ابن امسيك عضو فعال
عدد الرسائل : 1310 نقاط : 35652 تاريخ التسجيل : 17/05/2007
| موضوع: السيميائيات المغاربية /سيد العزيز الجمعة يوليو 03, 2009 12:42 pm | |
| في الملتقى الأول للسيميائيين المغاربيين بطرابلس :
السيميائيات المغاربية سيد العزيز
نظرا لأهمية علوم السيميائيات في الدرسين النقدي والأكاديمي العربي وما يتيحانه من إمكانيات في محاورة النصوص والأفكار ،انعقد بمدينة طرابلس الليبية الملتقى الأول للسيميائيين المغاربيين في محور (علوم السيميائيات وتحليل الخطاب : معالم وآفاق ) وذلك يومي 23و24 يونيو الصيف 2009 من تنظيم مجلس الثقافة العام بتنسيق مع مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب . وقد عرفت الجلسة الافتتاحية حضور السفير المغربي بليبيا وكذلك السفير الليبي بالمغرب بالإضافة إلى أمين الثقافة العام سليمان الغويل .أما باقي الجلسات الست فقد تدخل خلالها حوالي 30 باحثا في مواضيع تتعلق بالسيميائيات وتحليل الخطاب . حيث شاركت وفود من المتخصصين من الجزائر وتونس وليبيا .وحضر محمد عبد الحميد المالكي ،أحمد يوسف ،عبد الرزاق بنور ، ناصر اسطامبولي ، مبروكة جبريل ،عبد المنعم محجوب سعد القذافي السني،ميلاد مصباح،عبد الحق بلعابد، عبد السلام شرماط،طاهر رواينية ، شادية شقروش،رضا جبران، عثمان المثلوثي ،فاطمة الحاجي،محمد الترهوني،عبد الحميد سويد
وتمثلت مشاركة الوفد المغربي بعشر مداخلات ، في ما يلي ورقة عنها : تدخل عبد جليل ناظم بورقة في موضوع ( عبد الفتاح كيليطو تجربة الكتابة من موقع استثنائي) حيث أوضح بأن تجربة عبد الفتاح كيليطو تندرج ضمن سيميائية القراءة. وأضاف أن المفاهيم التي اشتغلت في نصوص كيليطو ليست محايدة، فمفهوم القراءة يستحضر شبكة من المفاهيم المصاحبة: الكتابة، النص، التأويل، التفكيك، أفق الانتظار... وهي مفاهيم تقوض نوعا من التعامل مع النص، تعامل نصفه بالتقليدي لأنه يعتصم بتصور ماضوي يغلق النص على ذاته ويحكم عليه بالعقم حين يسجنه في تصنيفات ثابتة وحين يضعه في تراتب معياري وحين يعتبره مسكونا بأحادية المعنى، وبالمقابل تبني هذه المفاهيم النص بمنهجية مفتوحة وملائمة ومنتجة.
وجاءت ورقة شعيب حليفي بعنوان (واقع السيميائيات بالمغرب وتطور تحليل الخطاب). باحثا في تشكل السيميائيات داخل الحقل النقد بموازاة الدرس الجامعي الذي انطلق منذ الثمانينيات ،وآفاقه من خلال الدراسات الأدبية. وللتمثيل على ذلك اتخذ شعيب حليفي أحد أبرز الباحثين الأكاديميين بالمغرب وهو الناقد محمد مفتاح الذي يقرأه هذا البحث من خلال مشروعه النقدي السيميائي، بأدواته ومرجعياته الفكرية والمعرفية، ثم الاجتهادات التي ساهم بها.
وتدخل المصطفى شاذلي في( تداولية الخطاب السيميائي) حيث حدد بأن السيميائية في البداية، لا تعير كبير اهتمام للبعد التداولي رغم ملاءمته في توجيه الخطاب وترويجه بين طرفي التواصل (المرسل والمتلقي). لكن بعد المناظرة الشهيرة التي جمعت السيميائيين والتداوليين برحاب جامعة بربنيان عام 1983، أعاد السيميائيون الاعتبار إلى المكتسبات التداولية التي تحققت على يدهم، وانفتحوا على المنجزات التداولية مما أعطى دينامية جديدة وفاعلية كبيرة للنهج السيميائي في تعامله مع الخطاب بجميع أصنافه وأشكاله ومكوناته.
عبد اللطيف محفوظ بدوره قدم بورقة عن حدود الدلالة والمعنى في النقد السيميائي، مبرزا أن العديد من المفاهيم والمصطلحات الموظفة في البحث السيميائي بشقيه النظري والإجرائي لذلك سعى إلى رسم الحدود بين المعنى والدلالة في النقد عامة والنقد السيميائي خاصة، انطلاقا من تفعيل آليات سيميائيات التواصل، وتفعيل نظرية المؤولات عند شارل ساندرس بورس.واختتم المداخلة بالتدليل على اختلاف المفهومين من حيث القيمة والمحتوى، مع تقديم مقترح مآزر بمعايير واضحة لمجال توظيف كل منهما.
وساهم أنور مرتجي بورقة بعنوان( سيميائية الثقافة والحوارية عند باختين)، حيث بين أن نظرية الحوارية حققت انتشارا واسعا في مجال الدراسات الأدبية من خلال مصطلح التناص الذي وضعته جوليا كرستيفا، لكن تأكيد ميخائيل باختين على البعدين الجمالي والإيديولوجي أدى إلى توظيف المفهوم في مجالات ثقافية متنوعة ومختلفة، بين تودورف أهمية الحوارية في علاقتها مع الآخرين، أما باختين فبين أن علاقة الأنا والآخر هي علاقة ذوات لا ينفصلان، لأن الأنا تستدعي بالضرورة الآخر. وهو ما يعطي لمفهوم الحوارية رؤية دينامية تتجاوز تلك الرؤية التقليدية . وتدخل سعيد يقطين في( سيميائيات النص المترابط من أجل أفق جديد للبحث السيميائي العربي). حيث أكد على تطور السيميائيات في تاريخها الحديث لتشتغل بمختلف أصناف العلامات اللسانية وغير اللسانية . وقد توقف سعيد يقطين عند ما يسمى "سيميائيات النص المترابط" عن طريق تتبع مسار التطور الذي تحقق في المجال السيميائي وأسبابه ودواعيه، وكيف أدى إلى توليد الاهتمام بالنص المترابط "كملتقى للعلامات" مساهما بذلك في تحويل مجرى السيميائيات وتجديد دمائها النظرية والإجرائية وهي تعانق علوما معرفية جديدة، تتعدى الخلفيات اللسانية والفلسفية التي تأسست على قاعدتها في أواسط القرن العشرين.
أحمد علمي حمدان قدم مداخلة في موضوع ( سيميائيات القراءة : من فعل القراءة إلى فاعلية القارئ) متحدثا عن الأسئلة المركزية والمفاهيم الولود في بعض المناهج الفرانكوفونية والانكلوفونية ، وخاصة منهج الدلاليات البنيوية (مدرسة باريس ) والمنهج التوزيعي مركزا على أشهر نصوص الغزالي في نقد الفلسفة .
أما بديعة الراضي فقد قدمت ورقة حول ( النسق السيميائي المتجدد في كتابات عبد الفتاح كيليطو: معالم ترويض المناهج وآفاق تفكيك شفرات الخطاب).موضحة أنه من أجل تحيين بعض الأطروحات المرتبطة بكتابات كيليطو، ومعرفة مدى راهنيتها،لابد من طرح العديد من الأسئلة المنهجية والمعرفية ومقاربة الوعي النقدي عند كليطو برؤى متقدمة لاستنطاق نقوده المتقدمة والنصوص الحكائية الطريفة التي يعتمدها .
وحول (سيميائية التطويع ) تدخل محمد الداهي ليبرز أن كريماص وكرورتيص في المعجم المعقلن لنظرية اللغة أرهصا بإنجاز سيميائية التطويع نظرا لملاءمتها وأهميتها في العلاقات الإنسانية .وقد تمحورت مداخلته، على وجه الإجمال، حول ما يلي: التعريف بسيميائية التطويع.التمييز بين التواصل والتطويع. تحليل عينات خطابية يتحقق فيها التطويع بأشكال وصيغ مختلفة. وصولا إلى باستنتاجات تبين أنواع التطويع، وتجلي الغايات التي تتحكم في استخدام المتكلم للتقنيات التطويعية في مقامات مختلفة.
وتدخل محمد الفران في ( علم تحليل الخطاب :مفاهيم واتجاهات)، موضحا أن الإطار الفكري الذي أصبحت تتحرك داخله اللسانيات فرض عليها أن توسع مجال درسها من الجملة إلى الخطاب وأن تغلي الحدود الشكلية التي كانت تفصل بين علوم تدرس موضوعا واحدا من زوايا مختلفة. متوقفا عند اللسانيات البنيوية والتوليدية التي نحت في أبحاثها منحى صوريا أدى بها إلى إهمال الطابعين الاجتماعي والتفاعلي للغة .كما بحث في عند عدد من العناصر منها الخطاب في اللسانيات ثم مفهوم الخطاب النص. | |
|