نادية Admin
عدد الرسائل : 299 نقاط : 33375 تاريخ التسجيل : 19/11/2006
| موضوع: ذوو الجهالة / محمد البيضاوي الشنقيطي الأربعاء يونيو 20, 2007 10:56 am | |
| ولد في شنقيط عام 1893 وتوفي عام 1945 ـ تراس تحرير جريردة السعادة . ـ اسند أليه منصب الباش بمدية تارودان بعد توليه القضاء سنوات ـ حقق ديوانه د .محمد الظريف
ذوو الجهالة محمد البيضاوي الشنقيطي ذوو الجهالة في هذا الورى عدمُ(*) محضٌ وإنْ كلَّ في إحصائها القلمُ لا يفقهون وإن كانوا بأفئدةٍ صُمٍّ، وليس على آذانهم صمم عُمْيٌ وإن كان في أحداقهم بصرٌ بُكْمٌ وإن بان من أفواههم كَلِم لو فكّروا لا ستبانوا أنهم نَعَمٌ بل هم أضلّ ولكنّ النُّهى قِسَم فزينةُ العُمْر شَيْنٌ، وانتباهتُهُ نومٌ، وصحّتُهُ في ذاته سقم والقلبُ ماز به الإنسانَ خالقُهُ لكنه دون عقلٍ مُضغةٌ ودم من فاتهم نورُ علمٍ تستنيرُ بهِ أبصارُهم في دجى الجهلِ البهيم عمُوا فهْو الجلاءُ لمرآة العقولِ إذا تراكمتْ فوقها الأصداءُ والظُّلَم مصالحُ الدينِ والدنيا به انتظمتْ فالخيرُ منتشرٌ منه ومنتظِم إن السنينَ إذا ضنّتْ بمولد ذي فَهْمٍ وإن كثرتْ أبناؤها عُقُم من لم يُبيِّضْ بسيما العلم جبهتَهُ يندمْ إذا ابيضّتِ الأذقانُ واللِّمم وحُقَّ للمزدري علماً يسود بهِ والرأسُ أسودُ أن يعتاده الندم والجيلُ إن يَخْلُ من علمٍ حقيقتُهُ لا شيءَ فهْو سرابٌ مرَّ أو حُلُم إنْ عَدَّ لم يُحصِ ما لله من نِعَمٍ ونعمةُ العلمِ لم تُعدَل بها النِّعَم ما أحسنَ الجوهرَ العلميَّ ينشرُهُ، وقد تلقّتْه أيدي الطالبين، فَم وأبهجَ المجلسَ الدَّرسيَّ تشهدُهُ أشتاتُ قومٍ لنفي الجهلِ تلتئم بني عشائرَ آخى الدرسُ بينهمُ فيا لها رحِماً ما مثلها رحم لا يكسبُ العلمَ إلا مَنْ تَعلّمَهُ وما تعلّم إلا من له هِمَم بني المغاربة الغُرّ الكرام تَعَلْـ ـلَموا، فبينكم الـمِدراسُ(1) والنُّظُم وقد تدلّتْ قطوفُ العلمِ دانيةً وطاب للوِرد منه المشربُ الشبِم بالأمس في الغرب مرفوعٌ له خطرٌ واليومَ في الحَوْز منصوبٌ له علم في ظلِّ مَنْ طيَّبَ المولى أرومتَهُ فما يزاحمُهُ في فضلهِ إرَم وزيّن اللهُ جيدَ الصالحين بهِ فصان دولتَهُ عن كلِّ ما يَصِم وحارب الجهلَ بالعلم الصحيح فَهَـ ـذا العلمُ منتصِرٌ والجهلُ منهزِم فأنجمُ الثانويّاتِ الثلاثِ تُضي ءُ في الدياجي الغواشي حبّذا النُّجُم مَنْ باسمِ «إدريسَ» في «فاسٍ» مباهيةٌ أساسُها أدبٌ، جدرانُها حِكَم و«اليوسفيّةُ» في ثغر «الرباطِ» وذي «الْـ ـمحمّديّةُ» في «الحمراء» تبتسم وما لمنهوم علمٍ نافعٍ شِبَعٌ من مُجتناه كما لا يشبع النَّهِم تثبّتوا وضعوا الأقدامَ راسخةً فما تثبّتَ من زلّتْ به قدم لا يخدعنَّكمُ صخّابةٌ عَجِلٌ يصيح خصماً ولا يُلْفَى به حَكَم يُلقي على البُلْهِ من سَفْسافِهِ جَدَلاً فتحسب الشحمَ في من شحمُه وَرَم(1) تخيّروا سفناً تُنجي مداركَكُمْ فعلمُ ذا القرنِ كالدأماء مُلتطم خذوا من العصر ما أنمى خلائقَكُمْ فالجلُّ مَنْ علمُه تنمو به الشِّيَم وارعَوْا فضائلَ من آبائكم قَدُمتْ فالفضلُ في الخلق لا يُزري به القِدَم دوموا على الدرس لا يقطعْكُمُ سأمٌ فآفةُ الطالبِ التقطيعُ والسأم | |
|