ينظم منتدى شيشاوة للثقافة والفنون بشراكة مع الجماعة الحضرية للمدينة مهرجان شيشاوة السنوي في دورته التاسعة تحت شعار: نحو تنمية محلية وشراكة جهوية، وذلك أيام 8 - 14 سبتمبر/أيلول الجاري. ويشكل المهرجان ملتقى ثقافيا فنيا يتميز بأنشطته المتنوعة، الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية.
وبما أن شيشاوة تعتبر تاريخيا ملتقى اللغات والآداب والثقافات الوطنية، الشفوية والشعبية، فقد شرع منتدى شيشاوة للثقافة والفنون، بشراكة مع الجماعة الحضرية، في إيلاء هذا المعطى أهمية كبيرة، ذلك لأن التعددية اللغوية والثقافية ليست خاصية من خصائصنا الحضارية فحسب، ولا ثروة من ثرواتنا الوطنية فقط، بل هي رهان من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل أيضا.
وهكذا، فبعد أن كرست بعض الدورات السابقة للثقافة الشعبية، وتم تنظيم ندوات لدراسة ثقافتنا الشعبية المتعددة والمتنوعة، ونال شعر الزجل قسطا مهما من الدرس والبحث، باعتباره شكلا من أشكال النظم والشعر بالمغرب، يستعمل إحدى اللغات الشفوية المحكية، مع العمل على شعرنتها والكشف عن طاقاتها الجمالية والرمزية، وعن قدرتها على التعبير عن روح الفرد والجماعة؛ فقد اختار مهرجان شيشاوة لهذه الدورة أن يوجه تحية إلى شاعرين زجالين مغربيين هما: مراد القادري وإدريس بن العطار، اعترافا بعطائهما في المجال الشعري والأدبي والثقافي؛ وذلك من خلال أمسية شعرية يشارك فيها عدد من الشعراء والباحثين والفنانين.
وبما أن شيشاوة تعتبر مدينة فتية، فإنها تولي مسألة التنمية عناية خاصة. وإذا كانت قد كرست بعض الدورات السابقة من مهرجانها لدراسة العلاقة بين الثقافة والتنمية، اقتناع بأن لا تنمية من دون ثقافة، فإنها قد اختارت، في هذه الدورة، تنظيم ندوة، يشارك في الندوة ثلة من الباحثين والجامعيين، حول مسألة التنمية المحلية في ضوء مشروع الجهوية الموسعة، إيمانا بأن التنمية المحلية لا يمكن أن تتحقق إلا بشراكة جهوية، وأن الجهوية لا يمكن أن تحقق معناها إلا انطلاقا من التنمية المحلية.
وختاما، فاليوم قد أصبح مهرجان شيشاوة تقليدا سنويا متميزا يحتفي بالثقافة والفنون، ويكرم الطاقات الأدبية والإبداعية، ويعطي صورة عن شيشاوة بمخزونها الحضاري والثقافي والفني الذي لا ينضب، ويستحق الدرس والبحث المتواصلين.
مهرجان شيشاوة هو تكريس للحق في الثقافة من حيث هي حق من حقوق المواطنة، وعنصر أساس في بناء الذات، وصيانة التراث والذاكرة.