تخليداً للذكرى الخامسة والعشرين بعد المئة لميلاد الشاعر والأديب فرناندو بيسوا، نظمت سفارة البرتغال بالرباط وكامويش – المركز الثقافي البرتغالي، مساء الخميس27 يونيو/حزيران ندوة حول "فرناندو بيسوا: المنفى عندما يصير مملكة"، قدمها يوجينيو ليشبوا تلاها تقديم عرض تنصيبية فيديو مستوحاة من أعمال الشاعر، من إخراج تودة البوعناني وبدعم من كامويش / المركز الثقافي البرتغالي.
وبهذه المناسبة تم إحداث "جائزة الأدب العربي الشاب" تمنح للمرة الأولى في خريف هذا العام. ويتم لهذا العام اختيار الأعمال الأدبية الصادرة خلال العامين الأخيرين. وتُعلن الأسماء المرشحة في لائحة أولى، تليها لائحة قصيرة تعمل لجنة تحكيم خاصة على اختيار الفائز من بينها. ومن المقرر أن تُمنح الجائزة في دورتها الأولى خلال حفلة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل في معهد العالم العربي في باريس.
ولد فرناندو بيسوا في لشبونة سنة 1888 وتوفي فيها سنة 1935. ارتبطت طفولته بأفريقيا الجنوبية عندما اصطحبته أمه إليها طفلاً إثر وفاة والده، ليعيشا في كنف زوج جديد لها. درس التجارة واللغة الإنكليزية في مدينة داربن هناك وأتقن الإنكليزية أكثر من إتقانه لغته الأم. راح بيسوا يترجم نصوصاً إلى البرتغالية ما زاد إحساسه بالأقنعة وتساؤلاته حول هويته الحقيقية. وقاده هذا إلى كتابة نصوص كبيرة ولكن أيضاً إلى إحساس عميق بالانفصام قاده إلى ما يشبه الجنون، لا سيما حين راح يتصور نفسه يهودياً يعاقب أيام محاكم التفتيش. ولعل هذا الهاجس الأخير هو ما قاده إلى الاختبار حول صورة له كفاشي يكتب قصيدة تدعو إلى ولادة الفاشية في بلده (1917).
وهو منذ ذلك الحين لم يتوقف عن الكتابة ناشراً معظم أعماله الشعرية على حسابه، في وقت صار له فيه، انطلاقاً من انبعاث شهرته في العالم، حواريون يقرؤون له ويتجادلون في تحليل أعماله، أو حتى يبحثوا في صحف ومطبوعات عن نصوص له تحمل عشرات الأسماء المستعارة يعطيهم هو مؤشرات أولية عنها ويكون عليهم هم إيجادها. بالنسبة إليه، كانت الحياة والكتابة، لعبة واحدة. أعُرف كشاعر، ولكن أكثر من هذا، عرف بصفته واحداً من أغرب الشعراء الذين عاشوا في القرن العشرين.