الأديب أو الكاتب عموما كان قبل وجود الأنترنت معرضا للسرقة ، و كانت تلك السرقات حين تكشف يفقد صاحبها المصداقية و يصير عرضة للسخرية و للشفقة أيضا،و وهو ما حدث مع محمد الحناش في المغرب حينما "ألف"كتابا بعنوان "البنيوية في اللسانيات"و ادعاه لنفسه بينما هو في حقيقة الأمر تجميع لما كتبه غربيون في هذا المجال،و هو ما حدث أيضا مع محمد الشركي حين انتحل مقاطع لأوكتافيو باث و نسبها لنفسه،و حدث للمرحوم محمد الطوبي في ديوان"سيدة التطريز بالياقوت"حين انتحل من محمد علي شمس الدين.
أما مع الأنترنت فالسرقات لا تكشف إلا لماما ، و إذا اكتشفت يجد الكاتب المسروق منه نفسه أمام لص بلا ملامح ،و نادرا ما يجده بملامحه ،لأن اللصوص يلجأون إلى استعمال الأسماء المستعارة.
لقد هرب الكاتب من شوفينية بعض المشرفين على ملاحق و مجلات الأدب الورقية إلى عالم النت ليجد نفسه كالمستجير من الرمضاء بالنار على حد قول الشاعر.
ليت الضمائر تصحو لدى لصوص الكلمة ،فالكاتب لا يتمخض عن نص من النصوص إلا بعد معاناة و مشقة،و من الظلم و الوقاحة الاستيلاء على ما ليس لنا و ننسبه لأنفسنا دون مراعاة للمشاعر و الحقوق.