رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) -أعلن مسؤول فلسطيني يوم الثلاثاء 21 مارس اذار موعدا جديدا لانطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية بعد ان تم تأجيل الموعد السابق بسبب الحرب على قطاع غزة.
وقال اسماعيل التلاوي رئيس لجنة التنسيق الفلسطينية العربية لاحتفالية القدس (عاصمة الثقافة العربية 2009) لرويترز "الموعد الجديد لانطلاق احتفالية القدس هو الحادي والعشرين من شهر مارس المقبل وقد ابلغنا المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الكسو) وجامعة الدول العربية وجميع وزراء الثقافة العرب ان هذا التاريخ نلتزم به وان على الدول العربية الالتزام بعدم تنفيذ نشاطات قبل هذا التاريخ."
وكان الموعد السابق لانطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 هو 22 يناير كانون الثاني ولكن تأجل بسبب الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في السابع والعشرين من ديسمبر كانون الاول.
وادت هذه الحرب التي توقفت بناء على هدنة هشة بعد 22 يوما بوساطة مصرية الى مقتل نحو 1300 فلسطيني والحاق دمار كبير في قطاع غزة المحاصر الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ عام 2007 في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال التلاوي "ما حصل من عدوان اسرائيلي اثر قطعا على جميع المشاهد الاحتفالية سواء كانت في فلسطين او العواصم العربية لذلك قررنا ان نؤجل الموعد الذي حدده المجلس الاداري لاحتفالية القدس بالتشاور مع وزراء الثقافة العرب والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الكسو)."
ويواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة في اقامة فعاليات هذه الاحتفالية في مدينة القدس المحتلة التي احكمت اسرائيل عزلها عن باقي مدن الضفة الغربية من خلال الجدار الفاصل وجعلت الدخول اليها يقتصر على بوابات رئيسية يحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الى تصاريح خاصة من اجل الوصول اليها. وعادة ما يكون سعي الفلسطينيين للدخول الى هناك من أجل تلاقي العلاج في مستشفيات القدس.
وقال التلاوي "سننطلق من القدس بانطلاقة رمزية ونحن ندرك تماما بأن الاحتلال الاسرائيلي سيمنعنا ولكن الانطلاقة من القدس تعني الكثير للامة العربية وللعالم اجمع. نحن نريد ان نثير موضوع القدس لدى الرأي العام العالمي والعربي ليدرك بان القدس جزء لا يتجزأ من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 ."
وتعتبر القدس احدى قضايا مفاوضات المرحلة النهائية للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين المتوقفة حاليا بسبب الانتخابات الاسرائيلية المقرر تنفيذها في العاشر من فبراير شباط.
وينظر العديد من المحللين الى تعيين الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما للسناوتور جورج ميتشل مبعوثا جديدا لعملية السلام في الشرق الاوسط فور توليه منصبه اشارة قوية من الادارة الامريكية الجديدة الى اهتمامها بالتوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ويطالب الفلسطينيون العرب على المستويين الرسمي والثقافي المشاركة في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية وقال التلاوي "انهم يأتون لزيارة فلسطين لماذا لا يقوم زراء الثقافة العرب والفنانون والمثقفون العرب بزيارة الى فلسطين.."
ويرفض العديد من الفنانين العرب المشاركة في فعاليات ثقافية في الاراضي الفلسطينية لعدم قبولهم الحصول على تأشيرات دخول من الجانب الاسرائيلي للوصول الى الاراضي الفلسطينية وكان عدد منهم يدخل في التسعينات عبر تنسيق خاص بين السلطة الفلسطينية واسرائيل دون الحاجة الى وضع تأشيرات دخول على جوازات سفرهم.
وشكل حضور وزير الثقافة الامارتي ووزيرة الثقافة المغربية حفل تأبين الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في رام الله العام الماضي بارقة امل للفلسطينيين لامكانية مشاركتهم في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية.
وقال التلاوي "لقد وجهت وزيرة الثقافة الفلسطينية رسائل دعوة الى جميع وزراء الثقافة العرب للمساهمة والمشاركة في انطلاقة الاحتفالية الرسمية التي ستكون في فلسطين وقد تلقينا جزءا من الردود من عدد من وزراء الثقافة العرب للحضور فعلا" ولكن لم يذكر اسماءهم.
واضاف "هناك اليات واجراءات يقوم بها مكتب الرئيس (محمود عباس ) لنقل وزراء الثقافة العرب من عمان الى بيت لحم حتى يشاركوا في الانطلاقة كما جرت العادة في العواصم العربية"
واشار التلاوي الى امكانية قدومهم عبر طائرات هليكوبتر اردنية الى بيت لحم كما سبق قدمت وزيرة الثقافة الاردنية نانسي باكير الى رام الله عبر طائرة هليكوبتر للمشاركة في مراسم دفن درويش في اغسطس اب عام 2008 .
ويتطلع الفلسطينيون ان تساهم احتفالية القدس بتقديم دعم مادي الى المؤسسات الثقافية في القدس "لتعزيز صمودها في وجه الاجراءات التي تهدف الى طردها او اغلاقها هذا هو الاصل في هذه المناسبة."
وقال التلاوي "نحن بانتظار دفع الدول العربية لالتزماتها اضافة الى نقطة مهمة اثرناها في مؤتمرات مجلس وزراء الثقافة العرب وهي ان تقوم كل دولة عربية بتبني بيت داخل مدينة القدس بحاجة الى الترميم."
واضاف "هناك الكثير من البيوت بحاجة الى الترميم يمكن تحويلها الى بيوت ثقافة عربية.. بيت ثقافة مصري.. دمشقي.. مغربي وقد عملت المملكة المغربية على شراء بيت داخل اسوار القدس بمليوني دولار ليصبح بيت ثقافة مغربي."
ويسعى الفلسطينيون الى نقل مدينة القدس الى العواصم العربية التي لن تتمكن من المشاركة في فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية بتنظيم فعاليات لفرق من القدس في هذه العواصم اضافة الى انه ستجرى دعوة عدد من الفرق الاجنبية للمشاركة في القدس.