(رويترز) - نددت إيران يوم الجمعة بفيلم بثه نائب هولندي يتهم فيه القرآن بالتحريض على العنف ويعيد تقديم الرسم الكاريكاتيري الدنمركي للنبي محمد وقد وضع قنبلة تحت عمامته ووصفته بأنه "مشين" ودعت الحكومات الاوروبية الى منع عرضه مرة أخرى.
ونشر النائب الهولندي اليميني خرت فيلدرز مساء الخميس الفيلم الذي يحمل اسم (الفتنة) ويعرض صورا لهجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة وتفجيرات اخرى نفذها اسلاميون مع ايات قرانية على موقع حزب الحرية الذي ينتمي له لكن البث في الموقع توقف بعد ذلك بوقت قصير وان كان يمكن مشاهدة الفيلم على ملف مشترك على الانترنت بالانجليزية والهولندية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "هذا العمل المشين من جانب نائب هولندي ومؤسسة بريطانية...دلالة على استمرار روح الشر والثأر الدفين الذي يكنه مواطنون غربيون للاسلام والمسلمين."
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن محمد علي حسيني قوله ان الفيلم بث على الانترنت بمساعدة منظمة تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
وأصدر موقع (لايف ليك) على الانترنت بيانا جاء فيه انه سمح لفيلدرز ببث فيلمه لأن الموقع يؤيد حرية التعبير حتى رغم ان كثيرين من المشاركين في الموقع رأوا ان بعض الرسائل "مسيئة بشكل شخصي." ولم يشر البيان الى مقر الموقع لكن أرقام الهواتف المتاحة للاتصال كانت أرقاما في بريطانيا.
ويخضع فيلدرز لحراسة مشددة بسبب تهديدات بالقتل منذ عام 2004 عندما قتل المخرج السينمائي ثيو فان جوخ الذي قدم فيلما ينتقد فيه معاملة الاسلام للمرأة.
وأثار قتله بيد متشدد هولندي من اصل مغربي موجة اضطرابات في هولندا التي يبلغ عدد المسلمين فيها مليونا من بين تعداد سكانها البالغ 16 مليون نسمة. وتعرضت مساجد وكنائس ومدارس اسلامية لهجمات بقنابل حارقة.
وحاولت الحكومة الهولندية يوم الخميس تهدئة غضب المسلمين وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده انه يأمل في الا تكون هناك ردود فعل عنيفة بسبب الفيلم.
وأضاف بالكننده "نعتقد ان الفيلم لا يخدم أي هدف سوى انه يسبب اساءة. "لكن الاحساس بالاساءة يجب الا يستخدم ابدا ذريعة للعدوان والتهديدات."
ورفضت قنوات التلفزيون الهولندية عرض الفيلم كما أبطلت خدمة أمريكية للمواقع على الانترنت في مطلع الاسبوع موقعا كان سيستخدمه فيلدرز لبث فيلمه بعد تلقيها شكاوى.
وطالب حسيني "بتدخل سريع من جانب الحكومتين الهولندية والبريطانية وأيضا من جانب الاتحاد الاوروبي بهدف وضع حد لعرض هذا الفيلم المسيء المعادي للاسلام المعادي للثقافة."
ويحذر فيلم (الفتنة) من ان العدد المتزايد للمسلمين في هولندا وبقية اوروبا يعرض القيم الديمقراطية للخطر.
وبعد كلمات "هولندا في المستقبل" يقدم الفيلم صورا لرجال مثليين يعدمون ولاطفال تغطي الدماء وجوههم وامرأة ترجم بالحجارة وصورة لعملية ختان. وينتهي الفيلم بكلمات "اوقفوا الاسلمة. دافعوا عن حريتكم" وتقديم الرسم الكاريكاتيري الدنمركي للنبي محمد وقنبلة تحت عمامته.
كما يتضمن الفيلم صورا للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي يهاجم الغرب بقسوة في خطبه لكنه يصر على ان بلاده لا تشكل خطرا على احد وتحترم الاخر.
*أعرب نواب المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي عن أسفهم " لبث" الفيلم الذي أعده النائب الهولندي غيتر ويلدرز، ( اليمين المتطرف).ويرى الاشتراكيون في بيان صدر اليوم بهذا الشأن، بأن بث مثل هذا الفيلم " يشكل جزءاً من حملة منظمة ممنهجة تهدف إلى الحط من قيمة المسلمين لتعزيز موقع اليمين المتطرف"، حسب تعبير مارتن شولتز رئيس المجموعة.
ويجمع الاشتراكيون على أن هذا الفيلم يقدم صورة " مشوهة" للحقيقة، حيث أن يعمل على تصوير كل المسلمين على أنهم " إرهابيون محتملون".ويؤكد الاشتراكيون، بأن يشجعون نقاشاً مفتوحاً وفاعلاً بين أتباع الديانات، " نريده حواراً مسؤولاً بين الأصولية والقيم الديمقراطية من أجل إقامة الروابط بين كافة مكونات المجتمع".
كما يرى الاشتراكيون بأن بث هذا الفيلم، الموجه ضد القرآن، يعتبر " أسوأ وسيلة حوار كما أنه لا يساعد على تطوير العلاقات مع الطوائف الإسلامية" .يذكر بأن الإتحاد الأوروبي قد أصدر بياناً صباح اليوم عبر فيه عن " تعاطفه" مع الحكومة الهولندية، ونصرته لحرية التعبير" التي تشكل جزءاً أساسياً من القيم والتقاليد الأوروبية".
.