خالد الداودي مبدع جديد
عدد الرسائل : 19 نقاط : 30625 تاريخ التسجيل : 15/02/2008
| موضوع: استلال الروح الخميس مايو 01, 2008 1:24 pm | |
|
وعندما عزمت شنق اللقيط ،استلال الروح منه نزعا.كشريرة تخنق وليدها،شريرة القردة ما قبل التاريخ،وانفجر الدما قانيا أخضر حراميا،وفي تلك الليلة احتفلت الشيطين والكفار والساحرات والعظام النخرة وقرئت التعاويذ والطلاسم الخبيثة.عندما نويت استلال نفس الوليد الطاهر المدنس بعدما أفرطت في تجريمه .واغتصبت الطفولة .ماكان لقلبك أن يلد لقيطا،ماكان لك أن تربتي على بطنك النحيف وقلبك الأهوج،وتركت الهوى والود طليقا يفعل ما شاء أم أنك لم تنتبهي للولد الوسيم الذي كان يكبر في قلبك. وهو يكبر كنسيم في حدائق فردوس مفقود،عندما استغرقنا في تركيز النظر وسرت موجات الروح في جنين الحب الذي لم يتجاوز شهرين.تركته للطبيعة،كأنك في غابة.ورعيته بعيني،بندمي،بالقرب،بالقدر المتأخر، بالانسجام بالتناسق،ببلسمة الجراح،بتعويض الفقد،لم أدري أن اللوثة الطيبة كانت تكبر.وأني أسوقك نحو متاهة الإجهاض،وأنت تصرين على أن ترعي وليدك الوسيم ،وعندما تبرأنا منه وتركناه يبحث عن وجود في أفواه الناس الفضوليين.وفضلنا التبني،عندما عزمت على تقطيعه إربا إربا،وزرعه جراحا في قلوبنا،في أكبادنا لأرحل نحو البراءة ,وأنت نحو الاستقامة.وأطيل في عزلة لتأبين قلبي والتوبة بعد قتل الهجين،لا بد أن ينال حقه من الحزن والمواساة والتأبين حروفا،طلاسم،أوراق وشرودا لا متناه يدل على مدى الفقد.وعزمت بسهولة على دفنه،كأنك متعودة على دفن اللقطاء،والناس مبهوتون كأن شيئا لم يكن.ونحن نولي الفرار لا نلتفت بعضنا لبعض فارين من دنيا الخطيئة بعدما أكلت التفاحة نوهم قلوبنا أننا سنلتقي في عالم الفضيلة الغير موجود. وبعدما تلقفت ملائكة الحب المولود طاردتنا الشياطين ونحن نبحث عن مكان للاختباء. وعندما مات اللقيط وبكيثه كثيرا ورثيته وقمت بتأبينه،وأنا عائد تكل رجلاي ويستغرق عقلي في فك رموز مضت وأخرى استعصت علي طرحتها جانبا،كيف أن أم اللقيط عملت على شنقه شيئا فشيئا حيث رفعت الروح إلى الأعلى ولم أدري في البداية أنها كانت تنوي قتل ولدها اللقيط.وأنها استدرجتني نحو الطمأنينة،نحو الأمان،نحو العطف،نحو الحب،عندما أعلنت حبها،واتكأت إلى هذا الصدر الوجداني،لم أدري أني أسأق إلى بحر العاطفة وأنه صعب المراس ليفضي بنا نحن الثلاثة أنا وهي والقلب اللقيط لتأتي قطعة بحرية فاجأتنا لتصدمنا نحن الاثنين واللقيط يبكي،مرت أيام الاستشفاء،وأملنا في احتضان ابننا عندما مثلت للشفاء وجدت أنها عازمة على شنقه غير راضية،عازمة على قتله ونزع حبه من قلبي.
| |
|