توج الكاتب المغربي فؤاد العروي الخميس بباريس، بجائزة جان جيونو 2014 عن روايته "محن آخر سجلماسي".
واعرب الكاتب المغربي عن سعادته الكبرى بهذا "التتويج الدولي للأدب المغربي" الذي أهداه لجميع المغاربة.
وقال الروائي والقاص المغربي المقيم بأمستردام، "أشعر بشرف كبير للحصول على هذه الجائزة، خصوصا أنها منحت بإجماع أعضاء اللجنة، وهو أمر نادر الحدوث".
وأضاف العروي الذي يكتب بالفرنسية والهولندية إن "باقي الروايات المرشحة ذات مستوى عال ولجنة التحكيم ضمت من جهتها عدة أكاديميين فرنسيين وشخصيات من عالم الأدب".
وتأهل فؤاد العروي الى نهاية هذه المسابقة لنيل جائزة جان جيونو التي تعتبر الحدث الثقافي البارز الذي يتوج كل سنة رواية صادرة باللغة الفرنسية، بعد منافسة قوية في المربع الاخير مع كل من بولين دريفوس وادريان بوسك، وماتياس مينيغوس.
وتحكي رواية "محن آخر سجلماسي" التي صدرت في 2014 عن دار النشر (جوليار)، قصة مهندس مغربي قرر بين عشية وضحاها القطع مع أسلوب حياته الغربي في محاولة للعودة الى جذوره العربية.
وتشكلت لجنة الجائزة من سيلفي جيونو دوبير، وبيير بيرجي، وبول كونستان (عضو اكاديمية غونكور)، وفرديريك فيتو وايريك اورسينا (عضو الاكاديمية الفرنسية) فضلا عن جيل لابوج، وبيير بان، وفرانكو ماريا ريسي، وايف سيمون، الذين صوتوا بالاجماع لفائدة رواية فؤاد العروي.
وفؤاد العروي من مواليد مدينة وجدة عام 1958. وبعد دراساته في المدرسة الوطنية للقناطر والطرق بفرنسا، اشتغل كمهندس بالمكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة، قبل العودة إلى أوروبا حيث حصل على دكتوراه العلوم الاقتصادية من بريطانيا. وهو يعيش حاليا بأمستردام حيث يدرس الاقتصاد وعلوم البيئة بجامعتها.
وصدرت لفؤاد العروي عدة روايات ومجاميع قصصية ذائعة الصيت منها "أسنان التوبوغرافي" (1996)، و"اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة" (2009) و"عام عند الفرنسيين" (2010) عن دار نشر جوليار.
وكان الكاتب المغربي تسلم مؤخرا بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، جائزة أكاديمية غونكور الفرنسية للقصة القصيرة لسنة 2013، عن روايته "ليترونج أفير دي بنطالون دو داسوكين" (قضية بنطال الدسوكين الغريبة).
وابرز الروائي المغربي الطاهر بن جلون الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها فؤاد العروي "الذي أولى اهتمامه لجنس أدبي صعب هو القصة القصيرة حيث لا حق للكاتب في الخطأ".
وكان ملك المغرب محمد السادس بعث برقية تهنئة إلى الكاتب فؤاد العروي بمناسبة فوزه بجائزة غونكور.
وأضاف محمد السادس "وإذ نعبر لك عن اعتزازنا البالغ بفوزك بهذه الجائزة، فإننا على يقين من أنها ستشكل حافزا قويا لك لمواصلة تألقك في مجال الكتابة الأدبية، والإسهام في إشعاع الثراء الفكري والثقافي المغربي المتعدد الروافد داخل الوطن وخارجه".
كما حصل الروائي والقاص المغربي في وقت سابق على الميدالية الكبرى للفرنكوفونية، وهي جائزة سنوية أحدثتها الأكاديمية الفرنسية سنة 1986 وأعرب فؤاد العروي في تصريح له عن "تأثره" بحصوله على هذه الجائزة التي "تشرف كل المغاربة".
وقال إن هذه الجائزة تحتفي بالتنوع اللغوي والفني لمغرب منفتح على كل الثقافات والتيارات مضيفا "يتعين علينا حماية هذا التنوع والاعتزاز به".