منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.صالحة رحوتي
مبدع جديد
مبدع جديد
د.صالحة رحوتي


عدد الرسائل : 16
نقاط : 32090
تاريخ التسجيل : 28/04/2007

الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Empty
مُساهمةموضوع: الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...   الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Emptyالأربعاء فبراير 20, 2008 3:20 pm

الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...
نجيب محفوظ نموذجا

د.صالحة رحوتي



قيل الكثير و ما زال يقال حول حياد الجوائز العالمية التي هي الغربية في الحقيقة، إذ ما لدول العالم الآخر ـ أي الثالث ـ من دخل لا من قريب و لا من بعيد في تنظيم أو تتبع أو منح تلك الجوائز...
هي الغربية إذا، و ما لنا و لأمثالنا فيها إلا اختيار البعض منا تفضلا منهم أحيانا نادرة من أجل "الفوز" بها... إذ تخرج عن مسارها التكريمي الغربي مرات قليلة لتُنعِم على بعض "المميزين" منا أولائك الذين يرونهم هم يملكون صفات التميز...

و لعل أكثر تلك الجوائز قيمة جائزة نوبل...تلك المتألقة الفريدة التي ما يفتأ يدغدغ الحنين إليها و الطمع في نيلها كل المبدعين في العالم، و هي لا تخرج أبعادها و صفاتها عن هذا السياق، و لا تتخطى مساراتها هذا السبيل...

و إذ نقبل بأن تكون لنا الدرجات السفلى فلا نفوز نهائيا ـ أو تقريبا ـ بتلك الجوائز الفرعية منها هي جائزة نوبل، تلك المخصصة للعلوم البحتة، و التي نعترف بموقعنا الممهور بالعدمية و عدم الوجود أصلا في مصاف المشتغلين فيها و الباحثين في شعبها، فإننا نرى بأنه قد يكون لنا بعض الوجود في العلوم الإنسانية تلك المتعلقة بالنبش و بالغوص في أغوار الإنسان، و التي يمكن أن يكون لنا بعض الإنجازات فيها مهما قلت، لأنها تلك التي لا تنبني على التراكمات المعرفية للغير و لا على مسلماته، و بالتالي فهي الممكن إنشاء هيكل في إطارها، و يُمتح فيه مما هو خاص من الخلاصات المعرفية المبنية على مقومات الشخصية الفكرية و الثقافية المميزة لنا...

و لعل الأدب كمكون رئيسي في تلكم المعارف و العلوم الإنسانية هو أكثر ما يصدق عليه الأمر...إذ هو التعبير عن لواعج الذات و عن همومها و عن تطلعاتها...
فهو الهوية إذا...و هو التصوير لواقع حال الفرد و الجماعات و المجتمعات...إذا الأديب لا ينفك عن كونه شخصا انصهر كيانه في بوتقة الواقع المعاش، و ضمخت أناه بزخات الهوية المنتثرة في مساحات الفضاء المكون لذلك الواقع...ثم اختلط الكل... و حين المخاض تنطلق الكلمات و أنساق التعابير موسومة بتجليات و بتداعيات تلك الهوية، و حتى بتلكم الاستشرافات المستقبلية المتعلقة بها...

فما هي إذ تلك المعايير التي يمكن أن يكون الغرب قد اعتمدها من أجل نقد و تمحيص أعمالنا الأدبية للتوصل للحكم عليها و تمييزها بالجوائز المكرمة لها:جائزة نوبل و نجيب محفوظ نموذجا ؟؟؟
أو يمكن أن يكون له الوعي ذلك الغرب بمكونات الهوية منا، و بمقومات الشخصية لدينا، حتى أنه استطاع معرفة صدق الأعمال الأدبية المنتجة لدينا، و التي أُحسن فيها التعبير عنا و تميزت فيها تجلية غوامضنا و أسرارنا؟؟؟

قد يكون هو الغرب قد استبقنا إلى أنفسنا ـ كعادته و كدأبنا ـ و درس خبايانا، و تلصص إلى دواخلنا عن طريق دراسات مستشرقيه، و بتوسل أبحاث تلامذته النجباء من أبناء جلدتنا...

لكن الحُكْم... أو يمكن أن يكون الصواب؟ و الحَكَم غريب و يقف في غير الزاوية التي نقف فيها؟

أو يمكن أن تكون الوزن حقا و مقبولا و الميزان المستعمل مستورد أو حتى هجين، قد تشرب معدنه الشوائب انخرطت في نسيجه حتى ما عاد له الصفاء الضروري لاعتماد نتائج تقييمه؟؟

هو إذا ذلك الحكم انبنى على معايير استعملها ذلك الغرب من تلقاء نفسه، انطلقت منه و من مكونات هويته استخدمها ـ لاستحالة النزاهة و الحياد منه ـ في الحكم على مخالفين له، و ما جمعته بهم إلا مواجهات ثقافية و فكرية و حتى عسكرية كانت الدامية على مدى التاريخ...

فلقد انتظرنا طويلا...طويلا جدا...و أخيرا رضي ذلك الغرب و توجنا...توج إنتاجنا الفكري الإنساني...أي ذلك الأدبي... و اختار لذلك التتويج شخص أديب هو نجيب محفوظ... فاصطرخنا مهللين متنادين أن ها نحن نضاهي الأمم فكرا و ثقافة و لسنا بأقل منهم قدرة على التعبير عن الذات...
ثم و إذ لم نتصد للبحث و التنقيب عن ما يمكن أن يكون قد أعجب ذلك الغرب في كتاباتنا حتى وضع الإكليل فوق رؤوسنا لنستيقن من موافقته للهوية، و من انسجامه مع خصائصها ـ خاصة و نحن نعلم مرجعية التصور و الفكر لذلك المتوج تلك المخالفة لنا المباينة حد النخاع و المصادمة حتى ـ توقفنا عند ذلك المعجب به من طرفه هو الغرب من سبل الكتابة وطرائق التصوير و مضامين الأنساق في "إبداعات"المُتَوَّج، و ذلك لكي نتعرف عن كثب على أبعادها و مقاساتها و أوصافها، حتى نحاول إنتاجها مرات و مرات رغبة في الإرضاء مرات و مرات...استجداء للانتشار و طمعا في الاشتهار...

لكن أو حين نكون نحن قد صدَّقنا أن لنا القدرة على الإبداع بمقاييس عالمية منحنا من أجلها الجائزة يكون هو ذلك الغرب مصدق لذلك و موقن به؟؟؟

لا شك أننا لم نحاول حتى أن ندرس خبايا ما قيل و ما كتب عندهم عن ذلك التكريم و عن ذلك المكرم بعقول و بأفهام نقدية من أجل أن ندرك كنه ذلك التكريم و دوافعه و الحيثيات الموجبة له...

أصدرت مجلة العربي الكويتية عددا خاصا عن الأديب نجيب محفوظ بتاريخ ديسمبر 2006 و تضمن مقالات عدة عن الراحل و دراسات تحليلية نقدية لإنتاجاته الأدبية...
و كان مما أدرج في هذا العدد الخاص ـ رقم 577 ـ مقال بعنوان:"عبقرية استشراف المستقبل" لدنيس جونسون ديفز Denis Johnson Davis و ترجمة كامل يوسف حسين...

و كان مما ورد فيه:
"...إنني أعرف أن نجيب محفوظ قد علق الآمال على أنني كما ترجمت بعض قصصه القصيرة، سأقوم في وقت لاحق بترجمة إحدى رواياته، حيث إنه كان يعرف إلى أي مدى بعيد بلغ إعجابي بكتاباته، و كنا نلتقي في إحدى المقاهي التي يرتادها، و غالبا ما كنا نناقش أعماله.
لم أتخيل قط أنني أخاطب أديبا سيحرز في المستقبل جائزة نوبل في الأدب، فكنت أنتقد رواياته، مشددا، على سبيل المثال، على أن رواية مثل "اللص و الكلاب" تفتقر إلى تلك الدرجة من الجنس و العنف كليهما التي من شأن القراء بالإنجليزية أن يتوقعوها من رواية بمثل هذه الحبكة...."(1).


و هكذا يبدو و كأن المسار الذي سار عليه الأديب نجيب محفوظ مرسوم منذ عشرات السنين، و قد مهد له من قبل مختصين واكبوا ذلك التحول الثقافي و الأدبي المطلوب توفيره من أجل العمل على إحداث تغييرات في النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي الإسلامي،و ذلك بغية تدجينه و إفراغه من خصائص قد تجعله عصيا على الانقياد و التبعية، تلك التبعية اللازمة من أجل استباحة الأسواق و استحلال الخيرات و استغلال القدرات...و من أجل بناء أركان ذلك الكيان منهم الطامع في الهيمنة على العالم كله، و خاصة على ذلك الجزء الذي طالما استعصى بل و حتى سيطر و ساد في زمن من الأزمان...
ف دنيس جونسون ديفز الكندي المستعرب مر من هيئة الإذاعة البريطانية، تلك المؤسسة التي يراد لها أن تبدو الثقافية و الإعلامية المحايدة، بل و المهتمة بشؤون العالم العربي و الإسلامي...لكنه في الحقيقة ليست إلا وسيلة من وسائل تتبع مُستعمَري الأمس عن طريق إعلام مشوق مغر ينضح بالتفتح و يدعو إلى "التجديد" ،بل و يبدو و كأنه يواكب الصعوبات و يقترح لها حلولا، ثم و كأنه أيضا يقتحم الغوامض و يستجلي الخبايا بطريقة تقدم بأنها العلمية النزيهة الوجيهة.
ف"الدراسات النقدية" و "التحليلات الواعية" تنطلق منها هي المؤسسة الإعلامية،
و تتغلغل في عمق نسيج الواقع الفكري و الثقافي السياسي الاجتماعي العربي...ثم
و الاستنتاجات تكون دائما منتقدة ما هو كائن و داعية إلى ما يجب أن يكون...أي ما يرضيه هو المُستعمِر أن يرى عليه المُستعمَر من تبعية و استلاب و سير نحو تقليد أعمى، يستوعب القشور دون القدرة على الغوص في بواطن الأمور...

ففي الاقتباس من مجلة العربي أعلاه يبدو و كأن هذا المستعرب المستشرق هو الذي يملي ـ و بشدة ـ ما يجب أن يكون... أي ما يجب أن تكون عليه الرواية الأولى لنجيب محفوظ "اللص و الكلاب"و التي صدرت سنة 1961 تلك التي رأى ـ و قد شهد بذلك شخصيا في مقاله المترجم ذاك ـ أنها لا تتوفر على القدر الكافي من الجنس و العنف حتى تحظى برضاه هو المُحَكَّم و المُوَجِّه، و تبعا لذلك طبعا برضا الغرب ـ الإنجليز ـ الذين سخروه لكي يقوم بتلك المهمة من توجيه و "تصويب" للمؤثرات في الحقل الفكري الثقافي عن طريق التأثير في الفاعلين المنتجين فيه.

و لم يكن هذا الأمر بالمستغرب منه و لا بالمستهجن لدى نجيب محفوظ، إذ كان يعرف الذين كان يكتب لهم و من أجلهم، كما كان يستوعب أنها المحجة و السبيل لكي ينال الرفعة لديهم و يحظى بالتقدير على أيديهم، كان يدرك منذ البداية و منذ ذلك الحين المتقدم بأن حل القعدة معهم، و لقد فاز في النهاية إذ تتبع المسار و أطاع الأوامر...

هو إذا ذلك الجنس المتناثرة الشذرات منه، بل تلك الكتل في كل "الإبداع" المبدع من طرف "الأديب العالمي" نجيب محفوظ كان توصية غربية إنجليزية،و من طرف خبير غربي كندي، كان الحاضر و المتواجد في القاهرة من أجل ذلك لا غير...

كل هذا يبدو جليا و واضحا في المقال الذي منه الاقتباسات التالية للكاتب و الناقد "عزت عمر" المنشور في موقعه الإلكتروني (2)، و الذي هو عبارة عن قراءة مختصرة لكتاب "ذكريات في الترجمة"، لدينس جونسون ديفز(3).

"...دنيس جونسون ديفز» من مواليد مدينة فانكوفر بكندا عام 1922، اختار أن يتخصص باللغة العربية مبكّراً، وربّما لأنه أمضى بعضاً من طفولته في القاهرة، وفي وادي حلفا بالسودان، ولكن هذه الرغبة المبكّرة في دراسة اللغة العربية سوف تصطدم بعائق كبير يتمثّل في منهج سقيم يدرّسه مستعربون لم يسبق لهم أن عاشوا أو زاروا أي مكان في العالم العربي، مما دفع بالفتى الطامح إلى ما يشبه اليأس.
حيث إنهم كانوا يعلّمونه لغة ميتة لم تمكّنه من شيء، اللهم بعض الدروس من كتاب «الكامل» للمبرّد، لم تشكّل أرضيّة تمكّنه من الانطلاق منها نحو دراسات معمّقة، أو العمل في إحدى الأكاديميات، ولم تمكّنه في الوقت نفسه من الدخول في عالم الأدب العربي الحديث، إلاّ أن الصدف ستقوده نحو هيئة الإذاعة البريطانية، لينطلق في رحاب العربية من خلال الموظفين العرب هناك، ومن خلال دأبه وإصراره على تعلّمها..."(4).


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.صالحة رحوتي
مبدع جديد
مبدع جديد
د.صالحة رحوتي


عدد الرسائل : 16
نقاط : 32090
تاريخ التسجيل : 28/04/2007

الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Empty
مُساهمةموضوع: رد: الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...   الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Emptyالأربعاء فبراير 20, 2008 3:24 pm

فهذا الذي أصر على تعلم العربية، و كان قبل ذلك قد تشرب النمط الحياتي العربي منذ الطفولة، لم يكن هنالك أحسن منه ليُكلف بمهمة تأطير الواقع الثقافي في البلدان العربية في تلك الفترة، و ذلك حتى يتيسر إدماجها في المنظومة الفكرية الميسرة لتكريس استعمارها و من ثم ابتلاعها و خيراتها كلية...

و يستمر المقال المحلل لما ورد في كتاب ذلك المستعرب القائم بالمهمة دينس جونسون ديفز:

"... ومن ذلك على سبيل المثال حياته في القاهرة إبّان المرحلة الاستعمارية، وانخراطه في حياتها الثقافية وبداية مشروعه الترجميّ لكبار كتّاب القصّة والرواية والمسرح آنذاك..."(5).

لقد كانت تلك المرحلة الاستعمارية... فترة حضور المستعمر شخصيا بعسكره و سياسييه و منظريه و فكره وثقافته الغالبين المسيطرين...و هي المرحلة التي استغلها هو المستعمر خير استغلال من أجل تهيئة الأجواء للتحول الاجتماعي الفكري الثقافي الضروري قبل الاضطرار إلى الانسحاب...
إذ هو كان و لابد و يدرك أنه المنسحب يوما ما لوجود معارضين للاحتلال و مناضلين من أجل الاستقلال، ثم هو الاحتلال العسكري مكلف و مرهق مجهد، لكن ذلك الاحتلال الفكري بخس التكاليف، و مستمر متواتر الوجود حتى بعد انسحاب العسكر... إذ يكفي من أجل التوصل إليه بناء فكر تلامذة نجباء مطيعين مستوعبين للدرس و للتعاليم، و لابد أن يكونوا الطامعين في الحظوة عنده ـ هو الغالب ـ يمنون بها أنفسهم فلا يشقون عصا الطاعة، و لا يحيدون عن المسار رسم لهم و لو بقدر يسير..

ثم إن هذا العقل المدبر لم يكتف به وحده هو نجيب محفوظ، بل كان معه الكثيرون ممن كان يرى فيهم الرغبة في نيل تلك الحظوة حتى مع ترك الهوية...تلك التي لربما كانت قد انمحت أصلا بفعل تثاقف أهوج مع المستعمر و مع تراكماته المعرفية، و التي كان هو ذلك المستعمر لا يمتحها إلا من عمقه الغربي و من كيانه و من خصوصياته:

"... وقارئ هذه الذكريات لا بدّ له أن يلاحظ أن مسيرة دنيس جونسون ديفز الترجمية، رافقت مسيرة الأدب العربي الحديث والمعاصر، فهو منذ أربعينات القرن العشرين مقيم في الشرق الأوسط وعلى تماس مع مثقفيه الأعلام، حيث يفرد مساحة مناسبة لكلّ واحد منهم بكثير من الودّ والموضوعية، فبالإضافة إلى من ذكرناهم نجده يقف عند كلّ من: نجيب، لويس عوض، يحيى حقّي، يوسف إدريس، الطيّب صالح، إدوار الخرّاط وغيرهم..."(6).

فها هو يُرى في القاهرة و هو لا يؤطر نجيب محفوظ فحسب...أي واحدا فقط...لكنه يواكب التكوين الفكري الأدبي لمجموعة من هؤلاء "الكتّاب" المستعدين للاستلاب، و الراغبين في الشهرة كيفما كان و كيفما اتفق:

"...حيث يتابع القارئ ذكريات المؤلّف في تلك المرحلة المهمّة من نهوض الأدب العربي الحديث، ويطلعه على كثير من الجوانب الشخصية لهؤلاء الكتّاب بدءاً من محمود تيمور الذي ترجم له كتاباً يضمّ مجموعة من قصصه بعنوان «أقاصيص من الحياة المصرية».
حيث يذكر المؤلّف أنه كان اعتاد لقاء تيمور بصورة منتظمة في مقهى الجمّال، أو في دعوات الغداء التي كان ينظّمها للكتّاب الناشئين الذين كان يرعاهم، وبذلك فإنه فتح له الطريق للتعرّف على عدد من هؤلاء الكتّاب، ومما يذكره في هذا الصدد أن محمود تيمور كان كريماً في رعايته للكتاب الشبّان، بما في ذلك دفع تكاليف طباعة الكتاب لدينيس، بالرغم من أنه لم يكن هناك اتّفاق بينهما حول ذلك..."(7).

و كما يبدو جليا في المقال فقد كان يساعده في ذلك كاتب مصري تشرب نفس التأثير الغربي، و نُسج فكره على نفس النول الذي يباركه ذلك المستعرب، و يعمل من أجل ترسيخ العمل به و توسله، إنه الأديب محمود تيمور...

ثم ها هو آخر من تلك الفئة المُؤطَّرة رضيت عنه حتى الصهيونية ممثلة في شخص الإسرائيلي الصهيوني المشهور "أبا إيبان"، إذ كافأه حتى قبل أن يفعل دنيس جونسون ديفز بترجمته لمؤلفه "يوميات نائب في الأرياف":

"...أما توفيق الحكيم، فكان يجلس معه صباحاً خارج مقهى «ريتز»، وكان قد قرأ كتابه «يوميات نائب في الأرياف» وساورته الرغبة في ترجمة الكتاب إلى الإنجليزية، غير أنه فوجئ بأن الكتاب ترجم من قبل «أبا إيبان» الذي سيصبح وزير خارجية «إسرائيل» لاحقاً..."(8).

ثم إنه هذا المكلف بمهمة لم يقنع بالعمل الدءوب من أجل استكمال رسالته في القاهرة، و إنما تجاوزها إلى بلدان عربية أخرى كالعراق مثلا، و ذلك من أجل أن "يصوب" مسار مثقفيها و "يسدد"خطاهم حتى تكون الوجهة المبتغاة التوصل إليها واحدة في جميع الدول العربية:

"...لينتقل بعد ذلك إلى العراق في عمل لدى إحدى الشركات، وسيمضي هناك وقتاً لا بأس به مع جبرا إبراهيم جبرا و بلند الحيدري وبدر شاكر السيّاب ولميعة عباس عمارة، ومن خلال لقاءاته بجبرا في لندن سيتعرف إلى توفيق صايغ الذي كان يعمل آنذاك محاضراً في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية..."(9).

و لكي يحسن ذلك المستعرب القيام بمهامه كان عليه ـ و لابد ـ أن يستعين بالمجلات الأدبية، تلك التي تهب للأديب الإمعة فرصة للانتشار، و يمكن أن يقايضها حتى ببيع هويته، و خاصة إذا كانت المهلهلة المتأرجحة أصلا تلك الهوية:

"...وكان المؤلّف إبان إقامته في لندن قد أصدر مجلة أدبية سمّاها «أصوات» صدر منها اثنا عشر عدداً، ساهم الكثير من الكتاب والشعراء بها، ومنهم توفيق صايغ، و السيّاب وغسّان كنفاني وغيرهم، وفي معرض حديثه سيتعرض إلى قضية مجلة «حوار» التي أثيرت عنها أقاويل شتّى لجهة تمويلها.
حيث يذكر المؤلّف أن الأميركي "جون هانت" مندوب منظمة «مؤتمر الحرية للثقافة زاره في أوائل الستينات، وأبلغه انه يفكّر في إصدار مجلة ثقافية باللغة العربية، وإسناد رئاسة تحريرها إلى يوسف الخال صاحب مجلة «شعر» في بيروت، إلاّ أن المؤلّف سيقترح عليه توفيق صايغ.
و في هذا الصدد يقول: كنت اعرف أن توفيق إنسان صعب المراس، وأعلم أنه لن يوافق على أي شيء إلاّ على الحرية الكاملة في كلّ ما يتعلّق بالتحرير». وصدرت هذه المجلة بالفعل ولقيت قبولاً حسناً، إذ تضمنت أعدادها الأولى رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيّب صالح بكاملها، غير أن الكثيرين في العالم العربي كما يذكر المؤلّف لم يكونوا سعداء حيال راعيها الرسمي، الأمر الذي منعه وجبرا من الكتابة فيها.
و عندما سألهما توفيق عن السبب أخبراه بأن الشكوك تساورهما بشأن الراعي، و أنهما ليسا في وضع يخاطر معه بالكتابة لمجلة ينظر إليها الكثيرون بعين الشكّ. ولم تنقض أشهر على هذا الحديث، حتى انكشف أمر تمويل منظمة «مؤتمر الحرية الثقافية» التي كانت ترعى مجلة «حوار» من قبل المخابرات المركزية الأميركية، وهكذا فإن جام الغضب سوف يندفع باتجاه توفيق صايغ واتهامه بأنه جاسوس أميركيّ...."(10).

فالمقال من ذات نفسه يكشف عن هوية الممول، تلك التي أوردها كاتب المقال ـ عزت عمر ـ بعفوية و سذاجة دون أن تثير في نفسه شيء ضد من تصدى لمدحه و إكباره ـ و سيأتي ذكر ذلك ـ هو ذلك "الخادم المتجرد" من أجل الأدب العربي دينس جونسون ديفز!!!

فدنيس جونسون يوافق زميله في التخطيط الأميركي جون هانت مندوب منظمة "مؤتمر الحرية للثقافة "على إصداره المجلة الممولة من طرف المخابرات الأمريكية، بل و يقترح لها رئيس تحرير من تلامذته و خلصه الأوفياء...كل هذا و هو يكتم عنهم مصدر التمويل!تواطؤ بغيض و يعكس الترتيب المسبق للخطة المعدة من أجل الإجهاز على الهوية العربية الإسلامية عن طريق الأدب و الأدباء، أولائك الذين ما أهَمِّهم إلا نشر سطورهم المفعمة بالجنس و بالتراكيب المختلة العامية على تلك المجلات هنالك في الغرب، و ذلك دونما التساؤل عن هوية تلك الجهات الداعمة لتلك المجلات...الطيب صالح نموذجا...

فهذا مقال للكاتب د.صديق أمبده بعنوان "سياحة في كتابه "ذكريات في الترجمة"ـ مترجم أعمال الطيب صالح دينس جونسون ديفز"، نشر في الموقع الإلكتروني "السوداني" بتاريخ 9 ـ 12 ـ 2007 (11)، و يدعم هذا الطرح و يساهم في التدليل عليه:

"...أما عن رواية موسم الهجرة إلى الشمال فيقول ديفز أن الطيب صالح أتاه ذات يوم وأخبره بأنه يكتب رواية جديدة. و أصبح يجد على مكتبه كل بضعة أيام جزءاً من الرواية بخط اليد.
و بعد فترة وجيزة كانت موسم الهجرة قد اكتملت، وفي نفس الوقت كانت الترجمة نفسها قد اكتملت (ص 84)(12).
يقول ديفز " كان الطيب غير متأكد من قبول القراء لبعض الفقرات ذات الإيحاءات الجنسية في الرواية "، وقد قرَّر بعد حين عدم تضمينها.
و يضيف " في وقت من الأوقات كدنا أن نضمنها في الترجمة الإنجليزية ولكننا عدَّلنا عن ذلك " ثم يضيف إضافة مذهلة فيقول " في مكان ما في أوراقي المبعثرة أنا أحتفظ بهذه الفقرات كتبت على صفحتين بخط الطيب صالح.... وفي يوم من الأيام ربما تجد هذه الصفحات طريقها إلى بيوتات المزايدة Auction ويقوم بشرائها أحد المليونيرات المولعين بالاحتفاظ بمثل هذه الغرائب بمبلغ كبير من المال" (ص 84) (13).

فها هو يلعب دور "الموجه" مرة أخرى، و يشارك الأديب الطيب صالح في النقاش و التفكر حول "الفقرات ذات الإيحاءات الجنسية"، و حتى حين لم يجرأ الأديب على تضمينها في الرواية رغم التشجيع، فإن الموجه احتفظ بها لحين إشهار و اشتهار تلميذه النجيب، و لحين تطبيع فكرة تداول الجنس في النصوص الأدبية العربية و تقبلها، تلك التي كان هو مؤسسها و مهندسها و متتبعها حتى نهاية المطاف...

و كإحاطة بكل جوانب مهمته انتقل أيضا إلى لبنان من أجل صناعة أدباء أتباع لبنانيين...بل وحتى مغاربة تواجدوا هنالك...و قد عمل على صقل جوانب هويتهم حتى ما يعود للأصل فيها إلا شذرات لا تصمد لحفيف الأيام تنصرم:

"...وإبان إقامته في بيروت سيتناول المؤلّف تجربة مجلة «شعر» التي كان يمتلكها يوسف الخال ويشير إلى أن ربطت بينهما صداقة مكّنته من التعرّف على الكثير من الكتّاب اللبنانيين، ومما يذكره في هذا الصدد عن شخصية يوسف الخال، أنه كان يستبدّ به عشق الحياة، وكانت شقّته تمتدّ أمامها حديقة صغيرة مليئة على الدوام بالكتاب اللبنانيين.
وغير اللبنانيين الذين كانوا يؤمّون بيروت حينها، وبذلك فإنه سوف يتعرّف على الكاتب المغربي محمد زفزاف، و زكريا تامر الذي على حدّ تعبيره، تبيّن أنه واحد من أفضل كتّاب القصّة القصيرة باللغة العربية، أطلقه يوسف الخال من خلال إصدار مجموعته الأولى «صهيل الجواد الأبيض»، وفيما بعد وفي لندن سيترجم له «النمور في اليوم العاشر»..."(14).
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.صالحة رحوتي
مبدع جديد
مبدع جديد
د.صالحة رحوتي


عدد الرسائل : 16
نقاط : 32090
تاريخ التسجيل : 28/04/2007

الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Empty
مُساهمةموضوع: رد: الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...   الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Emptyالأربعاء فبراير 20, 2008 3:25 pm

و حتى الخليج ما فاته هو المحنك المدرب أن يعرج عليه من أجل استكمال الرسالة و إتقان القيام بها:

"...ولعل المحطّة الخليجية في ذكريات المؤلّف تشكّل مرحلة مهمّة في حياته، إذ يذكر أنه قضى جانباً من حياته بدولة الإمارات العربية المتحدة فالتقى كلاً من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك بعدما اقترح عليه عز الدين إبراهيم العمل على ترجمة إنجليزية لبعض كتب الحديث النبوي الشريف.
وقد دعم الشيخ زايد رحمه الله هذا المشروع، كما قام بالتعاون مع حكومة الشارقة في مشروع مماثل يتلخّص في إنتاج تسجيل للقرآن الكريم على شرائط كاسيت، وفي هذا الصدد يقول أيضاً: «قضيت جانباً من حياتي في الخليج، وبصورة أكثر تحديداً فيما أصبح الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أردت منذ وقت طويل أن أقدّم مجلداً من القصص القصيرة من هذه»..."(15).

اقترح عليه القيام بدور مترجم عادي...أي النقل من لغة إلى أخرى...لكنه لم يهتم و لم يقم بذلك....
و خاصة و أن المطلوب نقل أركان الهوية الدينية الإسلامية إلى الغرب... القرآن و السنة النبوية...و لقد كان من الطبيعي أن لا يقوم بذلك، إذ مهامه "الرسالية" كانت تقتضي هدم هياكل تلك الأركان من النفوس و تقويضها، وخاصة من نفوس النخبة العربية المثقفة المقتدى بها حتى تنتفي تلقائيا من نفوس العوام التابعين المقتدين...

و قد أبان بموقفه هذا عن مقصوده من تواجده هنالك في الخليج العربي، إذ هو "تقديم مجلد من القصص القصيرة"، أي الدفع بالأدباء إلى مسار يوفر إعادة تشكيل عقولهم،
و ذلك حتى تتوجه إلى إنتاج قصص يتماشى مع المطلوب من ضرورة الكتابة على نمط الفكر الغربي، ذلك الذي يؤدي إلى إحداث تغييرات في عقول و أفهام القراء العرب المسلمين حتى ينساقوا و تنهار مقاومتهم...

فهذا "العلامة" "المعلمة"، و هذا المثابر المرابط في سبيل هدفه كان على نجيب محفوظ أن يرد له ـ مع أمثاله ـ الجميل، فلقد فعل و كال له الثناء و المديح، و لعله توسط له أيضا من أجل الفوز عند بني جلدته من العرب:

"...حتى أن نجيب محفوظ وإدوارد سعيد اعتبراه «رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية». حيث إنه أصدر نحو ثلاثين مجلّداً ضمت الكثير من النتاج الإبداعي القصصي والروائي العربي، وقد توّج مسيرته الطويلة هذه بالفوز بجائزة «الشخصية الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب»..."(16).

إذ من الطبيعي أن يَمُنَّ الفائز على من كان السبب في فوزه...حيث قدم نجيب محفوظ لذلك الكتاب الذي ألفه دنيس جونسون ديفز "ذكريات في الترجمة"(17)، ثم و رفع من قيمته، و جعله بالغ الروعة و سببا للسعادة استشعرها هو و ملأت كيانه منذ تعرف على مؤلفه أي منذ ستين عاما، تلك المدة التي اقتضاها "صنعه"، و تطلبها التأكد من إعادة تشكيل كيانه و عقله، و من بعد ذلك إعلانه الفائز المتوج!!!:

"...ومما يجدر التنويه إليه في الختام أن الأديب المصري نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل، قدّم لهذا الكتاب قبل وفاته، حيث نوّه إلى أنه يعرف المؤلّف منذ عام 1945، وهو أول من ترجم عملاً له، ثمّ ترجم العديد من رواياته، وختم قائلاً:
«والحقيقة أن دنيس بذل جهداً لا يضاهى في ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإنجليزية وترويجه.. يسعدني كثيراً أن كتب دنيس هذا الكتاب البالغ الروعة، وأتمنى أن يحظى قارئه بنفس القدر من السعادة الذي حظيت به من معرفتي بمؤلّفه على مدى ستين عاماً»..."(18).

ثم لقد وجد ذلك المستعرب من ينعته منا ـ و بسذاجة ـ بأنه صاحب " نزعة رسالية"، و بأن القدر هو الذي كان يدفع به على الدوام إلى الشرق الوسط....و ذلك من "حظ" الأدب العربي... إنه الناقد عزت عمر صاحب المقال إذ يقول:

"...ولكن فيما يبدو من السيرة، أن القدر كان يدفع به على الدوام باتجاه الشرق الأوسط والترجمة، ومن المؤكّد أن هذه المصادفة القدرية ستكون من حظ الأدب العربي الذي قيّض له مترجم ذو نزعة رسالية لا يأبه للصعاب التي كانت تعترضه سواء في نشر المادة المترجمة، أو في التعامل مع الناشرين المتبرمين دائماً، هذا بالإضافة إلى الصعاب السياسية وظروف الحرب والثورات وغير ذلك..."(18).

و لعله فعلا كان صاحب "رسالة" ذلك المستعرب، و قد كُلف بها من طرف من كان و ما زال يعنيهم استلاب الأمة العربية الإسلامية، و ذلك حتى تسير في الركب الذي يراد لها أن تنخرط فيه دون تردد و لا تساؤل...

و مما يمكن من المساعدة على فهم و استيعاب مهمة صناعة الأدباء ـ تلك التي أوكلت إلى هذا المترجم ـ الإطلاع على هذا الحوار الذي أجراه معه عبد الوهاب أبو زيد، ونشر في موقع اليوم الالكتروني بتاريخ 2007-06-21م بعنوان:"لقاء مع دنيس جونسون ديفز...العرب غير واعين بأهمية الترجمة"(19).

فلقد كان توجيهه للمهمة منذ البداية، أي بمجرد الانتهاء من التكوين الأكاديمي النظري في جامعة كامبردج، و من التكوين التطبيقي في البي بي سي، إذ بعد ذلك مباشرة ولد الوعي بضرورة "فعل شيء ما" من أجل توجيه تلك "النهضة" التي بدأت في العالم العربي كما ورد في المقال:
"... درست اللغة العربية في جامعة كامبردج. فيما بعد، وحين كنت أعمل مع إذاعة البي بي سي العربية أدركت أن نهضة ما قد بدأت في العالم العربي. قرأت بعض القصص التي كتبها محمود تيمور وتوفيق الحكيم..."(20).


"... بعد ذلك بفترة قصيرة ذهبت إلى القاهرة، حيث تسنى لي أن أتعرف على كل من له صلة بالعالم الأدبي. أحسست بأن على أحد ما أن يقوم بشيء ما، غير أنني تساءلت: أين سأعثر على ناشر لمثل هذا النوع من العمل؟.... كان الكتاب الذي نشرته مطابع جامعة أكسفورد يحتوي على قصص لحقي وقصة لنجيب محفوظ من بين آخرين.
و منذ ذلك الحين أصبحت مهتما بكتاب من المغرب وتونس وفلسطين وسواها من البلدان..."(21).

و لقد أجاب ببساطة في هذا الحوار حين سئل:
"...ما الذي يميز الأدب العربي في اعتقادك؟..."(22).

أنه لا يراه المتميز أصلا:
"...لا أرى أنه متميز، و لكنني أظن أنه لا يزال يواجه بعض المتاعب. فلكي تفهم الأدب العربي لا بد لك من أن تفهم الإسلام..."(23).

لكنه رأى أن المتاعب التي تواجه الأدب العربي منبثقة من ارتباطه بالإسلام...إذ أن وجوب استيعاب الإسلام من أجل استيعاب الأدب العربي مسألة تؤرق الغرب الذي يمثله هو...و لذا فقد تصدى هو منذ البدء من أجل خلق الانفصام بين القيم و المبادئ الإسلامية وبين تلك النصوص الأدبية المنتجة من طرف الأدباء العرب المُوجََّهون...

ثم حين سئل:
"...لماذا لا يدعم العرب مثل هذه المشاريع؟"(24).

أجاب بنرجسية مفرطة و باعتداد بالذات متفاقم:

"...ذلك بسبب قلة الوعي، لا بد من العمل مع شخص على معرفة كافية، وكما يقول المثل العربي القديم «أعط الخبز لخبازه». وفي هذه الحالة أنا هو الخباز..."(25).

و رغم وضوح تصريح بكونه هو الخباز الذي عجن عجينة الأدب العربي و شكلها منذ البداية، و بالرغم من الاتهام الصريح للعرب بقلة الوعي!فإن المحاور العربي عبد الوهاب أبو زيد لم يعلق و لم يستأ...بل و أكمل الحوار معه و كأن شيئا لم يكن و لم يُقَل....

و لعل ثالثة الأثافي و مكملة الصورة هي الكلمات الأخيرة مما قاله دنيس جونسون ديفز في هذا الحوار:

"...بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، أصبح هنالك المزيد من كتب الأدب العربي الحديث. لقد صنع الأدب العربي الحديث لنفسه مكانة من لا شيء تقريبا. إنني أعمل حاليا مع 77 كاتبا من أنحاء مختلفة من العالم العربي. إنني بحاجة الآن للعثور على محفوظ آخر"(26).

فهكذا يبدو و كأن "المترجم الرسالي" لم يكل بعد و لم يتوقف عن القيام بما أوكل إليه من مهام و هو الشيخ في السابعة و السبعين من عمره، إذ ولد سنة 1922، فما زال هنالك من هم في طور الإنشاء و التشكيل و العجن و الخبز على يديه من الأدباء العرب، أولائك الذين يمكن أن يحصلوا على رضا الأسياد، و يمكن أن يتوج واحد منهم ذات يوم كما توج نجيب محفوظ، و ذلك إن هو حفظ الدرس جيدا، و إن سار مخدر الحواس بثقة و يقين على المسار المرسوم !!!

إذ هو الأمر كما صرح دنيس جونسون ديفز، فهو ما يزال دائب البحث عمن يمكن أن يكون "نجيب محفوظ" آخر يتم ما بدأه الأول من سلخ الأدب من مقومات الهوية، و يجعله ذلك الإبداع الأدبي المسخ الذي يعين على إتلاف تلك المقومات من أنفس و عقول المتلقين المستهلكين المسلمين.

و لقد كانت لجريدة أخبار اليوم المصرية يوم 4 فبراير 2007 وقفة مع ما نشر في مجلة العربي في ذات العدد رقم 577 الخاص بنجيب محفوظ(27)، إذ كتب الكاتب السيد حسن جغام مقالا بعنوان " عودة إلي جائزة نوبل لنجيب محفوظ"، و تطرق فيه للمقال إياه، ذلك الذي كتبه دنيس جونسون و المتطرق إليه أعلاه: "عبقرية استشراف المستقبل".
و كان مما حز في نفس الكاتب هو ذكر ذلك المستعرب لكونه استُدعِيَ في القاهرة من طرف سويدية زوجة السفير الفرنسي لدى تونس للتداول حول من يستحق جائزة نوبل من العرب:

" وكانت معها قائمة بأسماء المرشحين المحتملين، ومن بينهم أدونيس، ويوسف إدريس، والطيب صالح، ونجيب محفوظ، وسألتني أولا عما إذا كنت أشعر أن هناك أي كاتب آخر من العالم العربي يستحق النظر في إمكانية فوزه بالجائزة...'(28).

و يتعجب السيد حسن جغام من البساطة و السطحية التي تمت بها عملية انتقاء المتوج بالجائزة حسب رواية السيد دنيس جونسون قائلا:

"...و هذه الإشارة في اعتقادنا تضيف بلبلة إلي ما سبق من كتابات مرتجلة حول هذا الموضوع.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.صالحة رحوتي
مبدع جديد
مبدع جديد
د.صالحة رحوتي


عدد الرسائل : 16
نقاط : 32090
تاريخ التسجيل : 28/04/2007

الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Empty
مُساهمةموضوع: رد: الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...   الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"... Emptyالأربعاء فبراير 20, 2008 3:26 pm

وإن أول ما يلفت الانتباه في رواية السيد 'جونسون' انه لم يذكر اسم هذه 'السيدة السويدية' ولم يذكر دورها في 'لجنة الجائزة' والذي يبعث علي الترتيب أكثر من هذه الأسئلة هو ما يلي:
ما الذي يجعل 'لجنة الجائزة' تترك المؤسسات الثقافية، ونحن نعلم أن الأكاديمية السويدية لها تبادل علمي مع عدد من الجامعات العالمية والعربية، وكذلك لا نشك في أن لها أدوات عمل أكثر جدوى في اتخاذ قرارات مثل هذه.. المفروض أن تكون هذه الأساليب هي المرجع والمرجعية للبحث عن كاتب عربي أو غير عربي يستحق جائزتها.. أو هل تترك كل ذلك ونلتجيء إلي هذه 'السيدة السويدية' النكرة تجوب القاهرة وتسأل عمن يستحق الجائزة؟!"(29).

و يبدو و كأن السيد جغام غير قادر على تصديق ما صرح به صانع الأدباء العرب، إذ يبدو و كأنه مؤمن حتى النخاع بتفوق العرب الأدبي، و بجدارة أحدهم ممثلا في نجيب محفوظ في الحصول على تلك الجائزة "العالمية المميزة"، إذ هو "تزييف للتاريخ" حسب قوله أن يقال مثل هذا القول، حتى و لو صدر ممن اعترف له حتى نجيب محفوظ نفسه ب "دوره الرائد" في بناء الأدب العربي...
إنه الوهم العربي... و يجثم كغلالة تمنع من وضوح الرؤية، و من التغلغل بين ثنيات الأحداث المتواترة عبر السنين ابتداء من فترة الاستعمار و إلى الآن...
فالكاتب ينفي حتى تأثير مساندة كامب ديفد و دور إسرائيل بالرغم من أنه قرأ في المقال ما يفيد علاقة تلامذة دنيس جونسون بالكيان الصهيوني منذ فترة تأسيسها... ترجمة أبا إيبان لإنتاج محمود تيمور المذكورة سابقا نموذجا...
فالمهم بالنسبة للسيد جغام هو تفادي البلبلة و "تشويش الأذهان" و ليس التوصل إلى الحقيقة و الاستفادة منها و من تداعياتها و الانطلاق من جديد، إذ يقول:

"...انطلاقا من هذه الاستفسارات التي دفعتني إليها ما ساورني من ضعف هذه الرواية، إضافة إلي ما قرأناه قبل سنوات وظل يتردد من حين لآخر مثل ما قيل عن كاتب إنجليزي هو الذي رشح نجيب محفوظ للجائزة، وكذلك الادعاء الذي يقول: أن إسرائيل هي التي كانت وراء منح نجيب محفوظ للجائزة لأنه بارك اتفاقية 'كامب دافيد'.. وروايات أخري لا يتسع لها المقام تدعي مثل هذا القول أو ما يشبهه.
هذه الروايات جميعها بما في ذلك الرواية الأخيرة أعني رواية السيد جونسون يمكن في نظري أن تحدث بلبلة تعمل علي تشويش الأذهان، وتساعد علي إبعاد الحقيقة وبالتالي تزيد في زيف التاريخ..."(30).

ثم و الكاتب يتابع مسيرته الدفاعية بلا هوادة عن استحقاق العرب للجائزة و عن نبوغهم الأدبي:

"... وهذا ما دفعني إلي القول باني اعتقدت أنه ثم القول الفصل في هذه المسألة.
أما خلاصة الفصل المتعلق بجائزة نوبل الوارد في كتابي 'طه حسين.. قضايا ومواقف' هو أن احد أبناء مصر الذي غادرها منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي هو الذي ناضل باصرار وإيمان من اجل أن يرشح كاتبا عربيا لجائزة نوبل، وأول من رشح طه حسين سنة 1967 فعملت رياح السياسة ضده، فأعاد الكرة مرة ثانية مرشحا نجيب محفوظ ليعلن للغرب انه ليس هناك طه حسين فقط يستحق جائزة نوبل.. فكان له ما عزم عليه ولكن ليس ببساطة اختصار هذه الفقرة الأخيرة.. وكان هذا الذي سميته 'الجندي المجهول' الذي كان وراء جائزة نوبل للعرب، هو الدكتور عطية عامر رئيس قسم اللغة العربية بجامعة استكهولم وصاحب عشرات الكتب في النقد والتحقيق والأدب المقارن باللغة العربية والسويدية والفرنسية..."(31).

إذ لا بد و أن يكون العربي ذلك الذي رشح نجيب محفوظ... الدكتور عطية عامر مثلا...رغم أن نجيب محفوظ نفسه لم يذكره و لم يشر إليه...!!!!
قمة الإيمان ب"السمو العربي"...و لو أنه الطرح المجرد من الأدلة و البراهين...

و لعل القبط كانوا أكثر موضوعية في الحكم عليه من بني جلدته العرب، إذ رغم فرحتهم بفوزه و إكبارهم له، إلا أنه وصفوه بما هي موجودة فيه من نعوت و صفات، و ذلك دون مواربة و لا تدليس و لا تنميق لواجهته التي تراد الصقيلة حتى ما تثير الشكوك...

ففي مقال بعنوان:" سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة" بقلم حميد كشكولي المنشور بتاريخ 2 ـ 9 ـ 2007 في الموقع الإلكتروني "منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية" ورد الآتي:

"...فمن مميزات الراحل العظيم التي تقربه " أو أرى من المفروض أن تقربه" من الشيوعيين، وهي كثيرة، منها أن الإسلام السياسي والعروبة العنصرية قد فرزا نفسيهما عنه، عبر إدانة بعض كتاباته وخاصة رواية " أولاد حارتنا"، وكذلك محاولة اغتياله الجبانة من قبل شاب إسلامي متطرف، ومقاطعته من قبل القوميين بعد تأييده لإبرام اتفاقية كامب ديفيد، والصلح مع إسرائيل التطبيع الثقافي.
و من المميزات التقدمية والإنسانية الأخرى لنجيب محفوظ هي أن آفاقه الفكرية أرحب من آفاق اليسار التقليدي في العالم العربي، وقد كان ينتقد كل الخرافات الدينية والقومية والوطنية السخيفة، فلم يتغن مثل بعض الكتاب السفهاء " بعطور روث بلاده " المنعشة، ولم يدع ُ الناس إلى تفضيل الفول الوطني الشريف على " لماكدونالد الصليبي والغربي الفاسد". و لم ينجر وراء الشعارات القومية من قبيل "تحرير القدس عبر طهران أو بغداد"، و "قتل الأعداء والغرباء والخونة"، ولم يطمع يوما في مكرمة رئيس أو فرعون، بل أن إبداعه أغناه عن كل قصور الفراعنة، و ذهب الرؤساء، وجاه الدنيا والسلطان..."(32).

إذ ذكروا انتقاده لكل "الخرافات الدينية" كأحد مناقبه التي من أجلها يستحق التبجيل... كما هو الأمر بالنسبة لتنكره لمقومات الوطنية، و حتى لتلك القومية، و لكل الوشائج العقدية التي يمكن أن تجعله مهتما بما يقع في بلاد العرب و المسلمين...

و على صفحة من موقع "مكتب برامج الإعلام الخارجي" وزارة الخارجية الأمريكية ـ النسخة العربية ـ نشر مقال بعنوان:" الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ ـ سعى جاد للتوفيق والتفاهم بين الشرق والغرب" ل من لورين مونسن، المحررة في نشرة واشنطن ـ بتاريخ 21 يناير 2007 ـ (33)و قد كتبت فيه:

"... وقد اجتذبت محاضرة ألقيت أخيرا عن حياة محفوظ ونتاجه الأدبي جمهورا كبيرا غصّت به القاعة الكبرى للبنك الدولي في واشنطن. وقد جرى تنظيم المحاضرة وما رافقها من نشاط تحت رعاية مؤسسة موزاييك، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى زيادة المعرفة بالتراث الأدبي العربي وفهمه وتقديره.
وتحدث عريف الحفل الذي أدار المحاضرة روني حماد، وهو من البنك الدولي، عن المضامين الاجتماعية التي شكلت أدب محفوظ وأعماله، وتطرق في حديثه إلى المجتمع العربي فقال "إنه آخذ في التكيف مع قوى العولمة ويحاول التوفيق بين الثقافة الدينية والعلمانية والتنوع والديمقراطية. .."(34).

فالسعي الحثيث نحو التوفيق بين الثقافة الدينية و بين العلمانية، أي تقزيم و الدين و تبني العلمانية من طرف المجتمع العربي هو ما أثار إعجابهم هم الأمريكيين، و كذا حاز اهتمام و إعجاب مقدم المحاضرة المسيحي روني حماد...و كأن هذا ممكن !!و كأن العلمانية ليست سلخ الدين من كل مناحي الحياة غير ما يتم منه داخل أسوار أماكن العبادة من طقوس...و إذا اختزلنا الدين في هذا أو يمكن أن نطلق عليه اسم الدين أصلا؟؟؟

و تتابع "من لورين مونسن في المقال:

"...وقال المحاضر الرئيسي روجر ألن، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا، إن محفوظ دمج بين تقاليد العالم العربي وعاداته وبين تلك التي للغرب. و وصف ألن صديقه محفوظ الذي حافظ على صداقته 39 عاما بأنه كان "بيروقراطيا منظما جدا. فقد احتفظ بملف عن كل شخصية كتب عنها لكي يعود إليها في أعماله القديمة" ويقدمها بصورتها الصحيحة في أعماله اللاحقة. .."(35).

فهذا الأمريكي الصديق لنجيب محفوظ منذ 39 عاما مدحه بكونه دمج بين "تقاليد" العالم العربي و عاداته و بين تلك للغرب...و كأن اقتباس مقومات الآخر و خلطها مع تلك للذات محمدة و شيمة تحسب للمبدع الأديب...و كأن الذوبان في الغير مع التأكد من حماية ذلك الآخر لنفسه من كل ما يمكن أن يشوبه من مؤثرات ليس من قبيل السذاجة و التفاهة و حتى الحمق...

ثم و يظهر المقال أيضا كيف أصبح الشك من مناقب نجيب محفوظ، بل ولعله هو الذي رفعه في عين المحاضر المتحدث باسم الفكر الأمريكي...و لعل التوفيق بين الشك و الإيمان هي من "الإنجازات" الخارقة للعادة المستحيلة حتى، و التي حققها أيضا بنبوغه المتألق ذلك الأديب المصطفى المختار، الشيء الذي أهله لنيل المباركة و التبجيل منهم:

"...و أضاف "ألن" أنه لعل ما كان أكثر أهمية هو "أنه (محفوظ) كان ذا حس إنساني عميق نتيجة دراسته الإنسانية. و كان شكاكا لكنه كان مؤمنا مخلصا حاول التوفيق بين المعتقدات الدينية التقليدية وفكر القرن العشرين وواقعيته. وكان فكاهيا عظيما" صاحب ظرف وفكاهة..."(36).

ثم و يبدو أنها التقية مارسها نجيب محفوظ بمباركة عرَّابِيه حين التعبير عن أفكاره "النيرة" ذات العمق الغربي في لجة ظلام الشرق الأوسط المتخلف:

"...و قال ألن، كان محفوظ إلى جانب ذلك كله مهتما اهتماما شديدا بالسياسة "وعبّر في بعض كتبه ورواياته عن آراء سياسية، وأن لم تكن أفضل ما عنده." فقد عمد محفوظ بسبب الرقابة المنتشرة في مصر إلى التعبير عن أفكاره بشكل رمزي، وهو أسلوب انتهجه الكتاب ومنتجو الأفلام السينمائية في كثير من أرجاء العالم الإسلامي. .."(37).

و في المقال أيضا ما يبين بأن صانعيه يصفونه بصدق....و يضفون عليه من النعوت ما يفيد بأنه مثال التلميذ الطيع المنقاد لأسياده المنفذ للتعاليم و للتوصيات، و لذلك جوزي أحسن الجزاء:

"...وعثر محفوظ في شبابه على قائمة طويلة من الكتب والروايات الأوروبية الهامة وقرأ معظمها. و قال ألن إن محفوظ "درس بشكل منهجي شامل كل كتاب قرأه ونقب باحثا عن أساليبه ولغته" ثم قرر بعد ذلك أن يكتب روايات معاصرة"، وعمل بقراره ذاك على "تغيير مجرى الأدب العربي." .."(38).

و دائما هو نفس الإعجاب بالقدرة من الأديب المتوج على إنكار ذاته و سلخها من جلدها الحقيقي ثم و إلباسها لبوس الآخر:

"... وتساءل بعض المثقفين ممن يجيدون العربية عما إذا كان محفوظ قد كتب مقلدا الروايات الغربية، لكن الإجماع يرى أن تبنيه الأساليب والأدوات الأدبية الغربية في خدمة رواية مصرية محضة إنما يدل على رغبة في دمج ولحمة العناصر الشرقية والغربية...
و وصف ألن الأديب المصري محفوظ بأنه "كان رجلا امتد متخطيا الحدود بين التقليدية والحداثة..."(39).

إعجاب يبدو مبررا، إذ أنتجه في نفوس المعجبين إعجابه هو أولا حد الوله بالحضارة الغربية، تلك التي أغناه بريقها المشع الذي سلط عليه منذ شبابه عن كل نور يمكن أن يأتيه من أي جانب أو مصدر:

"...و قال ألن في رده على أحد الأسئلة إنه متفق مع القائلين بأن محفوظ "كان معجبا جدا بالحضارة الغربية" وقال إنه وصفها في وقت من الأوقات بأنها الحضارة "الوحيدة القادرة على البقاء لأنها تضم تأثيرات من كثيرات غيرها وتجسدها" (40).

و هكذا و بعد هذا العرض حول ذلك الأديب الذي "تُوجنا" بتتويجه و انتشينا بذلك حتى النخاع، يبدو و كأن التروي و التأني قبل الحكم على أي فعل تجاهنا يجب أن يكون المستحضر و المستدام العمل على تفعيله، و ذلك قبل الاندلاق على عتبات الفاعل شاكرين ممتنين مبايعين على الطاعة و على حفظ الدرس و تطبيق توصياته...

ثم و يبدو و كأن التتبع للمسارات الثقافية و الفكرية و الأدبية لدينا و للانتاجات و الإبداعات النابعة منها لا بد و أن يكون الإلزامي، و ذلك حتى يتحرر ذلك المسار من كل المؤثرات الدخيلة التي يمكن أن تجعله الهجين المدنس بالشوائب، و حتى تفقده الاستقامة المطلوبة وفق معايير الهوية و مقتضياتها.

****************************************************
الهوامش

1 ـ مجلة العربي ـ العدد 577 ـ ديسمبر 2006 ـ ص:92.
يمكن الإطلاع على هذا المقال مصورا كاملا على هذا الرابط:
http://www.shorouk.com/naguibmahfouz/in_thepress/press_7.pdf
2 ـ http://www.izzatomar.com/modules/news/article.php?storyid=259
3 ـ دينس جونسون ديفز ـ "ذكريات في الترجمة" ـ تقديم نجيب محفوظ ـ ترجمة كامل يوسف حسين ـ اليربوع للطباعة والنشر والتوزيع ـ دبيّ ـ 2007.
4 ـ http://www.izzatomar.com/modules/news/article.php?storyid=259
5 ـ 10 ـ المرجع نفسه.
11 ـ http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147520880
12 ـ دينس جونسون ديفز ـ "ذكريات في الترجمة" (باللغة الإنجليزية) ـ مطبعة الجامعة الأمريكية ـ القاهرة ـ 2006.
13 ـ المرجع نفسه.
14 ـ http://www.izzatomar.com/modules/news/article.php?storyid=259
15 ـ 16 ـ المرجع نفسه.
17 ـ دينس جونسون ديفز ـ "ذكريات في الترجمة" ـ تقديم نجيب محفوظ ـ ترجمة كامل يوسف حسين ـ اليربوع للطباعة والنشر والتوزيع ـ دبيّ ـ 2007.
18 ـ http://www.izzatomar.com/modules/news/article.php?storyid=259
19 ـ http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12424&P=8
20 ـ 26 ـ المرجع نفسه.
27 ـ 31 ـ http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/708/0400.html
32 ـ http://www.copts.com/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=1266&Itemid=28
33 ـ http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2007&m=January&x=20070121152923liameruoy0.3965069
34 ـ 40 ـ المرجع نفسه.


انتهى

د.صالحة رحوتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الورشة الغربية لصناعة "المبدعين"...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خاصية"منسق القصيدة"وخاصية"وضع الإطار"
» "أبابيل تعيد اكتشاف "رامبو"
» الحضارة الغربية والبروميثية الغائبة
» "كرسي قلاب".. كتاب جديد لمحمد صلاح العزب
» "البراق" لمفتكر يفوز بالجائزة الكبرى للدورة ال11

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: دراسات أدبية-
انتقل الى: