موسى حوامدة مبدع جديد
عدد الرسائل : 25 نقاط : 32017 تاريخ التسجيل : 17/05/2007
| موضوع: قصائد موسى حوامدة التي ألقيت في مهرجان جرش الجمعة أغسطس 17, 2007 3:12 pm | |
| قصائد موسى حوامدة التي ألقيت في مهرجان جرش في مركز الحسين الثقافي مساء الاثنين 6\8\2007
لا أثَرَ للساقية هكذا إذنْ يتفجرُ دمي مثلَ ينبوعٍ صغير لم يكنْ طمَعي كبيراً في اقتناء وردة فالانتاين كانَ طموحي أن يلفتَ الأحمرُ انتباهَكِ. * يمرُ سريعاً خاطري يمر سريعاً عبرَ كهوفِ السماء أنهارِ الظلام شلالاتِ الضوء يمر سريعاً ورأسي بين يديكِ. * خلتُ للأرض نهايةً واحدة خلتُ للشمسِ مشرقاً وحيداً انقلبت خيالاتي المستقيمة في لعبة الدوائر. * لا أثر للريح لا أثَرَ للساقية لا أثَرَ للميت الجنّةُ في بيتٍ آخَر. *
غزلانٌ تَفرُّ من بين الصخورْ تَفرُّ من نار الصيادين تَفرُّ باتجاه النجاة مخلفةً رذاذَ اللُّهاث فوق هذه السطور. * أنامُ على العتبة لا أطمحُ إلى سَفكِ دَم اللغة لأثبتَ فُحولةَ الشعر! * أَغتني بكِ أفتقرُ بوجودكِ ليس لي حظوظٌ قربَكِ ليس لي نصيبٌ بعيداً عن ثلجكِ السِّري .
راودْتُ الغزالةََ عن شُرودها
راودتُ الغزالةََ عن شُرودها أوهمتُ صدري بالسَكينة صمتي بالفضيلة خيمتي بالظلّ؛ جنايتي كاملة. * أكرهُ الشعرَ السردَ والنثرَ الموسيقى إن لم تذكرني بكِ. * لن تنفعني الحِجَج باطلٌ يقيني ريحي عاصفة. * موكبُ الغروبِ أصفرْ عجلاتُ المركبِ صفراء حديقةُ الجارِ صَفراء وجهُ الخسةِ أصْفرْ إنه أيلولُ بكتْ أوراقُ الرزنامة تلك التي لم تكوني فيها يا خيبتي! * حماسَتي تَعود كلَّما شاركني الليلُ سريرَ الأَرَق، حماستي تسير بعيداً عني حماستي ترحلُ مني إليها أتوق إلى جنوني في الحالتين؛ أيلول يمضي! * عشبُ الحقيقةِ أصفر حين كان أخضرَ طرياً كنتُ أُحبكِ؛ الآن؛ صرتُ أُحبُّكِ أكثر! * سلِّميني طاولةََ الشطرنج وخذي الفيلَ والقلعة خُذي الجنودَ والوزراء خذي الحصانَ والشاهَ خذي اللعبةَ كلَّها وابْقِِ لي أصابعَكِ فقط..
لا ندَّعي وَرَعاً في المُوسيقى
أجلُّ الفضاءَ لوجهِ الحَمامْ أطلُّ نهاراً من مواعيدَ ونبيذ أمرِّرُ جسدي من خاتَمِ الغيم يُشنِّفُ قلبي الغَزَلْ أديرُ رأسَ الرجاءِ الصالح إلى جهةِ القلبِ هنا؛ تعودُ أفريقيا شهيةًً مثلَ قرعِ طُبولِ الزولو، تَمائمُ السِحرِ تُحيطُ جِيْدَ الغزالة، ترانيمُ الغروبِ تقيمُ في بيت النار.
الطوطمُ الأزليُّ يُسرعُ في رَحْم الفكرة أنْحَني لمليكتي أجلسُ بين عينيها ونشوةِ البنفسج تصيخُ الطرقاتُ سمعاً لمُناجاةِ القُرنفل ترتوي شفتايَ من حليبٍ قديمٍ قديمْ، تحت داليةِ السماء يجلسُ إلهٌ صغير يديرُ خَمرةَ الحُبِّ لوجهِ الجِناية.
أمامَ عزلتي تحطُّ أسرابُ الطيور ثم تختفي ... أُجيلُ بَصري بحثاً عن الصورة تختفي المدينةُ أيضاً، ... أُحسُّ خَفقاناً في صدري ريشَ طيورٍ على قميصي.
نَسْكُنُ؟ سوفَ نَسكنُ في قصيدةٍ جَبليةٍ فوقَ شُرفةٍ من جبال عمّان في حارة من حاراتِ مكة زقاقٍ من أزقة استانبول جادةٍ من جادات الحي اللاتيني.
سرابُ المَعْنى تَبَخرَ من حُباب الكأس تجيءُ كابولُ في رِغوةِ القول تحضرُ سمرقند مرصعةً بالأرجوان وتلك المسافاتُ التي وَصَلتْها خيولُ الفاتحين، نحنُ ضدَّ القتل ضدَّ ترهيبِ الكائنات ضدَّ قطعِ رؤوسِ الأزهار لكنَّنا نستمتعُ بزَهْو الحكايات نستلذُّ بوصولِ عباراتِ الجزيرةِ أقاصي الكلام.
لسنا محرومينَ من صَهيلِ الماضي غيرَ أنَّ مجدَنا ليسَ مُسيَّساً غرامَنا ليسَ باطلاً حكمَتنا بسيطةٌ جداً ولذا نَفرُّ إلى سلاطين نجد أو ملوك الصين نفرُّ إلى خلفاء بَني أُمية أو بابا الفاتيكان لا ندّعي ورعاً في الموسيقى لا ندّعي رسالةً في الزهد نسعى لتوضيبِ قامةِ الجبال لتليقَ بقبضةِ اليد.
سيدركُ آخرُ ملوكِ بني إسرائيل أن الجيوشَ لا تُعمِّر أرضاً ولا تحمي بنفسجةً، سيدركُ حاجبُ آخرِ ملوكِ بني إسرائيل؛ أن القيامةَ لن تقومَ لتخطفَ المدينةَ من نَصائحها وتجرفَ بيوتَ النَحلِ من عَسلِ الشفاء.
أغوانا الزَّبَد كلُّ ما طافَ فوق الجريمةِ تقلَّصَ في صُنعِ تَوابلَ للموت كلُّ ما تَناهى إلى سَمع الزيزفون؛ أنَّ نَبياً عانقَ الخضرةَ ولمْ يَحتملْ سَفاهةَ التابعين، كلُّ ما تَراءى للصبيِّ نورٌ تَساقطَ في قصور المعاني.
أحملُ وجهَ الشمسِ في حقيبة الليل أفتحُ عُروةَ البهجة أفتحُ، وأقفلُ، أقفلُ كي لا تدركَ الملائكةُ نشوةَ الطين.
سَنَحتفي بفضيلةِ الاستغناء بالكُتبِ القَديمةِ ونقوشِ الحَجَرِ فوقَ خَدِِّ النهار سَنحتفي بالربيع وهو يفتحُ بستانَ الأمل ويسكبُ خَمرةَ الاندهاش في حضرةِ شَياطين النُعاس.
طارَ مني شرٌ قديم طارَ من رأسي وجعُ التاريخ وانتبذتُ روحاً خفية حَمَلتني إلى بيت لحم هناكَ جانبَ المَذْوَد، وَجدتُ صَليبي في غُصنٍ لم يَيْبَسْ قمتُ لترتيبِ الأسطورة وجدتُ الهواءَ يَلعبُ بشعر الفتى.
المقدسُ نارُ الغواية بعدَ حُلولِ الرماد.
سَأَقول؛ ما لم يُسْعفني البعيدُْ سأحرِّرُ الزمانَ من نَشيدِ الأناشيد.
أدْنو من وَلَعِ الكلمات أجثو بينَ يديّ الحقول أَزرعُ قليلاً من جينات الهواء لتحتفظَ الطبيعةُ بشعاعٍ منها.
عمان31/3/2006
للخَديعةِ طَعْمُ الأُبوّة
للغيومِ نَهارٌ آخرُ للخديعةِ طعمُ الأُبوَّة للمشانقِ حكمةٌ تُخْفيها الرهبة.
آنَ يحملُنا النهرُ إلى أخطائنا الأولى، آنَ يجمعنا النهارُ في وجبةٍ سيئة آنَ يحرِقُنا العجزُ في أتون المنفى.
كلماتُه ترنُّ في أذن الجبالْ سُعالُه يَصدحُ عالياً بَياضُ حَطَّته تَهدُّل عِقالِه حزامُه الجلديُّ العريضُ ظهرُه المُنْحَني جَبهتُه الموشومةُ بتعاريج الصخور بياضُ صَدْرِه سُمْرَةُ وَجهِهِ نَقيضانِ للطبيعة شَبيهان بالوَريث.
آنَ تَقهرنا الفكرةْ تصنَعُنا الحَسرةْ آن تَسْحَرُنا الخَطيئة.
الآخرونُ لا يقيمونَ في مَآتِمنا، الآخرونُ لا يشاركونَنا الفَضاءَ، الآخرون يتركونَ لنا جفافَ حقولِنا وحلوقِنا يأخذون سِيَرَ الآباء ويبقونَ لنا صحراءَ الذكرى والندم.
آنَ يستوي المَيِّتُ والزهرةُ الذابِلة آنَ أتَجرَّعُ وحدي كأسَ الخذلان آن لي وطنُ الخسارة.
كنّا نقيمُ للسنواتِ قصرَها المَرْمَري بقينا ثلاثةٌ نحكمُ العالم بوظائفنا العمومية برواتبنا الهزيلة بحُكمنا الصارمِ على قُطعانِ الكلامِ أحرارٌ يُقيِّمون الكائنات شياطينُ على ضفة الجنوح، وحين يبقى أحدُنا مستفرداً بالعرش يختفي الأبُ دونَ أرثٍ عائلي.
بعيونِه المُشعةِ في الظلام بعيونِه المختفيةِ خلفَ نهرِ الصورِ القديمة تلاشى سَليلُ النار غطَّت سُخونةُ العَبَرات ما تبقى من ضياء.
حَقُّه أن يموت حقه أن يُودِّعَ الهضابَ التي مشى عليها النجومَ التي حاورها الوجوهَ التي رآها، حقُّه أنْ يفعل ما يشاء ينهي حَبكة المسرحية في لحظةٍ تَليقُ بجبلٍ لا يَتبدَّد.
هنا دمعُه المتدفق هنا ماؤه العذبُ هنا جنَّته الضيقة هناكَ خلفَ اللاشيء بنى للكلماتِ قبرَها وللغيابِ وَصيته.
أبي الذي كانَ أبي الذي يكونُ أبي الذي لم يكنْ.
لستُ شاهداً على الفتنة كنتُ حَطبَها المحترق.
الذي لَمْ يودعْ النهارَ حَمَلَ عَتمَته وطارَ، الذي لم يعرفْ الأبيضَ كَسَرَ الليلَ شظايا هيَّأَ مأدبةَ الضياء ثم أظلمتْ عيناه!
جيشُه مُنتصر قبيلتُه عائدةٌ من الغزوات حربُهُ رابحةٌ وحدي أنا فُلولُ المهزومين.
جيشُه مُندحر قادتُهُ جَلاوِزةٌ معسكراتُه فارغةٌ حُطامي بين يديَّ حطامي أمامي، حطامي معي.
بيديه المُرتَعشتين ضمَّ جَسَدَ المولود مَسَّدَ جَبينَ الغبطة سَرَد للخاسرِ رأسَمالِه.
أعودُ لمنزله لطيبته السرية لفاكهته البعيدة لغصونِ يَديه وأشجار جلساتِه أُقبِّلُ الحبورَ يرافقُ قطعانَ غزلانه الهاربة أُقبِّل الفضاءَ يلفُ المكانَ بألفته النبيلة.
أعود لكلماتِه، لرنَّة الأسى في صَوتِه لمنازلَ اختفتْ مع عشائه الأخير.
أعودُ إلى باحة الحوش القديم إلى بهجته الدفينة إلى ذكرى صفعاته الأليمة، إلى نداء الاستغاثة الذي لا يوقفُ هديرَ بَحرِه الفائض.
أعود إلى نَداهُ لحُنوِ روحِه التي لا تَبين لهَشَاشَةِ أنفاسِه المُعْتَذرة لتفادي العاصفة لاحْتِدامِ الوجاهة بالخشية.
أعودُ خاسراً مثلَ غيْمَةٍ تلاشتْ في الفراغ خاوياً منكَ ومني مليئاً بغيري.
يا صوتَ الجبال يا صَدى الريف يا حريرَ الرضا؛ أينَ يَدفعُ البحرُ ماءَه أينَ يَكنزُ الغريبُ جُثةَ أبيهِ كيف يَرتُقُ المكلومُ شقوقَ كلماتِه؟
يا غيومَ العمر العابرة ترفقي بالماء، اقطعي زَبَدَ السيول رغوةَ المنابذة أصيخي سمعاً لندائه البعيد نداء الغَرقى الأخير، أَصيخي سمعاً لثُغاء الماعزِ المذبوح لوصايا الجَسد المُسَجَّى.
عمان 20-10-2003
سُلالتي الريح وعنواني المطر
قَبْلَ أَنْ تَرتطمَ الفكرةُ بالأرضِِِ قبْلَ أنْ تفوحَ رائحةُ الطينِ تَجولتُ في سوقِ الوشاياتِ أحملُ ضياعي أقتلُ نفسي أنا هابيلُ وقابيل، آدمُ أنا وحواءُ نسلُ الخطيئةِ وزواجُ السوسنِ من بيتِ الطيوبْ.
لعلِّي في نَسْغ الصنوبرةِ أو الأرزة في طَمْي النيل أو قاع التايمز لعلي ريشةٌ في جناحِ غراب ذرةٌ مطمورةٌ في رمادِ منجمِ فحمٍ صيني بعضُ فاكهةٍ أفريقيةٍ أو جذعُ شجرةٍ في بنما، ظلامٌ يغطي القطبَ الشمالي أو نهارٌ يشرقُ فوقَ المحيط الهادي،
لعلّي من أسلافٍ مَغول أو من نسلِ قاتلٍ روماني،
لعلي من سلالة آشورية أو من عائلةٍ كردية، من بقايا الهنود الحمر أو من كاهنٍ هندوسي.
من يَجزمُ أنَّ دمعَ العينِ لا يتغير وأن ريحَ الخريف لا تعبرُ كلَّ أيام السنة، من يضمن أن ترابَ المقبرةِ لم يسكنْ غيمَ شتاءِ القرن السابقِ لميلاد سقراط، من يثبت أن الحرارة التي طبخت جسد الفرعون تحتمس، ليست نفسَ الحرارة التي تعبثُ بوجه طفلتي الصغيرة.
لَعلّي من أُممٍ كثيرة ورجالٍ كثيرين لعلَّ لي جداتٍ روسياتٍ وعماتٍ اسبانيات واثقٌ أن مياهَ الخلقِ تدورُ بين الوديان والشهوة بين الحرير واللُّهاثْ، واثقٌ أن لغتي ليستْ جسدي وأن أصواتَ الطيور ليست غريبةً عن حركة الريح والمطر.
كنتُ طائراً في زمنِ الفُرسِ صليباً في عهد قسطنطينْ سيفاً في يد صلاح الدين كأساً في يد الخيام من يدلني عليّ ؟
لستُ قادراً على شتمِ كوكب المريخ لا رغبةَ عندي لانتقادِ مسار الزهرة ولستُ حريصاً على وقف هبوبِ المغناطيس فوق عظام الأجداد الميتين.
معي ومضةٌ من سلاح الإله مارس قبسٌ من نار بروميثيوس، ومعي آياتٌ من القرآن مزاميرُ من داود تراتيلُ من بولص مقاطعُ من بوذا كلماتٌ من عبدالبهاء، لستُ عارفاً مطالعَ الفُلْكِ ولا مغاربَ الخلق بدأتُ أعتادُ الدهشة وأتجلَّى في مراياي!
أعرفُ من لا يعرفني أخي الذي لا يمتُ لي بِصِلَةٍ ولم يسمعْ باسمي من قبل أختي من قفقاسيا عمتي من اليونان، ربما وَشَمَ صوتيَ الأتراكُ أو هذَّبَ وحشيتيَ البحرُ ربما وُلدَ مني مزارعٌ فرنسي أو سياسيٌ مخادعٌ في ايطاليا ربما جئت من تراب لوس انجيلوس أو من طين أثينا من يعرف تاريخَ جسدي قبل ألفي سنة من يملك بيضةَ الرُخِّ في يده من يدلُّني عليّ؟ قلبي مليءٌ بوجيبِ العالم خطواتي تأخذني لبيت النار الأول.
لعلَّكَ أنتَ مني وأنا من ثرى المريخ، لا أنكرُ صلتي بزيوس ولا أقرُّ بدمه في عروقي، لا أطعنُ في صحة النهر ولا أخبئُ البحر في خزانتي سلالتي الريحُ وعنواني المطر.
عمان 14/3/2004م | |
|