منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فاتت أيامك.... محمد برادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن امسيك
عضو فعال
عضو فعال
ابن امسيك


عدد الرسائل : 1310
نقاط : 35652
تاريخ التسجيل : 17/05/2007

فاتت أيامك.... محمد برادة Empty
مُساهمةموضوع: فاتت أيامك.... محمد برادة   فاتت أيامك.... محمد برادة Emptyالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 11:51 am

قصة في دقيقة
فاتت أيامك....
محمد برادة
لاحظ ركاب أوتوبيس "تبركت" أنني غريب وسطهم.. لأنني كنت مرتديا بذلة أنيقة بعض الشئ,ي وعقدة العنق, والنظارات السميكة التي تحيلني دكتورا مبتدئا..وشعرت بلذة وأنا أتفرس السحنات المتباينة التي رغم انتمائها إلى فئة اجتماعية واحدة,فإن أشكالها جد متنوعة.. امرأة سمينة, برونزية, جلبابها كاسف, ولثامها محسور, وخصلات من شعرها الأشيب تظهر فوق جبينها,
واضح أنها صافحت مرحلة الشيخوخة ولكن من الصعب أن تخمن عمرها.. بجوارها امرأة مجلببة وملثمة وعيناها غائرتان,وقوامها يلفت باعتداله رغم أنها جاوزت الأربعين.. الأوتوبيس يمتلئ شيئا فشيئا..صعدت امرأة رابطة طفلا بظهرها, وماسكة آخر بيدها.. رجل يضع طاقية, ووجهه أدكن يوحي بالصمت, لايمكن أن تتصوره قادرا على الكلام, على عكس المرأة السمينة التي أتضخ من حديثها أنها تتعيش من عطاءات الجواد..
صعدت امرأة عربية بالحايك, ووجهها المجعد مكشوف, بحركة آلية وقفت لأترك لها مقعدي.. صعدت فتاة مجلببة, باهتة اللون, وتبعها عسكري ثم آخر يحمل رزة لم أعد أرى وجوه الصاعدين والصاعدات.. وركزت اهتمامي على الحوار الذي كانت المرأة السمينة تديره بطبيعية وظرف.. كان يبدو وأنها مشتبكة مع متسول يطل من شباك الأوتوبيس وهو يحكي عن رجل فقيه هربت منه زوجته الجديدة الشابة.. وانتصبت المرأة السمينة تدافع عن الشباب وتذم الشيوخ وتصدت لها المرأة المجلببة تكيل الشتائم لبنات اليوم..قالت:
_مابقيناشي نعرفو المسلمات من اليهوديات.. التقزيبا و الفخاد العريانة.. ياربي دوم علينا سترك
_زمانهم اعطاهم.. والهم ما نكره نكون بحالهم.. وككان حتى أنا رانهيداتي تيتهزو, وعاطيه للدنيا بركلة.. الله يعز الصغر والفتاوة..
_لواه.. لحيا وصى عليه النبي.. بنات اليوم تيزيدو فيه.. ماتيغملوشي ويبقيو..
بدأ الركاب يتتبعون باهتمام الحوار بين المرأتين.. وكان واضحا أنهم يستحسنون كلام المرأة السمينة التي كانت تثير الضحك بتعليقاتها الجريئة المناصرة للشباب.. وتابعت تقول:
_فاتت أيامك ابن شكرا, طاحت الشتا وشرقت الشمس, وناضت الغبرا.. خليهم يتمتعو بشبابهم حتى أنت اعلم الله أشنو عملت مناين كنت مازال صغيرة.
تعالت الضحكات.. فنظرت إلي المرأة السمينة وقالت:
_أودي أولد اليوم.. هاد الشي كاين ولا لا؟
قلت محرجا:
_إيه عندك الصح.. كل وقت أو وقتو..
هدر محرك الأتوبيس استعدادا لبداية رحلته وكان المتسول ما يزال يحاول إتمام سرد قصة الفقيه.. فقالت له المرأة السمينة مقاطعة:
_قل للفقيه: فاتت أيامك ابن شكرا, طاحت الشتا.. وشرقت..
المصدر "مجلة  للقصة والمسرح ابريل 1964"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فاتت أيامك.... محمد برادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التجربة الروائية عند محمد برادة
» مـا تــبــقَّــى
» جائزة محمد برادة للشباب في مجال النقد الروائي
» حسن يتكلم /محمد بن محمد مكوار
» الذات في السرد الروائي لمحمد برادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: منتدى القصة و الرواية-
انتقل الى: