مسافة للإرهابي, حيز للمكنسة
في الكواليس:
يكفي أن تغير مجرى الشارع, و أن تحاصر أول مقهى يتاجر في الغياب, كي تلد الإشاعة في حضن معمر كان وراء البحر, ويتناسل الحقد في كؤوس الشاي الممتدة في مساءات الناس, فالمسافة بين مقر الحزب و قصر الرئاسة تمر عبر هذا العربي المتيم بالأطلال.
في الشارع:
يتأبط أحزان الغربة, وأتعاب المنجم, يقطف الزهرة كي يزين بها مائدة غريمه, يعد أيام العمر بمحطات المترو، وحين يهتز أنبوب في المدينة, تطوقه الأعين, وتمسح على شعره بنادق الشرطة, و تغطي صوره قلوب الأطفال, ومن أكبر جريدة إلى أصغر قناة, يتمطط هذا الجسد الممهور بالسعار, إرهابي يغتال الطائرات, ويفتض بكارة سيارة فوق شاطئ جميل, اغلقوا الأبواب, وافتحوا الأعين كي لا يسقط حمام الأبراج تحت أقدام شققتها شمس الجهل, وصلبها إرث العداوة.
في الكواليس:
لحظة للنشوة, و رمز للرعب, لحظة للنشوة في مقرات الأحزاب, ورمز للرعب في ساحات العامة, هذا العربي الموجود على مسافة من الطلقة, مشجب نعلق فوقه الأماني, يلمع كلما اهتزت مؤخرة كرسي في ظل أزمة, أعلنا عليه الحرب كي يعلنوا علينا الانتعاش, ورقة انفراج في الأزمات الكبرى, ومكنسة في السلم, عملة ذات وجهين, لا تلقوا به كليا إلى البحر: بلسم السخط الذي يرابض في الصدور.
في الشارع:
احذر أن تمد يديك إلى قلبك, فوراءها عربي مدجج بالديناميت حتى الأسنان, احذر إشارات المرور فقد تتحول إلى نهر من دم يغطي جسمك الناعم, إنه الرعب القادم من ثنايا الجنون، إنهالإرهاب المدمر لحضارة أحرقنا في بنائها السواعد, هولاكو يتناسل في الصحراء, ويفرخ في شارع الحرية, إنسان بلا أفراح ويشتاق كثيرا للأحزان, يصحوا كي يدمر وينام كي يحلم بالخراب.
بين الكواليس و الشارع:
إعلان للاشتباه, ودورية لتحقيق الهوية, مهاجر في الأوراق و إرهابي في الواقع, تتساوى عنده الطائرة و العصفور, فتحنا له باب الجنة ففتح النار على صدور أطفالنا, أخرجناه من فوهة الجوع, فأخرجنا من شرفة الطمأنينة, مستورد في الأزمة كي يمتص القاذورات, فامتص صخب الحياة من شوارعنا, مصنوع كي يقول نعم هناك, و هاهو يقول: لا هنا.
ديمقراطية الكرسي تفرض أن يكون إرهابيا قبل الانتخاب, و مكنسة بعد إغلاق الصناديق, حياة البرلمان من حياة هذا (( الإنسان)) لاتقس حبك له بالرغبة في تدميره يكفي أن الشارع يتجهم كلما حطت طائرة أمعائها قرب كوفية هذا العربي.
في وطنه:
تقوا الأخبار كل الأخبار:
إرهابي استطاع احتلال طائرة في شهرها التاسع, كانت ترابض مطمئنة في مطار غاص بالأبرياء, امرأة كانت تشكو ألما في الأضراس حقنها برصاص في الصدغ, طفل كان يبحث عن لعبته أرداه ((شهيدا)) حصيلة التحويل و الاحتلال, استقالة وزير و أزمة الحكومة.
تقول الأخبار, آخر الأخبار: هذا الإرهابي له كوفيه وعقال.