سحر حمزة مبدع جديد
عدد الرسائل : 6 نقاط : 28638 تاريخ التسجيل : 22/03/2009
| موضوع: حريق غابة الزهور/ بقلم سحر حمزة الأحد مارس 22, 2009 3:05 pm | |
| حريق غابة الزهور بقلم سحر حمزة ما أجمل أن نشتم الزهور البرية ونتلفح شذاها العطر الذي يبعث الحياة في أواصر العاشقين,للحياة والطبيعة الخلابة و لصباحات العصافير الرائعة في غابة ساحرة مثل غابة الزهور , أحبائي ,, كلنا يلاحظ أنه في كافة بلاد المعمورة غابات مختلفة بعضها مصطنع تزرعه الحكومات كي تجلب الهواء النقي للأرض المقفرة بطرق علمية وتجهيزات مكلفة جداً , وغابات طبيعية خلقها الله تعالى بصنعه الإبداعي الرائع كي تستمر الحياة وتبقى أشجارها على الأرض مدة طويلة رغم تعاقب السنين وتبقى نضرة تعطينى الأوكسجين الذي يحتاجه الخلق ويافعة تعطينا الظلال وقد يصل عمر بعضها منتجة وقوية لمئات السنين ,,في قصتنا هذه غابة أسطورية تسمى غابة الزهور ذلك أن زهورها نادرة منفردة بشذاها المنعش للروح ,,وفي يوم من أيام الجمعة العطلة الرسمية الذي يخرج فيه الناس للترويح عن أنفسهم إصطحب أباهشام أسرته إلى غابتنا الجميلة التي تبعد بضع كيلو مترات عن منزلهم قرب دبين وهي منطقة ساحرة تكسوها الأشجار الباسقة المتدة جذورها في أرض خصبة خيرة لا ينقطع المطر عنها إلا مع نهاية فصل الربيع ,,كان بطل قصتنا هشام البالغ من العمر أثنا عشرة ربيعاً مرافقاً لأسرته ذلك اليوم ، تملئ روحه الحيوية والفرح الغامر لهذه الرحلة الإستثنائية ,فهو ماهر في إصطياد العصافير ويعشق الرسم وسط الطبيعة ويجمع الفراشات وكذلك حبات السرو والصنوبر التي تتساقط من الأشجار بعد نضجها ,,فهي واحدة من هواياته المتعددة ومهماته التي يكلفه بها أستاذ الطبيعة وعلم البيولوجيا ,,كعادة الأطفال ,,انطلق أخوته الصغار نحو الألعاب ، وانشغل الوالد والوالدة في إعداد الطعام ،إستاذن هشام من والديه بالتعمق في أجواء الغابة فعدد محدود من الناس متواجدين فيها لإن الوقت مبكر جداً ولم تزدحم بعد بالناس ,,فوافق والده وطلب منه أن لا يبتعد كثيراً ,, فسار هشام نحو هدفه يمتع ناظريه بغابة الزهزر مستمتعاً بالطبيعة الخلابة ، فأشجار المتشابكة متعانقة كالبنيان المرصوص تتماسك ببعضها في صورة تمثل وحدة واحدة كي تلقي بظلالها الدافئة كل من أراد الإستظلال بها بحثاً عن الراحة والإستجمام ، و لفت إنتباهه شموخ الصنوبر ، والكينا والليغسترم والدوم ذو الزهر الأصفر ..وغيرها من الأشجار ، وعم الهدوءالرائع الجميل ،مع تغريد العصافير ، العذب الرقيق ، المكان وكأنها تصلي لله خاشعة ليحفظها من العالبثين مسبحة أياه في طقوس طبيعية لا يعرفها الكثيرون من البشر ,,شعر هشام كأنه طير أو فراشة صار يرقص ويقفز ويداعب هذه الشجرة ويستنشق زهرة ويجمع الصنوبر والمخلفات التي سقطت من الأشجار كأنه مسحوراً بهذا الجمال الرباني الرائع وأندفع أكثر ليكتشف جماليات الاشجار الضخمة ، الشامخة وكأنها تريد معانقة السماء لطولها وكبر حجمها وقدمها ، ، وفجأةً توقف وتمعن وأنصت لقد استوقفته رائحة يألفها تنبعث من أسفل الحديقة ، أستمر بالسير ,,وتعمق أكثر ,,أدرك نوع الرائحة التي يشمها ، انها رائحة النيران التي تعكر صفو المكان وأقترب أكثر وأكثر ورأى الخطر الذي يحدق بالحديقة أنها رائحة تهب مع نسائم الهواء الذي تلوث جراء إندلاع النيران ,,وحين اقترب ,صرخ بأعلى صوته آه النار النار تلتهم الأشجار أنها مثل وحش سيلحق الدمار بالغابة ، هرع مسرعاً عائداً إلى مكان والديه واخبرهم بما راى وطلب مساعدتهم وقال :ماما يابا أنقذوا الشجر سيحول الغابة إلى مكان مقفر ,,هيا ساعدوني اعطوني بطانية هيا أريد بطّانية وماء سأحاول إطفاء الحريق ، قال له أبيه أنتظر سنتصل بالدفاع المدني فأجاب بهلع تكون الأشجار قد حرقت وأضرمت النار في سائر الغابة قال له أبيه :حسناً سأطلب المساعدة من حرّاس الغابة عند البوابة ومن ثم سأطفيء معهم النيران لحين وصول رجال الإطفاء ، قال هشام :حسناً هات الماء وأذهب ,,خطف جالون ماء من بين أغراض أسرته وأسرع نحو مكان الحريق ,,ولحقه أناس كانوا قد سمعوا حديثه وساعدوه في أطفاء ما يمكن إطفاءه من النيران التي اضرمت بالأشجار ,,وهويلهث ويصرخ ويستغيث حتى تجمع الناس وتعاونوا جميعاً في اطفاء النار وبعد أن أنتهوا كان قد وصل رجال الأطفاء إلى المكان فقال هشام : ها لو لم نتعاون لحرقت الأشجار وخسرنا الكثير ,,أين الشواخص التحذيرية ,وأين الهواتف الهوائية في وسط الغابة ,,ولماذا لا يتوفر مركز إطفاء قرب الغابة ,,أنها ثروة وتحتاج لرعاية ومحافظة ,,فقال رجال الأطفاء ليت كل الناس مثلك أنت طفل كتميز ذكي وصاحب فطنة وبديهة ,,معك حق يا ولدي ,,أجاب والده يجب أن تضع الجهات المعنية بالغابات مراكز إطفاء بالقرب منها خشية حريق كهذا أضرمه العابثين ,,وكذلك يجب أن تتوفر عبارات تحذيرية من رمي أعقاب السجائر أو أهمال بعدم أطفاء الفحم المستخدم للشواء ,,أنت رائع قال رجل الإطفاء ,,سوف نكرمك ونجعل منك نموذجاً متميزاً للمواطن المسؤول الحريص على مقدرات وطنه ,,,هزرأسه مبتسماً فخوراً بنفسه ,,في قسمات وجهه حزن بدى عليه بعد أن خسرت غابة الزهور بعض أشجارها وضاع منها بعض الزهور والنباتات النادرة وقال يجب أن نعود لننظف المكان ونعيد الحياة له بعد هذا الحادث الذي أصابه ,,قال والده أني فخور بك يا ولدي وسوف أكافئك ’’فقال هشام مكافئتي تكون في العودة لغابة الزهور الأسبوع المقبل لترعاه ونؤكد للاشجار أننا نعشقها ولن نؤذيها ,,فهي كالأنسان تشعر بمن حولها ,,وسأكتب موضوع الإنشاء عنها ,,وسأخبر أصدقائي كي يحافظوا عليها ,,فرحت أسرة هشام بحبه للطبيعة ,, ,انتهى نهارهم في الغابة يتحدثون عن الأشجار واهميتها وتعلم الجميع أنها أغلى الثروات وأثمنها لفوائدها المتعددة واهميتها في حياتنا ,,ومن ذلك الحين وكلما عاد هشام للغابة وجد أسمه يعلوا شاخصة معلقة في مكان الحريق مدون عليها غابة الزهور تحيي هشام المسؤول ,وفي نهاية العبارة دعوة تقول كونوا قدوة مثل هشام .. وانا أقول ليت الجميع يكون مثل هشام متفاني في حب وطنه وثرواتها أنتهى ما هي ردود الفعل حول الحكاية من فضلكم سحرحمزة | |
|