ابن امسيك عضو فعال
عدد الرسائل : 1310 نقاط : 35662 تاريخ التسجيل : 17/05/2007
| موضوع: كَأنهُ شَاعـرٌ للشاعر نزار كربوط الثلاثاء يناير 28, 2014 2:24 pm | |
| كَأنهُ شَاعـرٌ
يَرحَلُ بِعَينَيهِ فِي وَجَعِ المَسَاءِ يَغِيبُ في سَاعَتِهِ اليَدَوِيةِ التِي تُثْقِلُ عَلَى سَاعِدِهِ النَحِيلِ كَأَنهُ شَاعِرٌ ضَلَّ طَرِيقَهُ إلَى حَانَةٍ صَدِيقَةٍ تُشَارِكُهُ لََحَظَاتِ الهَذَيَانِ و فُصُول الوَحْدَةِ المَاطِرَةِ
لَمْ يَعُدْ يَتَذَكرُ مَلامِح الكَراسِي التِي جَالَسَ فِيهَا أحْزَانَهُ الوَفِية يَستَرْجِعُ آخِرَ مَرةٍ نَسِيَ فِيهَا مَوْعِدَهُ مَعَ قَصِيدَةٍ صَغِيرَةٍ تُقَلِّدُ مِشْيَةَ المُتنبي و صَوتَ مجَازٍ جَريحٍ لمْ تَلتَئِم كَلِمَاته بعد
يُرَدد عَلَى مَسَامِعِ قِنينَةِ نَبِيذٍ وَحِيدَةٍ مَا يَحْفَظُهُ مِنْ صَرَخَاتٍ و عناوينَ جرائدٍ منسِيَّةٍ عَلى طَريقِ العَودَةِ إلَى الزُقَاقِ الأَولِ بَعدَ الصَمْتِ
الإصْبَعُ الذِي وَضَعَهُ في مَطْفَأةِ السجَائِرِ لم يَعُدْ يَنْبِضُ كَمَا عَودَتْهُ لَيالِي الشِتَاءِ لم يَعُدْ يَسْتَدْرِجُ الجَمِيلاتِ إلَى شُقَّتِهِ فِي الطَّابَقِ الأرضِي
بَاتَ يُشْبِهُ الرمَادَ هُوَ أَيْضًا يَقْضِي يَومَهُ بَاحِثًا عَنْ لَونِهِ الذِي تُغَطيهِ جُمُوعُ المَارةِ فِي شَوَارِعِ الرِبَاطْ
غِيَابْ صِفْر كَالُورِي
1 / تفاحةُ نيُوتُنْ لَمْ تَسقُط بعدُ إنَّها لا تَزَالُ تبحثُ عنْ ضِلعهَا الغائِبِ بَين ظِلالِ الأشْجَار
2 / دخانُ السِيجارةِ يَتََحرَّشُ بالكَلماتِ يبْحثُ عَن مكَانٍ فارِغٍ في رأْسي يُطفئُ فيه الغياب
3 / ارجعْ أَيُّها الغيابُ لكَي أطيلَ النَظَرَ في وَجْهِكَ و أشْعِلَ سِيجَارَتِي في هُدوءٍ يَلِيقُ بالفِرَاقِ
4 / حِينَ يَبدَأ النَادِلُ فِي جَمْعِ الكَرَاسِي تَغيبُ صُورَتُهُ فِي فِنْجَانِي و تَتَكَسَّرُ فِي يَدِي الكَلِمَات
5 / غَرِيبٌ أَمرُ البَيَاضِ، كُلَّمَا أَمْطَرتُه حبرًا صَارَ الغِيابُ مَنفَاهْ.
6 / تَأَخَّرْ قَليلا أَيهَا الغيابُ إنَّني أكتُبُ وصِيَّةَ السَمَاء
¬7 / غِيَابٌ كَثِيفٌ يَرْسُمُ وَجهِي عَلَى لوحتكَ الرَمَادية صَديقِي الفَنَّان: لا تَقلقْ عَلى ألوانِكَ منَ الضَياعِ مَصيرُهَا بينَ يَدَيكَ و مَصِيرُكَ قِنْديلٌ فِي السَّمَاء
8 / أطفَالٌ يَغِيبُونَ فِي السَّوَادِ يَستَنجِدُونَ بِغَيمةٍ نَسيتْ أَن تَحمِلَ مَعَهَا قَلِيلا مِنَ الشُوكُولاته
9 / غِيَابُ الشَّاعرِ أَمْرُهُ سَهلٌ جدًا لا يَحتَاجُ إلا لقَلَم رَصَاصٍ و مُسَدَّس 14 مليمتر
10 / مَسَاءُ الغِيَابِ أَيُّهَا العَالَمُ أصبحتَ تتنكَرُ للعصافيرِ و تبيعُ الصمتَ في Wall Street
11 / زجَاجَاتُ النَّبِيذِ تَستَنجِدُ بشَاعِر مَمْنُوعٍ مِنَ الصَّرْفِ يَغيبُ في كَأسِهِ الوحِيدَة و يُسَجِّلُ في هاتفه المحمولِ آخرَ مكالمةٍ لهُ معَ السَّفرْ
12 / غَرِيبٌ أَمرُ هذَا الإنسَان ينسَى أشياءَ بعدَ تذكُّرهَا و يتذكَّرُها ذَاتَ غياب
13 / صَبَاحُ الخَيرِ أيها الليلُ غيابُ الفراشَةِ لن يبطِلَ مَفْعُولَ الظِّل
14 / الغِيَابُ الَّذِي يرسُمُنِي مَارْكَة مُسَجَّلة يُمْنَعُ التَّقْلِيد.
15 / أنَا مُجَرَّدُ كَلِمَة في قَامُوسِ الغِيَاب لا أحْتَاجُ إلَى مُحَركِ بَحثٍ يُفتِّش في أغْرَاضِي الشَّخْصِيَّة
16 / بَعْدَ لَحْظَةٍ سينطَلِقُ العَدُّ التنَازُلي سِيجَارَةٌ أخيرةٌ هذا المساء و يغيبُ الدخانُ معَ الصفر | |
|