...لم أعد أظفر بوردة، وإنما بالشوك!رابندرانات طاغور....

..لم أعد أظفر بوردة، وإنما بالشوك! ترجمة الدكتور بديع حقي عن الإنجليزية

لشاعر الهند رابندرانات طاغور....
ضممتها إلي قلبي
إيه أيتها الدنيا لقد قطفت وردتك.
وضممتها إلي قلبي فوخزتني شوكتها.
ولما جنح النهار إلي الزوال، وامتدت العتمة، ألفيت الوردة ذاوية، بيد أن ألم وخزتها ظل باقياً.
إيه أيتها الدنيا، سوف يوافيك الورد بشذاه وعنفوانه.
ولكن أوان قطف الورد الذي كنت أتحينه قد فاتني، وفي الليل الحالك، لم أعد أظفر بوردة فيما عدا ألم وخزتها الباقي.
الزهر والطفلة العمياء
ذات صباح، جاءتني، في حديقة الزهر، طفلة عمياء وقدمت إلي عقداً من الزهر فوق ورقة لوتس.
وطوقت به عنقي فترقرقت الدموع في عيني.
وقبلتها وقلت لها: أنت كالزهرة لا تبصرين.
ليس في وسعك أنت نفسك أن تري كم كانت هديتك جميلة .
امرأة.. وحلم
أيتها المرأة لست طرفة الله فحسب، ولكنك طرفة الرجال أيضاً، فهم الذين يزينونك بالجمال النابض من قلوبهم.
ويغزل لك الشعراء خماراً من خيوط أخيلتهم المذهبة، ويخلد المصورون إهاب جسدك.
إن البحر يلفظ لآلئه، وتمنح المناجم ذهبها، وتهب حدائق الصيف وردها، لتتزيني وتتحلي به وتضحي أثمن وأكثر نفاسة.
وتسربل رغبات قلوب الرجال، بمجدها، شبابك، أنت كياني، نصفه امرأة، ونصفه الثاني حلم.
حين أفلت مني الجمال!وأمسك براحتيها، وأضمهما إلي صدري.
وأحاول أن أملأ ذراعي بملاحتها وأجني ابتسامتها الحلوة العذبة بقبلاتي وأنهل نظراتها القاتمة بعيني.
آه! أين مني هذا كله، من يستطيع أن يسبر زرقة السماء؟
وأحاول أن أقبض علي الجمال ولكنه يفلت مني، تاركاً بين يدي جسده وحده.
كيف يستطيع الجسد أن يمس الزهرة التي تقدر الروح وحدها علي أن تمسها؟

» قصيدة النهاية/رابندراناث طاغور