نادية Admin
عدد الرسائل : 299 نقاط : 33375 تاريخ التسجيل : 19/11/2006
| موضوع: في معنى ان المغرب لم يعتقل احمد منصور الأحد مايو 10, 2009 3:43 pm | |
|
في معنى ان المغرب لم يعتقل احمد منصور وان حراس ليبيا لم يسقطوا اقمار البورنو! حسام الدين محمد
الصرخة الأولى التي يطلقها الطفل العربي لحظة ولادته لا تكفي ابدا للتعبير عن المفاجأة المرعبة التي وجد نفسه فيها، لكن الوقت لن يمهله كثيرا ليكتشف ان خروجه من فردوس الرحم السعيد الى جحيم العالم الواقعي كان خطأ لا يمكن التراجع عنه. هذه هي الفكرة الأولى التي استولت علي وانا اتأمل في ذكريات احمد المرزوقي التي سجلتها 9 حلقات من برنامج قناة 'الجزيرة' المعروف 'شاهد على العصر'. تخيلوا عشرات من الطلاب الضباط الذين اقتادهم عدد من الضباط الكبار المتآمرين لتنفيذ انقلاب دون ان يعطوهم اي فكرة عما يفعلون. مجموعة تعد على اصابع اليد تقرر قيادة بلد بأكمله الى المجهول دون ان تستشير حتى من سينفذون هذا الفعل الذي تقدم عليه. وتخيلوا بعد ذلك الطريقة التي سيقودون بها البلد لو نجحوا. ثم تفكروا بمصير المرزوقي (الذي قضى شبابه في سجن مرعب دون ذنب اقترفه) وفي رد الفعل الوحشي للسلطة وتجريمها اشخاصا شاركوا بغير ارادتهم في عمل لم يعرفوا ماهيته. فاذا كان العسكريون الانقلابيون من العنجهية واحتقار البشر ان يقودوا طلابهم الى مجزرة لم يتم استشارتهم فيها، ستغير مصائرهم ومصائر عائلاتهم ( ولو نجحت: مصائر مجتمعاتهم) فان رد فعل السلطات كان اكثر سادية واحتقارا للبشر من المنقلبين عليها. الحلقات اثارت بعض الاعتراضات المغربية التي اعتبرتها نوعا من الاستهداف للمغرب والتجاهل لممارسات انتهاك حقوق الانسان في بلاد عربية اخرى، خاصة ان البرنامج نفسه يقدم حاليا شهادة اخرى للضابط صلاح شحاد الذي قصف طائرة الملك الحسن الثاني خلال مشاركته في انقلاب آخر. جهات اعلامية ردت على فكرة استهداف المغرب بالقول ان حلقات 'شاهد على العصر' مع الطيار المغربي صلاح شحاد هي استكمال للمرحلة التاريخية التي تغطيها حلقات البرنامج عن المغرب. الحلقات صورت في المغرب ورغم كل الجدل الذي قد تثيره حول بشاعة السجون وانتهاكات حقوق الانسان في المغرب (هناك حديث الآن عن سجن لا يقل بشاعة عن تزمامارت في منطقة عين عودة التي تبعد 25 كم عن العاصمة الرباط) فان السلطات المغربية لم تقتحم مكان التصوير ولم تعتقل الناس وهذا يدل على ان هذه السلطات في وضع يميزها عن اشباهها في البلدان العربية الاخرى. وهذا يذكرنا بما حصل للاعلامي احمد منصور نفسه في بلده مصر الذي تعرض لهجوم من بلطجية الداخلية المصرية كسرت فيه نظاراته بعد بثه لتقرير من مصر. اي انه عوقب عقابا شديدا لمجرد تطرقه لأمر من الامور التي اعتبرتها السلطات المصرية شأنا يخصها ولا يجوز للاعلام التطرق اليها، فما بالك لو ان منصور سجل 9 حلقات عن انتهاكات جلاوزة السلطات اولئك لحقوق مواطنيها؟ ولا ننسى ايضا ما فعلته السلطات المصرية في زميلتنا هويدا طه التي كانت تصور برنامجها بالتنسيق التام مع السلطات المصرية التي قامت بعد ذلك بمصادرة الاشرطة المصورة ثم اعتقلتها وعرضتها بعد اطلاقها لأكثر من عام من المضايقات والمعاناة والخوف من الحكم عليها بالسجن. قرار المغرب بالسماح بتصوير هذه الحلقات هو جزء من مشروع مصالحة مجتمعي يجب ان نهنئ المغربيين عليه لأنه يدل على دخول هذا البلد في طور حضاري ما زال بعيدا جدا عن انظار اشقائهم العرب، وهو درس في ان كشف الحقائق لا اخفاءها هو ما يدمل الجروح ويخفف الآلام لا العكس. وعندما تفتح قصص السجون العربية 'الشقيقة' للحديث الاعلامي سنعرف ان اطفالنا بدأوا الخروج من الكابوس.
'حلب النحل'
حلقات كشف انتهاكات حقوق الانسان في المغرب تشكل من جهة اخرى احراجا لحلف ديناصورات الأمن العربي الذي كشف في الأيام الاخيرة عن تضامنه الأخوي مع زملائه: قبل سنة ونصف السنة تقريبا كشف الاخوة في ليبيا عن قدرات تكنولوجية هائلة (يبدو ان صفقة تفكيك المنشآت النووية مع الغرب لم تشملها) فقد استطاعوا اسكات قناة اذاعية تبث من لندن وهي اذاعة معارضة صغيرة لدرجة يمكن اعتبارها من وزن الفراشة. ولأن الاذاعة من حجم مجهري فقد كان التشويش عليها يشبه مهاجمة نحلة بحاملة قاذفات او بفرقة مدفعية مما ادى خلال العملية الى 'خسائر جانبية' اطاحت بحزمة كاملة من الاذاعات بينها 'بي بي سي' العالمية و'سي ان ان' وغيرها ومعها قنوات دبلوماسية وعسكرية امنية امريكية وأوقفت قمرين صناعيين عن العمل! (كتب الزميل توفيق رباحي زاوية جميلة عن هذا الموضوع آنذاك). الجديد في الموضوع ان الاخوة الليبيين وبعد مسح الاذاعة الضالة من على وجه البسيطة بدأوا على ما يبدو بكش الذباب. 'ماذا نفعل؟' تساءل 'بادي غارد' الفضاء التكنولوجيون. لقد صرفوا 'دم قلبهم' على معدات قادرة على 'لخبطة' الاقمار وشقلبتها رأسا على عقب، واحالتها الى التقاعد المبكر غير منطقي وعليه فقد بدأوا يتفضلون على انظمة عربية اخرى ويقومون بالتشويش على فضائيات لا علاقة لها بليبيا ولا من يحزنون، وفي اطار ذلك ما سمعناه عن تشويشهم على قناة سورية، وكذلك ـ مؤخرا ـ على قناة 'الحوار' (ولا ادري ان كان ذلك تسليفا بثمن يدفع لاحقا ام مظهرا من مظاهر التقوى والنهي عن المنكر؟). لكن اذا كان الاخوة الليبيون يخشون على معداتهم التشويشية من الصدأ فاننا نتساءل لماذا لا يوجهونها ما دامت متوقفة عن العمل بطاقتها الكاملة الى قنوات البورنو المتزايدة يوميا والناطق بعضها ما شاء الله بالعربية والموجهة الى حياضنا ومرابعنا وخيمنا، ام ان نهيهم عن المنكر لا يخص الا كان واخواتها السياسيات؟
قنديل رصاص!
والشيء بالشيء يذكر، فان زميلنا سليم عزوز تنبأ بسيناريو سيئ للزميل الاعلامي حمدي قنديل حين اورد خبر انضمامه لأسرة قناة 'الليبية' لكن خيال الزميل لم يتسع للقصة السوريالية اللاحقة التي أدت بعد اذاعة حلقة برنامج 'قلم رصاص' لقنديل عن مصر الى اعتقال مدير القناة ليومين وتأميمها مما دفع قنديل للانتقال الى قناة حزب الله 'المنار'. صار قنديل مثل البدوي الذي يحمل خيمته على ظهره باحثا عن كلأ وماء الحرية، ولكن لجوءه لقناة 'المنار' في الاجواء الحربية التي تعيشها مصر بسبب قرار السلطات افتعال هذه المعركة 'السيادية' المهولة ضد حزب الله دليل على مزيج رائع من الجرأة والعناد.في المثل السائر ان لكل من اسمه نصيبا، وحمدي قنديل مع 'قلم رصاص' ـه انار الساحة لكثير من المشاهدين والاعلاميين، وسلحها برأي اقوى من رصاص الظلمة والطغاة فتحية له. عن القدس العربي
| |
|