
جوقة تلك الأقدار الخرساء
الليلة يا "مجد" أحنط أيامي
وأجند كل جياد الشوق الهوجاء
الليلة لا شيء سيمحو من ذاكرتي
سخرية عاصمة الإغواء
الليلة لا شيء سينسيني
أني لا شيء من ضمن الأشياء
الليلة يا ولدي أستيقظ من
هذياني الروحاني لأكتشف الإلغاء
الليلة يا ولدي أستثمر
وجداني المتوثب في سوق الشعراء
الليلة تنتفض الأشواق لتعلن
أنك فوق القمم الشماء
أنك ميلاد وثني للحب
تصلي له فينوس العذراء
أنك ميعاد كرزي لاستقبال
صبابة غيمات شقراء
الليلة ترتاح على كتفي ضحكتك
المغموسة في إبريق الإبكاء
الليلة ترتاح وتنسى أنك
أعنف ما كتبت لغة من إنشاء
***
كنت هنا ... كنت معي أمس فقط ...
نتمرغ فوق وسائدنا الخضراء
أمس فقط كنت معي ... أذكر كنت هنا
تلعب لعبتك المحبوبة في استرخاء
أمس فقط كنت هنا ... تتوضأ
تركع ثم تعاتب كل المارين على جسد الإفتاء
أمس فقط .. كنت هنا ... تقرأ
دون استئذان آيات فجائعنا السوداء
أمس فقط ... كنت هنا تحكي بهدوء
قصص الحب المنسية في أدغال مشاعرنا الجرداء
أمس فقط ... يا ولدي كنت هنا
تستمتع باللعب المرصوصة فوق سريرك كالأشلاء
أمس فقط ... كنت تزاول فوق مآقينا
كل غواياتك بعد تسكع عشقك في الأحشاء
أمس فقط ... كنت تغرد خلف مدامعنا
وتصب على كل جروح هوانا قطرات الأنداء
أمس فقط ... أقسم كنت هنا في حضني
تعزف سمفونية عشقك في استحياء
أمس فقط ... أقسم كنت هنا تتوجع
وقت صراعك للمرض الملعون بصبر وإباء
***
لا معنى لحياتي الآن ... أودع
فيك جميع الأشياء الحلوة يا ولدي
لا معنى لحياتي الآن ... أودع
فيك جميع الأوقات الكسلى من أمسي لغدي
لا معنى لحياتي الآن ... أودع
فيك العمر الأجمل بين الضحكة والنكد
لا معنى لحياتي الآن ... أودع
فيك المتع الحسية والصبوات إلى الأبد
هل كان ضروريا أن يغتصبوا
فرحة روحك بالاستيقاظ على إيقاع الجسد؟
هل كان ضروريا أن يغتصبوا
نشوة إذعانك للميلاد على إيقاع الكمد ؟
الرباط