أحلام المغاربة التي لا تنتهي
عقد مختبر السرديات بمشاركة طلبة ماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب ندوة في موضوع الحلم عند المغاربة ،ضمن فعاليات المعرض الوطني للكتاب القديم بساحة السراغنة - الدار البيضاء، يوم السبت رابع ماي2013،في الساعة السابعة مساء بخيمة أحمد البكري السباعي .
افتتحت هذه الندوة بكلمة منسق اللقاء محمد ايت اعزي ،الذي أشار إلى الأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع ،فالحلم واحد من ثالوث الحاءات المحرمة بعد الحب والحرية ،هذا بالإضافة إلى قلة الدراسات المغربية في هذا الشأن .
وتحدثت ،بعد ذلك، الباحثة أسماء أيت زيدان عن رمزية الحلم عند سيغموند فرويد،الذي قام بتحليل مجموعة من الأحلام قصد الوصول إلى رمزيتها،واعتبرت الأحلام عنده رسائل نابعة من اللاشعور،وهي تتسم بطابع الغرابة عندما تحدث عن المكبوت والحلم,
فيما تطرق الباحث عبد الغني خربوش إلى الحلم والكابوس عند المغاربة،وأشار إلى أن الحلم مرتبط بالشخصية ذاتها وأنه نافذة نمر عبرها إلى أشياء نحلم بها تكتسي طابعا من الخيال واليوتوبيا ،وأكد أن دراسة الأحلام لم تبدأ إلا في القرن العشرين مع فرويد،ثم قال بأن الأحلام والكوابيس اهتمت بها الاثنوغرافيا المقارنة،وبعد ذلك تحدث عن الكوابيس أو الأحلام المزعجة وقال بأن المغاربة يرجعون أسباب هذه الكوابيس إلى الجن فيسمونها (تلبيس،أو بوغطاط)،أما اعتبار الكوابيس من فعل أرواح شريرة فهذا مشترك لدى جميع الشعوب.
وتناولت الباحثة فاطمة الزهراء زمومي موضوع ثقافة الحلم عند المغاربة ،فاعتبرت أن الحلم حقيقة نعيشها في داخلنا وهو من أسباب تقوية الهمة وتقوية ما يصبو إليه الإنسان ،كما أن الأحلام تعطي للإنسان الطاقة الكاملة وتحدث اضطرابات في ذهنه،وأشارت إلى أن هناك أحلاما ينسجها الأطفال اقتداء بالراشدين،ثم أحلام المراهقين،فالأحلام تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى ومن فئة اجتماعية إلى أخرى.
واختارت الباحثة هند نصري الحديث عن الحلم عند الطفل المغربي،فعنونت مداخلتها ب"أحلام الأطفال قطعة حلوى" لأن أحلام الطفل مرتبطة بالواقع المعيش وتتميز بمميزات خاصة ،وأعطت مثالين عن حلم الأطفال ،حلم طفلة عمرها ست سنوات تحلم بأن تكون طبيبة ، وأنور طفل ذو ثمان سنوات يحلم أن يصير كبيرا مثل والده،وقالت أيضا بأن الحلم حق مشروع لكل طفل ،فكم من طفل صودرت أحلامه ،لتتساءل في الأخير :هل الطفل بلا حلم يظل طفلا بمعنى الكلمة؟
وخلصت إلى أن الأطفال يحلمون بأن يصيروا كبارا.
واختتمت هذه الجلسة بنقاش حول هذه المداخلات ،بتدخل مجموعة من الطلبة من ماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب وطلبة الدكتوراه وبعض المثقفين الحاضرين في الساحة ،وكانت فرصة لتعقيب الطلبة المحاضرين الذين أكدوا على أن :
- الحلم مرتبط بالواقع أكثر منه بالخيال.
- لا يجب أن نقزم أعمال فرويد في الكبت الجنسي فقط ،فهو أول من درس الأحلام ونظرا لأهميته لازال يدرس في الجامعات الغربية.
- هناك ارتباط وثيق بين الحلم والرؤيا والمنام.
متابعة / هشام ايت علا موسى