قُضَاةُ سَطات
شعيب حليفي
ترتبط الأرض بأهلها أو بمن يحُلون بها ، ولعلَّ الشاوية في تاريخها المليء بالفراغات والثقوب ، وأحيانا بافتراءات بعض المؤرخين ، قد عرفت تواريخ رئيسة مؤثرة في تاريخ المغرب إلى جانب تواريخ موازية في مجالات السياسي والإجتماعي والثقافي ، وبين كل هذه التواريخ توجد أسرار وخيالات ضائعة .
صديقي صالح الورّاقي الذي كان حافزا لي للكتابة ، كنتُ قد كتبتُ عنه في كتابي "لا أحد يستطيع القفز فوق ظله" الصادر منذ سنتين، فاجأني حينما التقيتُه مؤخرا ، بانكسار خاطره ونفسه الحزينة . ولم أكن أعتقد أبدا أن ينفذ مخزون تفاؤله ، واعتزازه بأصوله في أرض الشاوية التي يعشقها ويجعلها من المقدسات ، حتى انه كان يختصر العالم في ربوة عالية من رُبى قبيلة المزامزة ، ويعيش كل الأزمنة في ضيعته وسط الفلاحين ، يستثمر حقوله بشكل حديث، بعيدا عن ضجيج المدينة ونزوات حُكّامها المحليين .
كنتُ وصفته في كتابي ضمن فقرتين داخل سياق أحاديث أخرى ،ومما قلت فيه:
[صالح الورّاقي ( وهو ليس اسمه الحقيقي) صديق قديم أصفه بالإقطاعي الحداثي . لم يحصل على الشهادة الإعدادية ولكنه يجيد القراءة من تعوّده قراءة الصحف باستمرار. وهو الآن من الفلاحين الشباب، له خِبرة كبيرة بالفلاحة، فضلا عن امتلاكه لعدد كبير من الأراضي السقوية والبورية. من خصوصياته حبّه الغناء و الطرب كثيرا ،لذلك يسعى من حين لآخر إلى إحياء حفلة يستمتع فيها بالطرب الشعبي الأصيل، والهابط أيضا،يعبر باستمرار عن حنينه الدائم إلى عهود الإقطاعيين الكبار في مغرب القرن الفائت...
أُسميهِ قايد القياد، لأن صالح الوراقي يريد أن يحيا حياة كبار قواد المغرب في القرون الثلاثة الأخيرة، وأنا من كنتُ قد ملأتُ رأسه بسِيَّرِ أولئك ،كما أنه قد قرأ روايتي "زمن الشاوية " وتأثر بشخصياتها ولم يعد يريد قِراءة شيئا آخر؛فقد كنتُ أوهمته بأنه سليل علي الشاوي ( والأمر قد يكون حقيقة كما قد يكون محض وَهْمٍ وليس كذبا ) .].
ما أريد قوله أنه كان سعيدا مُطمئنا وآمنا ، لكنه هذه المرة فقدَ مُجملَ تلك الروح المرحة ، المُنفتحة على الحياة ومباهجها ، مُعانقا الهمُّ والشك ، متحوِّلا من شخص آمل في أحلك الأزمات ، إلى آخر متوتر ويائس ، زاهد في كل ما سيشدُّه إلى المستقبل .وحينما سألته عن السبب ، ظل صامتا ..فخمّنتُ أن يكون الأمر متعلقا بمدينة سطات وعدم قدرة المسؤولين المحليين على النهوض بها وتعثر كافة المشاريع وإشاعة أن الملك غاضب منها ومن مسؤوليها الذين ليست لهم أية رؤية تنموية للمدينة ومحيطها الفلاحي ..وهل يمكن أن ينتقل لتدشين مشاريع عاجزة عن الاكتمال في النور ...طريق سطات راس العين وعشرات الطرق الأخرى ، أو مشاريع العمران والغابة ..وصورة المدينة في تصميمها الجديد الذي يوّسع دوائر الفقر والفساد ؛ وكيف أن التأمين الفلاحي يرفض تأدية ما عليه للفلاحين المُؤَمِّنين ..ويسعى إلى النصب عليهم ... لقد تم تهميش النخبة الشاوية التي بإمكانها التفكير في جعل الشاوية قطبا فلاحيا واقتصاديا وعلميّا أيضا ، وبات المسؤولون لا يهتمون إلا بالصغائر.. وهو ما أثر على المدينة ومحيطها وتكاثر المشاكل والمُعيقات .إنه أمر متصل بالحكومة الحالية التي هي ، حتى الآن ، نسخة كاربونية من حكومات سابقة .
قلتُ لصديقي، إن سطات جزءٌ مما يحصل في كل البلاد ، فسادٌ عام يُرعِب ويتنامى مُتخذا أشكالا كثيرة فيها النصب والفساد الأخلاقي والجريمة بمُختلف أشكالها ، والعنف الكلامي والظلم الإجتماعي والفقر والكذب والإرتشاء والخوف والنفاق والغدر ..كل هذه الأشياء قادت وتقود إلى الأسوأ ، فمن جهة أولى مَسْخُ الهوية واستبدال عناصرها بمساحة عدمية تستنبتُ الشك واليأس والإنتحار النفسي ؛ ومن جهة ثانية تَحَوُّل جذري في خارطة القيم الثقافية الكبرى : الكرامة والصدق والتآزر والشجاعة والعفة .. نحو قيم بئيسة لا أخلاقية .
وضربتُ لصديقي صالح الورّاقي مِثالا عشتُه في عدد من قبائل الشاوية أثناء إنجازنا لبحوث في تاريخها ومجالها ومُتخيلها الثقافي ، وركزت قولي على آخر منطقة اشتغلنا عليها ضمن فريق من الباحثين من مختلف التخصصات ، وهي منطقة المذاكرة / الكارة ، وكيف أن الكثير من الساكنة هناك سواء في الفيلاح أو القرى المحيطة ، لا يعرفون لهم ذاكرة (أو تناسوها ) يستندون عليها ويشمئزون مما تركه الإستعمار من بؤر للفساد ،حافظ عليها المسؤولون المحليون بعدما حوّلوها إلى أداة للربح المادي والإنتخابوي .لكن اشتغالنا لمدة سنة كاملة ، استطعنا خلالها أن ننجز كتابا في الموضوع وندوة حضرها عدد كبير من الساكنة من مختلف الأعمار، فسمعوا ثم قرأوا عن وجود مدينتين مندرستين من مدن بورغواطة في المنطقة و عدد كبير جدا من أسماء المُجاهدين والعلماء ، ضمن إرث ثقافي يُتمم ما وُجِدَ وما يوجدُ في كل المغرب .
بعدما سمعوا وقرأوا تغيرت لغة المواطنين صغارا وكبارا ، بحيثُ الذين أصبحت لهم طريق نحو ذاكرتهم المحلية التي يفخرون بها وتكون لهم مرجعا وسندا وتحميهم من الإنزلاق ..كأننا جميعا وجدنا كنزا من القيم التي يحق لنا كمغاربة أن نفخر به.
سُقتُ هذا الحديث لأقول لصديقي بأن اليومي، في زماننا هذا، مثل الرّحى التي تطحن كل شيء دون كلل أو رحمة ..وكل شيء يدفعُ نحو ثقافة تقطع مع هويتنا وقيمنا لتخلق مَسخا هويَّاتيا بلا روح .
صالح الورّاقي يتكلم :
تكلم صالح أخيرا ، مُختصرا وجهة نظرة في ما نحياه من أزمة طالت أرواحنا وبالتالي حياتنا في مدينة صغيرة داخل مُحيط هو منجمٌ مُهمل من الإنسان والطبيعة والحيوان ؛ فما سردته عليه كان مدخلا ليؤكد لي بأن داء العطب يكمن في العدالة .
العدل أساس المُلك ، بل أساس كل مجتمع آمن وطريق نحو الاطمئنان والأمل والديمقراطية والتنمية .
سيروي لي ، سبب أزمته ، وكيف "ظنَّ" أن عبثا يتحكم في ملفات له بمحكمة الدرجة الثانية بسطات ، قضية خاصة بالشفعة من ثلاثة ملفات مضمونها واحد وثلاث بقع فلاحية ، بالأطراف واحدة،موزعة بين قاضيين ! وقضية استحقاق وحيازة شراء .وقد تمَّ الحكم لصالحه في محكمة الدرجة الأولى ،غير أن ما سمعه من خصميه وما يُشيعانه عن تدخلاتهما وتهديدهما له ، من جهة، وما لقيه من أحد القضاة ،أثناء جلسة بحث بمكتبه ،من تحقير وجفاء مقصود ، بالإضافة إلى التأخير الطويل للملفات ... جعله يشعر بإحباط وشك في العدل والعدالة .
إن صاحبي "مؤمن " بأن القضاء نزيه ولكن الزمن غير نزيه .مؤمن بأنَّ القاضي كائن حي بعقل ومشاعر لكن القوانين كلمات بلا روح أو قلب .وقد استغربتُ ولم أستغرب في آن ، كوني أعرف أن هذه الشاوية التي نُحبها حتى الجنون حمّالة العجب والتناقضات ، وأن الإستثناء يؤكد ويقوي القاعدة التي يعرفها المؤرخون والباحثون .
فقد عرف تاريخ سطات والشاوية، وسيعرف دائما ،قضاة هم رموز وطنية في العلم والإجتهاد والجهر بالحق وتتبيث العدل في أحلك الظروف وبشجاعة نادرة .
ذكرتُ لصديقي أسماء قضاة ووكلاء عامين ، من الممارسين الآن في الدّرجتين، ممن أعرفهم عن بُعد أو ممن التقيتهم في مناسبات ، هم نبلاء وعادلون ومجتهدون .هم الذين قال فيهم الأستاذ المحامي جلال الطاهر في كتابه (إشكالية العدالة في المغرب) : " القاضي القاضي وليس القاضي الموظف ،القاضي الذي يصدر الأحكام ، لا الذي يقدم الخدمات ، رمز العدالة وجلال قدسيتها ، يُوَقع الحكم بالحق بأنامل غير مُرتعشة ، الذي يقضي بين الناس وليس الذي يقضي لنفسه .الذي يعتبرالحكم عبادة رقيبة فيه عالم الغيب والشهادة ."
ابن بطوطة أول قضاة سطات :
" وخاطبتُ القاضي ابن بطوطة بتامسنا ، وقد عزمتُ على إثارة الأرض بجواره " . بهذه الجملة، افتتح الأديب لسان الدين بن الخطيب رسالته البديعة إلى الرحالة المغربي شمس الدين بن بطوطة (نفاضة الجراب- ص137و138) وهو بسلا حوالي سنة 1361 م .وهي المرجع الوحيد الذي يخبرنا بأن ابن بطونة بعد عودته من رحلة تجاوزت ربع قرن في جل بلاد العالم ، كان مقربا من السلطان المريني الذي نصّبه منصب قاضي الشاوية بما له من خِبرات في القضاء الذي تولاه في عدد من الدول التي زارها .
إنه أول القضاة المعروفين بالشاوية ، وهو أمر له دلالة تاريخية وثقافية كبرى تحتاج إلى أكثر من قراءة .فالرجل الذي خَبَرَ العدل ومارسه عند شعوب مختلفة عيّنه السلطان المريني على الشاوية لإرساء قواعد العدل في مساحة كبرى تجمع الأمازيغ والعرب الوافدين قديما وحديثا.
تاريخٌ من أعلام الشاوية مُشتت في كتب التاريخ والتراجم، على سبيل المثال مؤلفات : درة الحجال ، الاستقصا، الذيل والتكملة، مرآة المحاسن، مناهل الصفا، نزهة الحادي ، الإتحاف ، الإعلام ، وصف افريقيا ، البذور الضاوية ..وغيرها من التآليف المغربية والمشرقية والفهرسات الشخصية، ثم اجتهادات بعض المؤرخين والأدباء المعاصرين أذكر منهم العربي العزوزي ومحمد المنوني ...
وإن أردتُ اقتناص بعض الأسماء للتمثيل، فسأذكر عالمين كانا قبل ابن بطوطة وهما الشيخ أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن تميم المكولي (ت. سنة 1225م) والشيخ أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز البورغواطي (ت. سنة 1289م) وهوالفقيه، العالم القدوة، الكبير العلم الشهير. وبعدهما سيأتي سليمان بن عبد الرحمان بن أبي بكر البورغواطي وهو من جملة فقهاء المدرسة المرينية بمدينة آنفا، رحل للحج ولقي الضياء القسطلاني فسمع عليه الجامع الصحيح للبخاري كاملا، وجميع الشفا للقاضي عياض، وهو من أشياخ الراوية المغربي يحيى السراج الكبير الفاسي.
كماعاصر ابن بطوطة أحد أهم العلماء: يحيى بن إبراهيم البورغواطي المتوفى سنة 1366م، وهو من عائلة عرفت بالترجمان .وبعده جاء الشيخ أبو النجا سالم الرداني التلوغراسي الشاوي(ت . سنة 1515 ) الذي هاجرَ نتيجة الصراع الوطاسي السعدي للدراسة بفاس ثم سيستقر بقرية تلوغراس ففتح بمسجدها صلاة الجمعة، وأسس مدرسة تخرج على يديه منها علماء كبار.
وابتداءًا من القرن السابع عشر، ستظهر كوكبة جديدة من القضاة والعلماء ، من بينهم الكاتب الأديب محمد بن عمر بن بلقاسم الشاوي، توفي في مطلع القرن السابع عشر ،وقد كان مُبجّلا لدى ملوك الدولة السعدية؛ ثم أبو جمعة سعيد الماغوسي الشاوي المتوفى سنة 1607، رحل إلى المشرق مدة طويلة، عاد منها متبحرا، ثم استقر بمدينة مراكش في كنف السلطان أحمد المنصور السعدي إلى حين وفاته.مُخلفا مجموعة كبيرة من التآليف .
القاضي أبو البقاء يعيش بن الرغاي الكداني السطاتي الشاوي، توفي قتيلا بفاس سنة 1737م، وهو من القضاة الشاويين الذين مارسوا مهامهم خارج بلادهم.تكلموا بإسهاب عن أخلاقه واستقامته ، وذكروا أيضا أنه استقضى بتازة ثم بفاس الإدريسية، وخلالها قتل من طرف اللصوص في حادثة مدبرة، وقد أورد القادري تفاصيل هذه الحادثة، كما ترجم له أبو القاسم الزياني ضمن تقييده عن قضاة فاس.
القاضي أبو زيد عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله الغنامي المزمزي الشاوي، استقضى بتامسنا حوالي1655 وهو من كبار فقهاء الشاوية في ذلك الوقت، كانت له مشاركة في التفسير والمنطق ،ترك عدة رسائل وشروح وفتاوي تُدووِلت بكثرة ما بين الفقهاء والطلبة في عصره، ومنها رسالة في تحريم الدخان ومخطوطة رحلة حجية 1729" رحلة القاصدين ورغبة الزائرين " ، أعمل على تخريجها للنشر قريبا .
الفقيه محمد بن عبد الرحمان بن محمد المعزاوي الشاوي، توفي تحت ردم الزلزال سنة 1757 وينتمي لأسرة من أشهر الأسر العلمية . له إجازات من مختلف علماء عصره بالاضافة إلى عمله بالتوقيت والأدب واتقان كتابة الإنشاء والترسل.
القاضي الفقيه محمد بن محمد المزوري السطاتي الشاوي، من فقهاء الشاوية. اشتغل قاضيا بمراكش في أواخر عهد المولى سليمان وأوائل عهد المولى عبد الرحمان.
القاضي أبو الشتاء بن عبد الله الكداني السطاتي الشاوي، توفي سنة 1892 وهو من كبار علماء الشاوية وقضاتها، تصدى لخطة القضاء بمدينة سطات في عهد الحسن الأول . كما مارس التدريس بمسجد القصبة الإسماعيلية - سطات وخاصة في مواد التفسير والحديث .
محمد بن علي بن محمد المزمزي الشاوي الشهير بالبجاج، أحد خيرة علماء بلاد الشاوية، وهو مفتي مدينة سطات وشيخ جماعة العلماء بها.
القاضي والفقيه العربي بن المقدم المنيعي ، توفي عام 1900 مختنقا في أحد الحمامات الشعبية بمدينة طنجة، وبها دُفن .
الشيخ البوعزاوي محمد بن الطيب المتوفى سنة 1914 ، الصوفي والمجاهد الشهير .
الشيخ شعيب بن محمد بن محمد البهلول أحد علماء سطات ، بعد الإحتلال انتقل إلى مراكش للتدريس والإفتاء.
القاضي حماد بن العربي المزمزي وولده الفقيه السيد الصغير .
القاضي العربي العزوزي المزداد سنة1882م، له مؤلفات منها كتابه "نشر المحاسن والمآثر، لرجال الشاوية المشاهير"، والرحلة الحجازية، وحاشية على سنن أبي داود.
القاضي والعالم المتصوف الشيخ أحمد سكيرج الذي ما زال ذكره في سطات حتى الآن له مؤلفات تزيد عن المائة ، ثم بعده الفقيه القاضي الحمداوي والشاعر بلغماري والحاج صالح والقاضي هاشم المعروفي صاحب عبير الزهور .. وعشرات من الأعلام ممن تفخر الشاوية بأنها أنجبتهم .. جاؤوا من أولاد حريز والمزامزة وامزاب وأولاد سعيد وأولاد سي بنداود وأولاد بوزيري والمذاكرة و الشاوية الشمالية أولاد زيان مديونة والدار البيضاء ...مثلما قدِمُوا من جهات أخرى واستوطنوا الشاوية وصاروا منها .
إن جرد تاريخ القضاة بالشاوية وعلمائها وفقهائها عمل يستحق العناء وفي حاجة إلى تنقيب أكاديمي متكامل ، لأن قارءَه سيشعر بالأمان والإمتنان والطمأنينة ، لا الخوف والغم .
لدينا ،بهذه البلاد، التي عمّرتها الأسود لقرون طويلة كما ذكر الحسن الوزان ذلك،وعمّرتها بعد ذلك الرِّجال والنساء الذين كانوا القدوة الحسنة والسند التاريخي والثقافي الذي يملأنا فخرا واعتزازا وأملا .
وإن كنتُ أسوق هذه الأسماء ،باختزال كبير ومُخل أحيانا بقيمة هؤلاء الرجال ، فللإشارة فقط دون التفصيل والتحقيق .. وللتوضيح لصديقي صالح الوراقي الذي ارتاب وشك ، وكذلك لمحبة ترتبط باعتزازي بنخبة المثقفين الذين أنجبتهم الشاوية وعلى رأسهم أصدقائي الميلودي شغموم وحسن نجمي وأحمد المديني ومبارك ربيع ومن فقدناهم في السنوات الأخيرة ،محمد لفتح وسعيد سمعلي والعربي الذهبي ، وجيل آخر من الأدباء والمبدعين والباحثين الصاعدين في كل العلوم .