حصيلة السوسيولوجيا القروية في المغرب
السبت 24 مارس 2018
بإشراف علمي لمختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ، تنظم المديرية الإقليمية للثقافة بسطات والجماعة الترابية لبني خلوق بدائرة البروج بني مسكين، وجامعة الحسن الأول بسطات بتنسيق مع جهة الدار البيضاء سطات والمجلس الإقليمي لسطات، ندوة أكاديمية في موضوع: حصيلة السوسيولوجيا القروية في المغرب: منطقة بني مسكين نموذجا،يوم السبت 24 مارس 2018 ابتداءً من الساعة التاسعة والنصف صباحا بمقر جماعة بني خلوق بدائرة البروج بإقليم سطات. وذلك بمشاركة الأساتذة : حسن عبيابة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء- عبد الجبار عراش، جامعة الحسن الأول سطات-محمد قديري، جامعة ابن زهر بأكادير- عبد الرحيم عنبي، جامعة ابن زهر بأكادير -عبد الهادي أعراب، جامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة - محمد الغيلاني، جامعة المولى إسماعيل بمكناس - عبد المجيد الجهاد، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في سياق إعادة قراءة تراثنا التاريخي المرتبط بأعلام ورموز ثقافية وفكرية ساهموا، كلا من موقعه، في الإعلاء من شأن المعرفة والقيم، وفرصة لتجديد الاعتراف بفضلهم في مجال الدراسة والبحث، وبما أسدوه من خدمات جليلة لمنطقة الشاوية على وجه التحديد.
ولا يسعنا في هذا الصدد، إلا أن نستحضر باعتزاز وإجلال كبيرين روح عالم الاجتماع الكبير "جاك بيرك" ((1995-1910، وما قدمه من إسهامات نظرية وميدانية جادة ساعدت على تحرير السوسيولوجيا القروية من روابطها الكولونيالية، وعلى فتح آفاق جديدة للبحث في العديد من جوانب المجتمع المغربي.
من هذا المنطلق، تتغيا الندوة التساؤل عن حصيلة الدراسات السوسيولوجية حول البادية المغربية، وعن مدى قدرة النماذج التفسيرية الموروثة عن السوسيولوجيا الكولونيالية، على الإجابة عن التحولات التي يشهدها تحول المجتمعات القبلية حاضرا، وعن أسباب انحسار الاهتمام بقضايا القرية على أكثر من مستوى، والتساؤل من ثم، عن الدور المنوط بالباحث السوسيولوجي القروي اليوم في إعادة تفكيك بنية المجتمعات القبلية في ضوء التحولات التي تخترق هذه المجتمعات.
إننا، وإن كنا لا نشك في أن انحسار علم الاجتماع القروي في المغرب اليوم، فهو في جزء كبير منه انعكاس لأزمة عامة يعيشها الدرس السوسيولوجي، وهو ما يقر بها العديد من المشتغلين بهذا المجال، مما أصبح يستدعي مراجعة النماذج السابقة واجتراح أطر تفسيرية قادرة على إعادة مقاربة هذا الواقع ورصده في ثوابته وتحولاته.
من هنا، فإننا نعتبر أن أزمة التنظير التي يعرفها حقل الدراسات السوسيولوجية القروية، وانصراف الباحثين السوسيولوجيين إلى الأبحاث الميدانية والدراسات الإمبريقية، تشكل أحد العوائق الأساس التي تحول دون التعرف على واقع هذه المجتمعات، والتي تنضاف إلى معضلة أخرى ناجمة عن سوء فهم هذه المجتمعات لذاتها.وهو ما يؤكد صدقية قولة جاك بيرك الشهيرة التي يقول فيها: "ليست هناك مجتمعات متخلفة، بل هناك فقط مجتمعات ناقصة التحليل".