ابن امسيك عضو فعال
عدد الرسائل : 1310 نقاط : 35652 تاريخ التسجيل : 17/05/2007
| موضوع: محمد اكويندي قاص زاده الخيال/ عبد الحق ميفراني الأحد مارس 01, 2009 1:57 pm | |
| محمد اكويندي قاص زاده الخيال 25/02/2009 عبد الحق ميفراني عن منشورات أجراس، وفي إطار سلسلة رقيم السرد، صدر للقاص محمد اكويندي مجموعة قصصية جديدة بعنوان "سرير الدهشة" في طبعة أولى هذه السنة. تضم المجموعة تسع قصص، وتقع في 66 صفحة. {المزواة ـ أبواب الخفاء ـ الكلب ـ سرير الدهشة ـ جوقة التماثيل ـ غراب يناير ـ النافذة ـ قرأت كفها ـ الأعمى} يمثل القاص محمد اكويندي تجربة متميزة في المشهد القصصي بالمغرب. فإضافة الى انخراطه الواعي في جل التجارب التي أسست لهذا المشهد. ومتابعته عن قرب للمشهد القصصي المغربي والعربي والغربي في إنصات بليغ لدينامية هذا النص القصصي، وفي تحولاته البنائية. أسس القاص محمد اكويندي منذ مجموعته الأولى "رقصة العبيد" مسارا متفردا يفكر في القصة، وهو يكتبها بوعي القاص و "القارئ" و "الناقد". لذلك تمثل كل مجموعة قصصية جديدة محطة للقراءة وإعادة التفكير في أسئلة النص القصصي. ولعل الحراك القصصي في المغرب، يدفع هذه التجربة أن تكون صوتا آخرا لقياس "ذبذباتّ هذا التحول وقراءة مساراته. مجموعة "سرير الدهشة" تفصح منذ البداية عن مسارات رؤيته بالانحياز الى مقولة مركزية "عين الوعي لا تنام"، لذلك تكشف النصوص عن وعي مسبق بالكتابة، بالفلك، بالنصوص "العظيمة"، بالجسد، بالحروف ودلالاتها، بالحيوان، وببروخيس. فالنص الأخير "الأعمى" يمثل حوارا سرديا/معرفيا، يكشف السارد في نهايته أنه هو من يحمل ناصية القول بعد: "ـ وأين بورخيس؟ ـ أنهى ورديته، وأنا من أقوم عقبه ليلا"/ص60. نصوص "سرير الدهشة"ّ ملجأ جواني للعبة الكتابة القصصية، دروس في البداهة. تحتمل أكثر من قراءة لأنها لا تتوقف عند مرجع/سندي تستقي منه بلاغتها. إنها نصوص مفتوحة على متخيل يعي "مسؤولية" سارد مطالب أن يجعل للقصة "سلة الوعي" و "سلة لمتعة القراءة". إنها العبور المثالي من وردة الانبهار الى التناظر وصولا الى الانشطار حيث تتجلى وتتحول الى نص مليء ب"الدهشة". "القصة" في "سرير الدهشة" حالات قصوى مكتوبة بحس فني، فهي "الجسد المحموم/ قصة المزواة" والذي يتقرى بحرقة "الظمآن". وهي حالات تشكل من "الانبهار" الى "التناظر" الى "الانشطار"/ قصة سرير الدهشة. وهي أيضا "النافذة" التي تنقل تفاصيل العالم، وهي لغز "تيفيناغ" السرية. رموز وعلامات سحرية أسطورية وميثولوجية لا تنتهي.. تحدث الناقد سعيد يقطين في مقدمة لافتة للمجموعة، عن النص القصصي ّالذكي" بميسم "عمق الفكرة ومهارة قناص اللحظات العابرة والهاربة". وحين يشير الناقد يقطين الى عنصري "الدربة والمهارة" في كتابة نص قصصي استثنائي فلأن مجموعة "سرير الدهشة" تعمق من فكرة أساسية. قدرة هذه النصوص على تشكيل قواعد ومقولات أساسية عامة عبرها ومنها تتأسس خصوصية كل نص قصصي في المجموعة، مما يجعل من قصص ّسرير الدهشة" حاملة "لذاكرة ثقافية للغة" بتعبير بارث، تؤسس لما وسمناه في البداية، بحضور وعي "حاد" بأسئلة الكتابة القصصية كما تقترحها المجموعة. وهذا الحس ينقص أحيانا في بعض الكتابات القصصية التي بدأت تحضر في المغرب القصصي السنوات الأخيرة بحدة. الى درجة امست معه القصة الجنس الإبداعي الأمثل لتمثل أسئلة جيل بأكمله. في تشعب هذه الأسئلة، وفي مستويات ما تقدمه من معرفة. ولو أمكننا تمثل رؤية القاص محمد اكويندي هنا، لزدنا التأكيد على أن القصة هي ليست ما يكتب دائما، إذ سواء في مجموعة "رقصة العبيد" أو "سرير الدهشة" تتجه القصة الى ما ينفلت دائما، إنها لحظة وعي مركزة بالعالم. لكنها في نفس الوقت، قصة تمتلك بناء محكما وتقيده "أعراف" الكتابة القصصية. هي ليست "شطح" على غير معرفة. يوازي حضور نصوص "سرير الدهشة" حضور لعتبات أساسية في المجموعة فالأضمومة اختار أن يقدمها ناقد "عليم" بدواليب السرد ومتاهاته، الناقد سعيد يقطين أحد العلامات الفارقة اليوم في المشهد النقدي المغربي والعربي. عوض اللجوء الى قلم "القاص" العارف، اختار محمد اكويندي رؤية الناقد كشكل من تمركز وعي القراءة. وفي هذا الباب، نلتقط إشارات التقديم، والتي تؤكد في النهاية على خصوصية المجموعة وامتلاكها لوعي قصصي ينفتح على المستقبل. في قصة "الأعمى" يشاكس السارد مقولة الشعر في علاقته بأدباء عميان. في "قرأت كفها" مناوشة للغة، أما قصة "النافذة" فتعود لدورة الزمن. هكذا تتواصل نصوص "سرير الدهشة" في نحث تيمتها ومع كل نص قصصي في المجموعة يرسخ السارد "ولع الحكي" و "ولع القصة" بمعرفة. كي نكون في النهاية أمام قصة قصيرة نموذجية مفتوحة لمتعة القراءة وولعها أيضا. كاتب و شاعر من المغرب | |
|