التصوير البياني في القرآن..الإستعارة.

التصوير البياني في القرآن..الإستعارة..

1 مفهوم الإستعارة:--

كما قدّم له ابو الحسن الرماني رحمه الله المتوفى سنة 384هجرية؛ هو تعليق العبارة على غير ما وضعت له في اصل اللغة على جهة النقل للإبانة.وكل استعارة لابد لها من مستعار له_ومستعار منه.فاللفظ المستعار قد نُقل عن أصل الى فرع للبيان.وكل استعارة بليغة فهي جمع بين شيئين في معنى مشترك بينهما يكسب بيان احدهما بالآخركالتشبيه إلاّ أنه بنقل الكلمة.
والأستعارة هي من اقسام التعبير المجازي في الكلام وليس التعبير الحقيقي.
ومن امثلته؛
*أ؛ قوله تعالى(وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلوامن عَمَلٍ فَجَعَلناهُ هَباءً منثوراً)الفرقان23
فحقيقة( قَدِمنا)عمدنا لكن قدمنا أبلغ لأنّه يدل على أنّه عاملهم معاملة القادم من سفر،لأنّه جعل إمهاله لهم كمعاملة الغائب عنهم،ثم قَدِمَ فَرآهم على خلاف ما أمَرَهم.وفي هذا تحذير من الأغترار بالأمهال.والمعنى الذي يجمعهما العدل،لأنّ العَمدَ الى إبطالِ الفاسدِ عدلٌ، كما أنّه قد تَبيّنَ ماوظِّفَتْ له الاستعارة فقوله تعالى (هباءً منثوراً) البيان منها أنّها أخرَجَتْ ما لاتقع عليه الحواس وهو(جعل الأعمال )الى ما تقع عليه الحواس وهو الهباء المنثور.
*
*ب؛ قوله تعالى(بل نقذفُ بِالحقِّ على الباطلِ فَيَدمَغُهُ فإذا هوَ زاهِقٌ)الأنبياء18
فالقذف والدمغ هنا مستعار، وهو أبلَغُ وحقيقته بل نورد الحقّ على الباطِل فيذهبه،وأنما كانت الأستعارة أبلغ،لأنّ في القذف دليلاً على القَهرِ،فالحقّ يُلقى على الباطل فيزيله على جهة القهر والأضطرار لاعلى جهة الشّك والإرتياب.
ويدمغه أبلغ مِن يُذهبه لِما في يدمغه من التأثيرفيهِ فهو أظهر في النكايةِ وأعلى في تأثير القوّةِ.
*
2-مفهوم الإستعارة كما قدّم له الإمام عبد القاهر الجرجاني المتوفّى سنة471 هجرية رحمه الله.

؛هو أن يكون لفظ الأصل في الوضع اللغوي معروفاً تدل الشواهد على أنّه إختصّ به حين وِضِعَ،ثم يُستَعمَل في غير ذلك الأصل، وَيُنقَل اليه نقلاً غير لازم،فيكون هناك كالعارية.
ونقله للتشبيه على حدّ المبالَغَةِ.
إلاّ أنّ الإمام عبد القاهر الجرجاني يُصَنّف الأستعارةإلى:-
أ ؛ الإستعارة التّصريحيّة:هي نقل المستعارمنه إلى شئ ثابت معلوم يمكن الرجوع اليه بدون تعمل ولا كلفة.ويكون المشبّه به مذكور.
ومن أمثلته ؛
*أولا .قوله تعالى(اهدنا الصّراط المستقيم)والمراد بالصراط المستقيم هو دين الهدى وشبّهه بالصراط المستقيم ،لبيان أنّ الأنسان يصل الى غايته بأقصى سرعة لأنّه لايضل في التّعرجات ولايتيه في المسالك المختلفةِ.
ثانيا . قوله تعالى(واتّبِعوا النّور الذي أُنزِلَ مَعَهُ) فالنّور هنا الهدى، وكما يصل من يهتدي بالنور دون خوف أو شعور بالوحشة ،ودون أن يصطتدم بما يعوق حركته، أويحول بينه وبين الوصول الى مايريد كذلك الأمر بالنسبة لِمَن يتّبع ما جاء به الرّسول صلى الله عليه وسلّم.
ثالثا.قوله تعالى(أللهُ وليُّ الّذين آمنوا يُخرجهم من الظّلمات إلى النور والّذين كفرواأولياؤهم الطّاغوت يُخرجونهم من النّور إلى الظّلمات)البقرة257. يقول الشّريف الرّضي رحمه الله،وهذه إستعارة المراد بها إخراج المؤمنين من الكفر الى الإيمان وفي كلّ ما في القرآن من إخراج من الظّلمات إلى النور فالمراد به ماذكرنا.لأنّ الكفر كالظلمة التي يتَسَكّع فيها الخابط،ويضلّ القاصد،والإيمان كالنور الذي يؤمّه الحائِر ويهتدي به الجائِر،لأنّ عاقبة الإيمان مظيئة بالنعيم والثّواب،وعاقبة الكفر مظلمة بالجحيم والعذاب.
المصادر:-النكت في إعجاز القرآن_ابو الحسن الرّماني
-اسرار البلاغة_ للإمام عبد القاهر الجرجاني
-تلخيص البيان في إعجاز القرآن_محمد عبد الغني حسن
*
وللموضوع بقية نتطرّق بها إلى الأصناف الأخرى من الإستعارة
إن شاء الله تعالى.ونسألكم الدّعاء.

الموضوع قيم.

التصوير البياني في القرآن..الإستعارة. LbZ06415

شكرا لك
استاذتي

الشكر موصول لصاحب المقال أعلاه،والاستعارة تعد من الأدوات البلاغية الفاعلة في صياغة النص الشعري،إذ في غياب هذه الأداة يبدو النص باهتا لا رونق فيه ولا جمال.وأتمنى أن يتطرق الأخ إلى الأنواع الأخرى من الاستعارة ،إذ هناك استعرة مكنية وأأخرى تخييلية وأخرى ترشيحية وأخرى تحقيقية الخ...
مقال مفيد.

التصوير البياني في القرآن..الإستعارة. 004

الأخ عابد الأبراهيمي

اعدك بالحلقة الثانية من الدراسة إن شاء الله

وشكرا لمرورك الكريم

» ترجمة معاني القرآن الكريم
» (الفتنة) فيلم "مشين" عن القرآن