ثلاثة أيام
في البحث عن شعيب حليفي
بقلم طويلي عبد الرحيم
مراكش
خلال نهاية السنة الجامعية الفارطة ،اخترت روايات شعيب حليفي موضوعا لبحثي الخاص بنيل شهادة الإجازة في الدراسات العربية بمراكش ، ، وقد استغللت فرصة الصيف لقراءة مساء الشوق وزمن الشاوية ورائحة الجنة ثم مجازفات البيزنطي .
كما قرأت بعض ما توفر لي من مؤلفاته النقدية ، خصوصا الرحلة في الأدب العربي وشعرية الرواية وهوية العلامات.
وكنت من قبل أتتبع ما يكتبه وينشره في الصحافة وخصوصا تلك اليوميات الممتعة والتي كان يجمعها للنشر في كتاب صدر مؤخرا بعنوان <لا أحد يستطيع القفز فوق ظله> .
قطعت شوطا مهما في بحثي والذي تطور بعد استشارة أستاذتي المشرفة وتشجيع منها إلى ضرورة إضافة ملحقين. الأول حول سيرة الكاتب والثانية سيرته الثقافية .وهو ما سيتطلب مني الانتقال إلى الدار البيضاء وسطات والرباط والالتقاء بشعيب حليفي .فاخترت فرصة المعرض الدولي 16 للكتاب بالدار البيضاء خلال شهر فبراير خصوصا والكاتب قد صدر له بالمناسبة كتابان < لا أحد يستطيع القفز فوق ظله > والطبعة الثانية من <مجازفات البيزنطي>.
رتبت حالي للانتقال إلى الدار البيضاء والبقاء ثلاثة أيام ، فكرت أنها كافية لمحاورة الكاتب كما طمعت في أن يساعدني لانجاز الملحقين الخاصين بسيرتيه الحياتية والثقافية .
ورغم إني كنت أرسلت إليه رسالة على عنوان بريده الاليكتروني فإنني لم أتلق منه جوابا وكلمته هاتفيا فاعتذر كثيرا لكونه لم يفتح بريده منذ ستة أيام ( وعلمت في ما بعد انه يفتحه مرتين في الأسبوع فقط).
خلال الثلاثة أيام كنت أتواجد بمعرض الكتاب أهيئ لبحثي في انتظار الظفر بلقاء مع شعيب حليفي .والتقيت بعدد من أصدقائه الذين كنت أسألهم واعرض عليهم مشروعي .وقد ساعدني فريق من أصدقائه الأوفياء من النقاد والصحفيين ومن أصدقائه الذين يشرفون على الجانب الإعلامي في مختبر السرديات ، وتبادلت مع واحد منهم العناوين وأرسل لي في الغد عددا من العناوين الإليكترونية لأصدقاء الكاتب من الروائيين والأساتذة الجامعيين في المغرب وخارجه ، وهو كنز بالنسبة لي فكرت في استغلاله لمراسلتهم .
كما عثرت أثناء انتقالي بين أجنحة دور النشر المعروفة على فئة من الأدباء ممن أعرف أسماءهم من كتاب القصة أو المقالات الصحفية والذين حينما كلمتهم بحسن نية شرعوا يكيلون السباب والطعن في الكاتب دون وجه حق. فعلمت إنهم ليسوا من أصدقائه ولكنهم شيئا آخر ،حاولوا بكلامهم ثنيي عن عملي .ومما قالوه مثلا انه كاتب متعصب لمدينته وهو بدوي طارئ على الدار البيضاء..ديكتاتور في عمله يفرض رأيه بقوة . لا يستطيع أن يحيا إلا وسط المؤامرات والدسائس .
وقد سمعت رأيا غريبا من طرف أحد كتاب القصة القصيرة جدا حينما شكك أن يكون شعيب حليفي هو من يكتب ما يكتب وهو من ينظم الندوات و..وتساءل متى يستطيع فعل كل ما يفعله .
أصرح بأنني في اليوم الثاني صدمت وشعرت بخيبة أملي، ولم تعد إليَّ ثقتي إلا بعدما تذكرت ما قرأته من يومياته والتي صدرت في مؤلفه الأخير :< لا أحد يستطيع القفز فوق ظله > .
ولكنني أيضا استمعت لآخرين يعتبرونه كاتبا حقيقيا ورجلا بمعنى الكلمة لا يخون أصدقاءه ويعمل في المجال الثقافي بحب وتفان .وهناك من تحدث عنه بإعجاب كبير (رجل تعليم من زاكورة وثلاثة طلبة من الجديدة ).
كان من المنتظر أن يأتي يوم الثلاثاء لتوقيع الطبعة الثانية من مجازفات البيزنطي ، فبقيت مترددا على رواق دار التنوخي أسألهم من حين لآخر ،كما كان عدد كبير من السائلين حتى علمت انه اعتذر وسيكون حاضرا غدا الأربعاء برواق دار الثقافة في السادسة مساء لتوقيع كتابه الجديد <لا أحد>.
سافرت إلى مراكش دون أن أحصل على ما أريد ثم أرسلتُ إليه رسالة على بريده الاليكتروني يوم السبت ففوجئت بعد ساعة وهو يطلبني في هاتفي ويضحك لأنني أطلعته على ما وقع لي مع من سألتهم ..فقال لي بأن الأمر عادي وطبيعي ولا يمكنه الاشتغال دون ما يسميهم "فقهاء الظلام" والوسطاء وأسماء أخرى .ثم انتقل يعتذر ووعدني أنه سيأتي إلى مراكش ويلتقي بي .
لقد تورطت في البحث عن كاتب اسمه شعيب حليفي خصوصا أني أبحث عنه في كل المعلومات المتاحة عبر الانترنيت والجرائد وما صار يصلني من مختبر السرديات.. لذلك ففي الأسبوع الذي كنت أبحث عنه بالدار البيضاء كان أسبوعه كالتالي :
يوم الاثنين شارك في اللقاء مع جابر عصفور وصلاح فضل بالمكتبة الوطنية بالرباط.
يوم الثلاثاء بكلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط ضمن لجنة مناقشى دكتوراه في الأدب .
الأربعاء حضر لتوقيع كتابه الجديد بمعرض الكتاب.
الخميس أشرف على ندوة الرواية السورية وشارك بورقة نقدية .
الجمعة أشرف وأدار مائدة مستديرة حول الفكر النقابي والمسألة الاجتماعية .
السبت أشرف وشارك في لقاء اختلالات التدبير الثقافي بالمغرب وهو ما اعتبر حركة احتجاجية ضد السياسة الثقافية بالمغرب.
قررت استغلال عناوين أصدقائه بالمغرب والعالم العربي والتي مدني بها الصديق عبد الحق من مختبر السرديات
الجمعة مارس 26, 2010 7:11 am