منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مصطفى لغتيري: قراءة في مجموعة محمد اكويندي رقصة العبيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
عضو فعال
عضو فعال
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 93
الحالة : قاص مغربي
نقاط : 32968
تاريخ التسجيل : 20/11/2006

مصطفى لغتيري: قراءة في مجموعة محمد اكويندي رقصة العبيد Empty
مُساهمةموضوع: مصطفى لغتيري: قراءة في مجموعة محمد اكويندي رقصة العبيد   مصطفى لغتيري: قراءة في مجموعة محمد اكويندي رقصة العبيد Emptyالسبت ديسمبر 23, 2006 9:02 am

رقصة العبيد لمحمد اكويندي.

بعد انتظار طويل، تسنى لنا أخيرا أن نكحل أعيننا بالاضمومة القصصية لمحمد كويندي. هذا القاص الذي دأب منذ زمن بعيد، على نشر قصصه على صفحات الجرائد الوطنية بتواتر يشي، إلى حد بعيد، بعشقه ووفائه لفن القص، مساهما بذلك، صحبة ثلة من القصاصين بنصوص، تحاول جاهدة تحقيق نوع من التراكم، الذي أصبح معه الحديث عن "العصر القصصي" في المغرب، حديثا مشروعا بل و مستحقا بامتياز.
في قراءتي الأولية لباكورة محمد كويندي القصصية، سأحاول التوقف عند بعض الانطباعات، التي فرضت نفسها علي أثناء تصفحي لنصوصها، والتي أتمنى من خلالها أن أقدم للقارئ بعض ملامح الكتابة السردية المميزة لهذا العمل القصصي.
1- العنوان:
إن أول ملاحظة يمكن تسجيلها في هذا الصدد، تتمثل في الاختيار الموفق للعنوان، فالصيغة الإضافية التي جاء بها، مشحونة بالإيحاءات الدلالية، فإضافة الرقص إلى العبيد لا يمكن إلا أن يفرض سطوتها على الملتقى، وتحلق به في سماء المعنى، خاصة إذا ربطنا ذلك بالقصة التي تحمل هذا العنوان "رقصة العبيد" والتي أعدها-شخصيا-غرة المجموعة تيمة وأسلوبا ، لا يمكن للمرء إزاءها أن يحتفظ بحياده. فهي مترعة بالمعاني المجنحة تغوص في أعماق الذات بأبعادها الواقعية والخيالية. تستلهم الأجواء الفنطازية لطقوس الرقص "الكناوي" وما يستدعي ذلك من تداعيات شعبية وميتافيزيقية ،يلتحم فيها الواقعي يالأسطوري، محطما المسافة الوهمية بين الجسد والروح، ليلتحما في أجواء تهيمن فيها تعابير الجسد ،حين تحفزه الترانيم الموسيقية، حيث "للنغم قوة خارقة في تحريك الكتلة الثابتة الآن...نغمها الشجي يفعل فعله في الجسد الزاحف ص 35.
2-الشخوص:
من خلال قراءتنا لمجموعة كويندي القصصية خلصنا إلى أن القاص ظل وفيا لطبيعة الشخصيات التي تلائم فن القصة القصيرة، وقد تجلى ذلك في اهتمامه بالشخصيات الهامشية، إذ لا تكاد قصة من قصص المجموعة تحيد عن هذه القاعدة. ويكفي الإشارة إلى بعضها ليتضح لنا ذلك، ومنها شخصية النادل وماسح الأحذية والممرض والمرضى..ولعل التجأ القاص إلى تحديد شخصياته يأسماء معينة ،ذات حمولة شعبية ،رسخ لدينا هذه القناعة.. فما إن نتقدم في عملية القراءة ،حتى نلتقي بعبد السلام، وللا الضاوية وبوعزة وغيرهم.
ونحن نشير إلى هذه التقنية التي التجأ القاص اليها لنثير الانتباه إلى أنها تغري بتعدد التأويل ،فإنها توحي من جهة إلى البعد الواقعي للقصص ،ومن جهة أخرى تشير إلى الانشغالات الإيديولوجية للقاص، الذي يأبى أن يظل محايدا تجاه بعض القضايا المستفزة في المعيش اليومي.
ولعل الظاهرة الملفتة لدى كويندي هي أن شخوصه لا تكتفي بالنماذج البشرية المهمشة، بل تتعداها إلى توظيف يعض الكائنات النباتية والحيوانية، إذ نجد أن الشخصية الحقيقية في القصة الأولى "حشرة المن" هي الشجرة. وفي القصة الثالثة "التفاحة" .ليس هذا فحسب ،بل إننا كلما توغلنا في القراءة نصادف أصنافا من الحيوانات والنباتات ، تشكل محور العملية القصصية، ومنها الهدهد والحصان والوردة والنمر والقط...
وحقيقة أن هذا الاختيار يؤدي وظائف فنية لا يمكن إنكارها ..ولعل قصة "وردة تجادل عريها" خير دليل على ذلك، علاوة على البعد الوظيفي من خلال التعبير عن بعض ما يخالج القاص بطريقة رمزية.
3- الإيحاءات الجنسية:
لسنا في حاجة إلى محلل نفسي في حجم "سيغموندفرويد" لنكتشف أن المجموعة القصصية "رقصة العبيد" تزخر بالإيحاءات الجنسية، والتي تعبر عن نفسها بطرق مختلفة، فهي تارة مضمرة، نلمسها من خلال السياق العام للحكي ،مثل قصة الحزام والوردة، وتارة أخرى مبثوثة على شكل مفردات متناثرة هنا أوهناك.
أو على شكل جمل وصور لا يمكن للعين أن تخطئها وسنحاول إيراد بعضها.
- الممر لسان أملس يمتد من الباب الكبير.
- المرأة متكئة على رمحها المسعور.
- سعيد يغرس السكين في جسد التفاحة الهش.
وإن كانت هذه الوقفة السريعة عند المجموعة ، لا تسعفنا في اكتناه الأبعاد العميقة لهذه الإيحاءات الجنسية، فهذا لا يمنعنا من التنويه إلى أنها أضفت بعدا جماليا على الكتابة ،خاصة إذا صيغت على شكل صور جميلة في ذاتها وفي علاقتها بالسرد القصصي.
4- اللغة:
عموما يتأرجح أغلب كتاب القصة القصيرة في التعامل مع لغتهم بين اتجاهين كبيرين. الاتجاه الأول يتعامل معها بنوع من الحياد باعتبارها وسيلة فقط. أما الاتجاه الثاني فينظرون إلى اللغة على أنها هدف في ذاتها، ومن ثمة يلجؤون إلى شعرنتها و تذويتها.
وما يمكن ملاحظته من خلال قراءتنا للمجموعة القصصية "رقصة العبيد" أن القاص كويندي يميل إلى اللغة الساردة التي تتميز بالنفس القصصي، وإن كانت في كثير من الأحيان تفتقد للإيقاع الداخلي ولا أدري إن كان ذلك مقصودا أم عفويا.
ومما أضفى بعدا جماليا على لغة القاص، التجاؤه إلى بعض التقنيات في بناء الجملة كاختراق الرتبة ..ويمكن أن نستدل عل ذلك بما يلي:
عنوة أتعمد الوقوف-كسنة نوم مرت بي-صدفة رفعت رأسي-كتلة جامدة كان...
ما يفاجئ القارئ حقيقة أن القاص في بعض الأحيان يلتجئ إلى بعض الأساليب القديمة في الكتابة ،كاستخدام السجع، ولا أدري إن كان سياق القص فرض عليه ذلك، أم هي رغبة في التنويع لتكسير رتابة الحكي. ومن ذلك ما جاء في الصفحة 44"..كاشفة بالأسرار، وما يحدق بنا من أخطار". عيناي حارسة لمولانا المهاب، ولا أعرف كيف ذكر الله عني غاب، حتى وقعت في الأنصاب ، وعلمت فيما قلبي فطنة وذكاء للألباب.."
وختاما لا يسعني إلا أن أهنئ القاص محمد كويندي على إصداره الأول متمنيا له المزيد من العطاء، خاصة وأن رقصته الأولى أمتعتنا وشوقتنا إلى ما سيأتي ..فلنتأمل المقطع التالي من ص 38: "ركن أقصى الصخور، توسد رياحه ونام، يلفه الضباب والظلام…رأى نفسه عبدا فارع القامة، يتوسط حلقة عبيد، وجوههم المخضوضبة بدم التيوس..وعبق البخور..مرددة شفاعتها: "العفو يا مولانا..الثوب الوافي عرانا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصطفى لغتيري: قراءة في مجموعة محمد اكويندي رقصة العبيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قراءة في مجموعة : " رقصة زوربا "
» قراءة في مجموعة محمد اشويكة، :خرافات تكاد تكون معاصرة .
» قراءة في مجموعة : مظلة في قبر
» قراءة في مجموعة الكرسي الأزرق
» قراءة في مجموعة قالت نملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: دراسات أدبية-
انتقل الى: