دور الإعلام العربي في تنمية الوعي بالقانون
كتبت : جيهان حسن :-
أوصي المشاركون في ورشة عمل تحت عنوان " دور الإعلام العربي في تنمية ثقافة الوعي بالقانون " بضرورة تأسيس الخطاب الإعلامي علي التجرد والموضوعية والحيادية وعرض كافة أوجه النظر بمنظورها العام بعيدا عن أحادية الرؤية المعدة مسبقا وتكثيف مساحة أوسع للخطاب الإعلامي القانوني الذي يستهدف جمهورا متنوع الاهتمامات ومتباين الثقافات ومقاومة الثقافة الإعلامية السلبية المناوئة لدولة سيادة القانون مثل أفكار التعصب والقبلية والأعراف الشعبية غير القانونية وتكريس فكرة الاتزام بالواجبات القانونية واحترام حقوق الإنسان دون تمييز وأن الجميع أمام القانون سواء بالإضافة إلي خلق حالة حوار عام حول كافة القضايا المثارة ومناقشتها مناقشة موضوعية هادفة وليست تلغرافات فوقية سلطوية والاهتمام بعرض ما يستجد من مواد قانونية والإلحاح عليها حتي لا تظل المعرفة القانونية واستثمار القضايا المثارة التي تهم الناس وتعريفهم بالجوانب القانونية الصحيحة فيها بجانب إبراز المواد والبرامج القانونية في أماكن واوقات متميزة ليتاح لها المتابعة الكثيفة مع العرض المبسط لها والاهتمام بشرح فلسفة القوانين ومغزاها والمستهدف منها وانها لم تُسن إلا لتطوير حركة الحياه والاستجابة لكافة المتغيرات المجتمعية في إطار مبدأ الأمان التشريعي والدعوة إلي إعلاء قيمة العقل والتفكير والعمل الجاد والإتقان والإخلاص وتقديس الواجب تعزيزا لثقافة الوعي بالقانون .
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها المركز المصري لتنمية الوعي بالقانون في مقر جامعة الدول العربية تحت رعاية عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية وحضرها عدد كبير من الإعلامين والمفكرين والمقفين في مختلف المجالات الإعلامية والقانونية.
أكد المستشار الدكتور خالد القاضي رئيس المركز المصري لتنمية الوعي بالقانون أن الإعلام العربي ينهض بدور محوري في تنمية الوعي بالقانون حيث أن وسائل الإعلام علي أختلاف أنواعها تعد أعين الجماهير ولسانها وموجه عقلها الجمعي ومحدد ثقافتها العامة لانتشار الوسائل ووصولها المكثف للجمهور المستهدف وإلحاحها المستمر طوال الوقت وسهولة التواصل معها فضلا عن خطابها العام الذي يصل إلي عدد كبير متباين من البشر يعاني بعضه من تدني الثقافة أو الامية والجهل ومن ثم يمكن أن تضطلع بدورها كاملا في تنمية الوعي بالقانون مضيفا ان الهدف المنشود من تنمية ثقافة الوعي بالقانون ان تكون حركة الحياه اليومية أفضل ودور وسائل الإعلام يقف دائما في المقدمة للتوعية بالقانون .أضاف انه تم البدء تنمية ثقافة الوعي بالقانون منذ شهر أكتوبر الماضي حيث تم إعداد المؤتمر العربي التحضيري الأول لتنمية الوعي بالقانون وتلته ورشتان الأول حول دور مؤسسات التعليم العربية في تنمية ثقافة الوعي بالقانون والثانية حول دور العبادة العربية في تنمية الوعي بالقانون مؤكدا أن سوف تتوالي الورش واللقاءات والفعاليات حتي نصل إلي المؤتمر العام في أكتوبر القادم معربا عن الفخر بهذه الفعاليات التي كانت بشير خيرا وقبسا نوريا علي الامة العربية بأسرها فالشعوب العربية بدأت تنتفض وتتخلص من اسقامها الفكرية والسلوكية وتثور وتبحث عن حريتها وخلاصها وحقها في العيش الكريم وتبحث عن كرامتها وحقوقها المسلوبة وتنشد العادلة و الحياه الكريمة وتتحرك لتزيح الزيف والعبث والخبث وتتمسك بموروثها الروحي والحضاري وترتدي لباسها الإنساني اللائق بين الأمم .
اكد د. علي السمان ان تنمية ثقافة الوعي بالقانون تفترض نشر وجهة النظر وزيادة الوعي بالقانون فالقانون في أمس الحاجة لدور الإعلام حتي يعرف الرأي العام حقوقه ووسائل وطرق حماية تلك الحقوق موضحا أن الإعلام العربي في حاجة مننا لنساعده علي هذا الدور عن طريق عقد دورات تدريبية مخصصة تجعله علي وعي عال بما يقرأ ويكتب مشيرا إلي أن القانون والعدالة روح واحدة ووجهان لعملة واحدة ويجب إحترام القضاه والقضاء فثقافة الوعي بالقانون منظومة تحتاج إلي ضبط بين الإعلام والمحامين والقضاه .
أوضح د. محمد حسن سليم رئيس إذاعة وتليفزيون شمال الصعيد أنه لا يمكن تنمية الوعي بالقانون عن طريق وسائل الإعلام بدون وجود سياسة إعلامية واضحة ومحددة تنظم عمل الراديو والتليفزيون وتعيين المذيعين والمذيعات بدون واسطة وعن طريق اختبارات حقيقية وتفعيل مركز تدريب الإذاعة والتليفزيون وتحليل مضمون جيد للبرامج ومحاسبة من يخطئ والنظر في الأعمال الدرامية المقدمة وعدم أعتبارها سوق فقط بدون النظر في مضمون ومحتوي الدراما المقدمة.
أكدت الإعلامية سناء منصور رئيس إذاعة الشرق الأوسط أن الإذاعة من أنسب الوسائل لتعريف الافراد بالقانون وتنمية وعيهم به باعتباره شئ أساسي في حياتهم يغيرها إلي الأفضل فهي تصل إلي جميع الأفراد وللمجتمعات الأقل ثقافة في جميع الأوقات عن طريق برنامج يعرض القانون وتعليق أحد الخبراء عليه.
" القانون سر نجاحي "
أعلنت الإعلامية الكبيرة فضيلة توفيق " أبلة فضلية " عن مفاجأه وهي أنها درست القانون وخريجة كلية الحقوق موضحة أنها عندما بدأت العمل في الإذاعة وجدت أن القانون أفادها كثيرا في ما كانت تقدمه فمثلا عندما كانت تأتي لها قصص للأطفال لتذيعها في الإذاعة كانت ترفض بعضها لأنها مخالفة للقانون فبدأت تكتشف أن نجاحها في عملها أساسه القانون فتنمية الوعي بالقانون هام جدا لجميع الأفراد وليس لكي يعمل الفرد محاميا أو قاضيا فقط بل يفيدهم في كافة جوانب الحياه فهو علم متشعب في مختلف المجاللات الاقتصادية والصناعية والزراعية وغيرها وليس علم مستقل.
أكدت د. نبيلة رسلان أستاذ القانون المدني بجامعة طنطا أنه إذا وجدت شخصا منضبطا فهذا دليل علي أنه يعرف القانون جيدا فالخطاب القانوني يجب أن يتم تضمينه في وسائل الإعلام حتي يستعين به القائمين علي وسائل الإعلام موضحة أنه يوجد العديد من الموضوعات الشيقة والتي يجب أن يعي بها المجتمع المصري بصورة كبيرة مثل قضايا الأرث وحضانة الأولاد وحقوق الزوجين من الناحية القانونية وغيرها من الموضوعات التي يمكن تقديمها في الدراما التليفزيونية والتي ستجذب عدد كبير من الأفراد وفي نفس الوقت ستساعد الأفراد علي الوعي بالقانون.
تم خلال اللقاء تكريم العالم الدكتور علي السمان والاعلامية ليلي رستم والاعامي حسن حامد ود.درية شرف الدين والإعلامية فضيلة توفيق والاعلامي طارق حبيب والاعلامي سمير التوني والاعلامية سناء منصور والفنان حمدي أحمد.