الأغانى للأ كذبانى
د0 كمال يونس
Kamalyounes_55@yahoo.com اشتهر كتاب الأغانى للأصفهانى بأنه أشهر دواوين الادب العربي وأضخمها وأجلها وأقدمها، ضربت في جودة تأليفه الامثال ، وموضوعه وسبب تسميته بالأغانى هو الحديث عن الشعر العربي الذي غناه المغنون، منذ بدء الغناء العربي وحتى عصره، مع نسبة كل شعر الى صاحبه، وذكر نبذ من طرائف أخباره وتسمية واضع اللحن، وطرق الايقاع والاصبع الذي ينسب اليه ولون الطريقة، ونوع الصوت وكل ما يتصل بذلك، ثم ميز مائة صوت كانت قد جمعت لهارون الرشيد وعرفت بالمائة المختارة، وافتتح كتابه بالكلام عنها وعن ثلاث أغان اختيرت من المائة، وذكر من سبقه إلى التأليف في الأغاني، كيحيى المكي وإسحق الموصلي ودنانير وبذل، وترجم فيه ل(426) علماً من أعلام الشعر والغناء ،ألفه أبو الفرج الاصفهاني ( 284 ه- ـ 356 ه )، واهداه لسيف الدولة الحمداني، وعكف على تأليفه زهاء خمسون عاما، واعطاه سيف الدولة لقاء ذلك ألف دينار، فلما سمع ابن عباد بذلك قال (لقد قصر سيف الدولة، وانه ليستحق أضعاف اضعافها، إذ كان مشحونا بالمحاسن المنتخبة، والفقر الغريبة، فهو للزاهد فكاهة، وللعالم مادة وزيادة ،وللكاتب المتأدب بضاعة وتجارة،وللبطل رجلة وشجاعة، وللمتظرف رياضة وصناعة، وللملك طيبة ولذاذة، ولقد اشتملت خزانتي على مائة ألف وسبعة عشر ألف مجلد، ما فيها سميري غيره، ولقد عنيت بامتحانه في أخبار العرب وغيرهم فوجدت جميع ما يعز عن أسماع من قرف بذلك قد روته العلماء في كتبهم، ففاز بالسبق في جمعه وحسن رصفه وتأليفه، ولقد كان عضد الدولة لا يفارقه في سفره ولا في حضره ، ولقد بعت مسودته بسوق بغداد بأربعة آلاف درهم ).
قال ابن خلدون: كتاب الأغاني ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعول به على كتاب في ذلك فيما نعلمه، فهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنى له بها،و قال صاحب كشف الظنون عنه كتاب لم يؤلف مثله اتفاقاً0
ولقد طبع لأول مرة ببولاق في القاهرة سنة (1285هـ) في (20) جزءاً،ثم أكمله (رودولف برونو) بطبعه الجزء (2) في ليدن بهولندا سنة 1306هـ 1888م ،ووضع له المستشرق الإيطالي غويدي فهرساً أبجدياً مطولاً بالفرنسية سنة 1895م يعرف ب(جداول الأغاني الكبير) أحصى فيه أسماء 1150 شاعرا، ورد ذكرهم في الكتاب ، أتى الحمودي وسلوم على ترتيبها وتنسيقها في كتابهما: (شخصيات كتاب الأغاني)، وجمع د. حسن محسن الألفاظ التي فسرها أبو الفرج في كتاب: (معجم الألفاظ المفسرة في كتاب الأغاني) ،ونبه السيد أحمد صقر في مقدمة نشرته ل(مقاتل الطالبيين) إلى أن (الأغاني) لم يطبع كاملاً، بل سقطت من طبعته تراجم برمتها مثل ترجمة صريع الغواني وهي (34) صفحة، نقلها ناشر ديوانه عن الأغاني. (ليدن 1875م)، وطبعته دار الكتب المصرية فى 24 جزءاًعام 1942 م ، ومما ألف حوله (دراسة كتاب الأغاني) د. داود سلو، تضمن معلومات مهمة حول اختلاف نسخ الكتاب، كنسخة مكتبة غوتة بألمانيا، وفيها ترجمة لأبي نواس، خلافاً للنسخ المطبوعة، ولابن منظور صاحب اللسان كتاب " مختار الأغاني في الأخبار والتهاني" اختصر به كتاب " الأغاني" وقد طبع هذا المختصر في ثمانية أجزاء ، وفي الجزء الثالث منه ترجمة موسعة لأبي نواس ، تضمنت أخباراً وأشعاراً لأبي نواس ، لا تجدهما في الأصل، وذلك أن لابن منظور كتاباً مفرداً لأخبار أبي نواس ، وكتاب دراسة الأغاني لشفيق جبري،وكتاب صاحب الأغاني د0 محمد أحمد خلف الله، والسيف اليماني في نحر الأصفهاني لوليد الأعظمي، ومواطن الخلل والاضطراب في كتاب الأغاني لمحمد خير شيخ موسى ، وكم من صيحات لباحثين مدققين انتهى رأيها إلى أن كتاب الأغاني ومؤلفه لا يعتمد عليه تاريخياً فهو لا يعبر بصدق عن حياة المسلمين ، كما أنه كتاب أسمار وأحاجي ، ومع ذلك نجد البعض من الباحثين وأنصافهم يعتمدون عليه ويسلمون له بكل ما يرويه ، وكذلك المستشرقين الذين جعلوه عمدة لهم في كتاباتهم عن التاريخ الإسلامي ورجاله0
أسباب الطعن على كتاب الأغانى للأصفهانى
1 ـ ركز أبو الفرج الأصفهانى على الخلاعة والمجون فى سلوك الشعراء ، وهو ما يتفق مع سلوكه الشخصى0
2 ـ أهمل الجوانب المعتدلة مما يجعل القارىء يظن أن بغداد كانت مدينة الخلاعة والفجور ، رغم أنها كانت عامرة بالزهاد والعباد0
3 ـ أغفل ترجمة أبى نواس على الرغم من اتفاقهما فى المنزع الأخلاقى ، كما أغفل شاعرا كبيرا مثل ابن الرومى0
4 ـ تعددت موضوعاته وتنوعت بحيث تجهد القارىء فى متابعتها ، إذا أراد أن يفندها ويتناولها بالنقد والتحقيق ، فالموضوعات متتابعة بلا تبويب مابين الأدب والسيرة والفقه والسير والعلم والتفسيروالأخباروالتاريخ ، حتى لايشعر القارىء بالملل والرتابة لستر غرضه المشبوه0
5 ـ الكتاب فى حقيقته قد كُتب للمنعمين والمترفين مما جعله يتساهل فى رواية أخباره ، ولم يخضعها لعلوم الجرح والتعديل والتوثيق والتضعيف ، فحشر بين الرواة من الكذابين الكثير الكثير ، ودس وسطهم أسماء بعض الثقات ،ولم يخضع فى منهجه لشروط التوثيق الواردة فى الحديث الشريف والسيرة النبوية، فقد ورد في الكتاب كثير من الأخبار والأشعار غير الصحيحة في نسبتها وما يكون فيه مبالغة غير مقبولة وقد ينال المحقق شيء من هذا اللون. ثم إنه يقطع الخبر حين استشراف القارئ لتمامه، وفي هذا ما فيه، وقد تتضارب الروايات عنده فيأتي بها كما هي دون أي تعليق أو تعليل 0
6ـ مزيدا من الخداع للقارىء العادى حيث أن الكثير من محبى الأدب لاتهمهم العنعنات ، وخاصة أن الكتاب فى حقيقته كتاب أدب وسمر وغناء ، ولا يستحق وصفا أخر ، نظرا لكثرة ما ورد به من المرويات الإباحية ، التى تصادف هوى أهل الزيغ والضلال0
7 ـ حفل كتابه بكثير من الطعن فى العقيدة الإسلامية ، فيورد تفضيل الجاهلية على الإسلام ، ولعن الدين الإسلامى ، والكفر الصريح ، الاستخفاف بالصلاة والصوم والحج ويوم القيامة 0
8 ـ الطعن فى سلوك آل البيت الحسين والحسن والسيدة سكينة والحسن بن الحسن ، وزوجة الإمام الحسن ، والعباس ، حتى يرضى آل بُويه التى قال عنها المؤرخ الشهير الذهبى ضاع الإسلام ببنى بُويه، حيث كان العامة يحتجون على حكمهم الجائر بمسلك السلف الصالح ، لذا أرادوا أن يشوهوه0
9 ـ طعن فى الإمام أبى حنيفة النعمان ، وأبو الأسود الدؤلى وزوجته ورباح بن عطاء سيد سادات التابعين ، والمحدث الجليل النعمان بن البشير الأنصارى 0
10 ـ أغلاط تاريخية مثل الدس الشنيع على الخليفة هارون الرشيد واتهامه بقتل صالح بن عبد القدوس بتهمة الزندقة ، علما بأن الخليفة المهدى هو من قتله وكان عمر هارون الرشيد لا يزيد على خمس سنوات 0
11 ـ صور فى كتابه صدر الإسلام على أنه دموى ملىء بالدس والمؤمرات 0
12 ـ أورد وسكت عن التحريف فى كتاب الله ولم يعلق عليها ، ويكون في الخبر تحريف لآيات الكتاب العزيز فلا ينبه على ذلك، مثاله "سمع الفرزدق رجلا يقول: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديها جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم) فقال الفرزدق: فاقطعوا أيديهما والله غفور رحيم فقال: ينبغي أن يكون هذا هكذا، قال: فقيل له: إنما هو: عزيز حكيم، قال: هكذا ينبغي أن يكون" (الأغاني، ص: 8635)،ج25) 0
13 ـ يدعى الأصفهانى ( 284 ـ 356 هجرية )كذبا بأنه ألف الكتاب فى خمسين عاما ، وقد توفى عن 72 عاما ، وتوقفت أحداثه عند عهد الخليفة المعتضد بالله المتوفّى سنة 289هجرية، وسكت عمّا بعد ذلك فهل انقطع الغناء؟ أم أنّه أراد أن يسكت قبل مجيء العهد البُويهي، لئلا يضطر إلى ذكر أشياء قبيحة لا يحسن ذكرها؟ لذلك نال الكتاب رضا آل بُويه0 وظهر بنو بُويه في عالم التّاريخ الإسلاميّ في أوائل القرن الرّابع الهجريّ ، لذلك لا غرو أن نجد تاريخ الإسلام مشوّهاً إلى بداية عهد بني بُوية 320 هـ ، وسبب ذلك أنّ هذه الدّولة البُويهيّة كانت مكروهة لدى عامة المسلمين وخاصّتهم، وكان النّاس يحتجّون عليهم بسيرة السّلف الصالح، وضاق بنو بُوية ذرعاُ من هذا الاحتجاج، فظهر شعراء وكتّاب شعوبيّون حاقدون على جنس العرب, بل وعلى أهل الإسلام وذلك بإيعاز من السلّطة الحاكمة لأنّ الخليفة العبّاسيّ لم يكن له إلا الاسم فقط؛ فقد ذكر ابن خلدون في تاريخه حالة الضّنك والخراب الذي عمّ المسلمين في عهد بني بُويه.. فليراجع (تاريخ بن خلدون الجزء الرّابع).. "إنّ آل بُويه قد اشتروا ضمائر أهل الطّمع، والانتفاع الشّخصيّ، من ضعفاء النّفوس، فراحوا يكيلون لهم المديح جزافاً حتى جاوزوا المقدار. هذا أبو هلال الصّابي, يضع كتاب التّاجي وهو سجين, وقد مرّ به بعض أصحابه فسأله فقال: ((أباطيل أُنمّقها, وأكاذيب أُلفّقها في تاريخ آل بُويه" ، وهذا أبو الفرج الأصفهاني (ت 356 هـ) يؤّلف كتابه الضّخم الأغاني للوزير أبي الحسن محمّد بن الحسن المهلّبي.
14 ـ أبرز كتاب الأغانى شعوبيته الفاضحة رغم إدعائه أنه ينتمى لمروان بن محمد الأموى ، وأدعى التشيع ليوافق هوى آل بويه والعباسيين ، ورعم هذا أساء لآل البيت النبوى بإيراده أخبارا تشوه سيرتهم وتشوه سلوكهم لدى العامة ، وأيضا أساء لبنى أمية ودس عليهم من كل النقائص0
15 ـ إلاّ أنّ هذا الكتاب كان تكأة المستشرقين والعلمانيّين وضعاف النّفوس في النّيل من تاريخ الإسلام وأهله، وصار عمدة في تقييم التّاريخ الإسلاميّ، وجلّ حجّتهم البالغة هذه القصص والحكايات التي ذكرها الأصفهاني عن المغنّيين وأهل الطّرب والمجون, حيث صار تاريخ السّلف الصالح إلى سنة 289هـ عبارة عن مجموعة من المتاّمرين سفاكي الدماء، ومن العجب أن طه حسين قال فى حديث الأربعاء " أننا أشد من هؤلاء القدماء طمعا ، وأكثر منهم تحفظا ، لانكفينا أسماء الثقات من الرواة ، ولايكفينا جمال تالقصيدة ، وجودة المقطوعة ، وإنما نريد أن نتخذ كل شىء موضوعا للبحث والتحليل ، ولا نكاد نفرق فى ذلك بين الأدب والعلم ، لأننا لا نبتغى من الأدب والتاريخ رواية الأعاجيب والعظات ، ولا إرضاء الذوق والميل الفنى ، وإنما نتخذ الأدب والتاريخ مرآة للأمم ، وسبيلا إلى فهم حياتنا العقلية والشعرية ، وإلى ماخضعت له من ألأوان النظم المختلفة ، ولكن طه حسين لم يخضع أخبار الأغانى إلى البحث والنقد والتحليل ، كما زعم ، ولم يعترض على صاحب الأغانى إلا فى موضعين أو ثلاثة من أربع وعشرين مجلدا ، وكأنه اعتبرما فيه وثائق دامغة بنى عليها أحكامه القاسية عن القرن الثانى الهجرى ، حين قال : " كان هذا العصر إذن عصر شك فى كل شىء ، وعصر مجون وتهتك فى الحياة العملية ، وفى القول أيضا " ، واستشهد بما جاء فى كتاب الأغانى للأصفهانى فى كثير من مقالاته فى حديث الأربعاء 0
16 ـ معظم الدراسات التى أجريت على الكتاب سطحية ، عاطفية ابتعدت عن منهج التحقيق العلمى فامتلأت بالأغلاط الفاضحة0 ، حتى وصفته لجنة تحقيق طبعة دار الكتب المصرية عام 1926 م فى24 جزءاً) إنه من أجل الكتب ، ولم تعلق على كثير من الزيف الوارد فيه 0
17 ـ الأغانى للأصفهانى تجسيد للكذب والدس والتحريف التاريخى والأدبى والعقائدى فى أوضح صورة ، إذ تحايل على إلباس الروايات الكاذبة ثوب العدل والصدق عن طريق الإيهام بالسند0
18 ـ وهذه مجموعة من أقوال العلماء والباحثين في أبي الفرج الأصفهاني وكتابه الأغاني:
الحافظ أبو الفرج بن الجوزي يقول فى المنتظم ( ج6 ، ص 40 ، 41 ) عن الأصفهاني: "وكان يتشيّع ومثله لا يوثق بروايته، فإنّه يصرّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق, وتُهّون شرب الخمر وربّما حكى ذلك عن نفسه ومن تأمّل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر"0
وهذا أيضا رأى جمهرة علماء الأمّة كالخطيب البغدادي وابن كثير وابن تيمية وغيرهم0
1 ـ أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه أن أبا محمد الحسن بن الحسين ابن النوبختي كان يقول:كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس، كان يشتري شيئاً كثيراً من الصحف، ثم تكون كل رواياته منها0وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:ومثله لا يوثق بروايته، يُصرِّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهوِّن شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني، رأى كل قبيح ومنكر0
2 ـ وقال الإمام الذهبي رحمه الله علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني، الأموي، صاحب كتاب :الأغاني شيعي، وهذا نادر في أموي، كان إليه المنتهى في معرفة الأخبار وأيام الناس، والشعر، والغناء والمحاضرات. يأتي بأعاجيب بحدثنا وأخبرنا.
وقوله :رأيت شيخنا ابن تيمية يضعِّفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به0
3ـ الدكتور: محمد أحمد خلف، في خاتمة كتابه (أبو الفرج الأصفهاني الراوية) بعد دراسة متأنية له:ولقد وقفنا على ما لأبي الفرج من ميول وأهواء فيجب أن نحذر هذه الميول وهذه الأهواء، كلما حاولنا الاعتماد على ما خلَّف الرجل من مرويات فقد يكون الرجل مضللاً.وقد يكون صاحب غرض وهوى.وليس يخفى أن للأهواء حكمها في التاريخ، وهو حكم قد يملي رغبته لا في ذكر الأخبار فحسب، وإنما أيضاً في الكتمان0
4 ـ ويقول وليد الأعظمي في كتابه: السيف اليماني في نحر أبي الفرج الأصفهاني:
أ )اعتمد أبوالفرج الأصفهاني في كثير من أخباره السوداء المظلمة المسمومة، على طائفة خبيثة من الرواة الكذابين، والمجروحين، والمطعون عليهم، واعتبر أخبارهم موثقةً ولوَّث صفحات تاريخناوأدبنا بالسخائم والبلايا0
ب )ولقد حَمَل كتاب :الأغاني الإساءة إلى آل البيت رضوان الله عليهم، فـإن كتاب الأغاني طافح بالأخبار التي تسئ إلى آل البيت النبوي الشريف، وتجرح سيرتهم، وتقدح في سلوكهم، وتهوِّن أمرهم، وتوهِّن شأنهم، وتجعل منهم عُشَّاقاً للهو والطرب والعبث. فالإمامان الحسن والحسين منقادان لابن أبي عتيق، والإمام الحسين يقضي وقته لاهياً مع أشعب في المدينة.ويزيد بن معاوية يشرب الخمر بمجلسه، وعنده الإمام الحسين فلا ينكر عليه، ومعبد يُغني لزوجة الإمام الحسين، والسيدة سكينة سفيهة ماجنة رعناء، تحتكم في جمالها إلى عمر بن أبي ربيعة، وتجمع النساء لملاقاة عمر بن أبي ربيعة والحديث معه، وهي تحكم بين المغنين، ويموت المغني حنين الحيري في بيتها حين سقط السقط على الحاضرين. إلى غير ذلك من الأخبار التافهة الواهنة الواهية0
ج ) كما أساء الأصفهاني إلى آل البيت النبوي الشريف، فقد أساء إلى الأمويين، ولا ندري كيف نوفَّق بين ادعاء الأصفهاني بأنه أموي النسب، وهو يشتم أجداده، ويسئ إليهم، وكيف يدعي الأصفهاني التشيّع والولاء لآل البيت، وهو يطعن فيهم ويجرح سيرتهم.لقد شفى الأصفهاني غيظه من آل البيت، ومن الأمويين، ونال منهم وجرح سيرتهم، ولكنه لم يكتف بذلك0
د ) بل راح يشتم دين الإسلام علناً، وأدار ذلك بالحكاية على لسان منظور بن زبان، وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه0
ه ) ثم فضَّل الجاهلية، واعتبرها خيراً من الاسلام، وذلك على لسان عبدالله بن عباس رضي الله عنه.
و ) ثم راح الأصفهاني يشيد بالبرامكة ويدافع عنهم، ويورد أخباراً في ندم الرشيد على الفتك بهم.ثم أشاد بالفرس، وأنهم بنوا الكعبة في عهد :ابن الزبير ، وأن العرب تعلموا الغناء من الفرس عند بناء الكعبة!!0
ى ) وراح الأصفهاني يتخبط ويضطرب في تزوير أحداث التاريخ وأسماء الأعلام
5 ) قال علي مهنّا معد كتاب ( طرائف الأصفهاني في كتاب الأغاني) وأعود إلى كتاب الأغاني لأتم الحديث عنه بالتنبيه على شيء مما ورد فيه، مما ليس لنا بد من الإشارة إليه، فقد ورد في الكتاب كثير من الأخبار والأشعار غير الصحيحة في نسبتها وما يكون فيه مبالغة غير مقبولة وقد ينال المحقق شيء من هذا اللون. ثم إنه يقطع الخبر حين استشراف القارئ لتمامه، وفي هذا ما فيه.وقد تتضارب الروايات عنده فيأتي بها كما هي دون أي تعليق أو تعليل ، ويكون في الخبر تحريف لآيات الكتاب العزيز فلا ينبه على ذلك، مثاله "سمع الفرزدق رجلا يقول: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديها جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم) فقال الفرزدق: فاقطعوا أيديهما والله غفور رحيم فقال: ينبغي أن يكون هذا هكذا، قال: فقيل له: إنما هو: عزيز حكيم، قال: هكذا ينبغي أن يكون" (الأغاني، ص: 8635)،ج25)0
6) ويقول د0إبراهيم شعوَّط فى كتابه أباطيل يجب أن تمحى من الإسلام ( ص 37 )ونحن نعلم أن أبا الفرج يعنى بالأخبار الغريبة ليجعل من كتابه متعة للقراء ، أكثر مما يعنى بتحقيق الوقائع التاريخية ،ومن هنا وقع البلاء فى تاريخ أعلام المسلمين ، وفتح الخيال بابه الواسع ، فأضيف إلى الأخبار الملفقة مالاتصدقه العقول ، ولا تستسيغه الأذواق 0
[b]