منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
موسى غافل الشطري
مبدع جديد
مبدع جديد
موسى غافل الشطري


عدد الرسائل : 11
نقاط : 27979
تاريخ التسجيل : 18/01/2009

قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Empty
مُساهمةموضوع: قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب   قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Emptyالأحد يونيو 06, 2010 12:05 pm

تت تت ِقصة قصيرة

ترتيلة لأربعة من طيــور الحب

موسى غافل الشطري

لم أفرغ بعد، من إعداد لوحة ضمنتها ميلي إلى شفافية اللون والوصول به إلى منح الواقع بعدا حالما، ساحراً ، بحديقة يظللها الأيك.و توكر على أغصانها الطيور . لكي توحي : بمعين مسموع الخرير.
كنت.. أُحاول: أن اترك بلمسات ريشتي، مسحة بهيجة على ملامح أتحرى عن أجمل طيور. فأسرفت في ذلك عن جمال ألوانها ، و شفافية إيحائها، انحيازا لحب الطيور. ولكونها رموزا توحي بتطلّعي : إلى حياة حالمة.
راودتني الفكرة: لكي أشغلها بجنينة عامرة، بما يحلم بها حالم مثلي. فانشددت برغبة جارفة: أن اعتني بأجمل الألوان. فرسمت لهن غصناً مكللاً بالأزهار. نافراً فوق ترعةٍ، نضحت من معين . لأيّ طيور جديرة أن تؤُ ُّمه؟ ...
فاجأني طرق على الباب، فدعاني مرغماً: أن اعزف عن لوحتي، وأُغادر مع السيد خليل منحدرين شرقا بعربة ( لاندكروز)، سالكين طريقا ترابياً ضيّقاً. مرسلة صريرا صاخباً، وقد عجّت خلفها زوبعة ترابية. حتى انحرفت باتجاه بيوت ريفية ، لم تكن متجانسة.
هـــــذه هي إذن القرية المقصودة ، و التي يسكنها صاحبي ربما .. أنا واحد من كثرة ، تجاوزت العشرات. ممن أتى بهم خليل ليشاهدوا بليّته ، أو : ليهوّنوا عليه ، وإن كنت لا أعتقد إنّي جدير بتلك المهمّة. ذلك .. إنّي بلا حول .. ولا قوّة.
جلست لا ألوي على شيء . ولا أنا قادر على فعل شيء . فقط.. كنت أتمعّن بأربعة أكبرهم صبية ، إسمها ( ابتهال).
كان يفترض أن تكون .. ذات وجه متألّق. لكن عينيها بدتا بلا رموش. ربّما زغب ضنين. كذلك هو حال جلدة الرأس. جرى ذلك بفعل حالة مرضية نادرة الوقوع، أسموها بانعدام ( البايوتين) .
من أصل ثمانية أطفال.. بقي هؤلاء ألأربعة ، في صراع من أجل البقاء. وكان على الأب أن يقاوم من أجلهم.
عرّفني الأب على( ابتهال) قائلاً لها:
ــ صديقي العزيز.. إنّه رسام ماهر.
ثم همس باذني:
ــ لو كنت قد شاهدتها عند افتقادها العلاج، كم كانت ملامح عينيها مرعبة؟
تبحرت بالعينين.. كانتا أنيستين حزينتين. لهما نظرة آسرة. لكنهما تفتقران إلى أهداب.
حاولت أن أُجاري الأب بذلك الحزن ، الذي أطلّ من عينيه . هل.. أبتسم له ابتسامة مُشجّعة؟
لم أكن أعرف كيف أُداري ارتباكي ــ أنا الخجول ــ كي أُبرر جدوى مجيئي.
جلس الأربعة ، و بدت حالاتهم المرضية متفاوتة. في حين .. انشغلت الأم بإعداد الشاي. من الواضح .. إنها ألفت هذه الحال . لا اعلم .. إن كان يؤنسها دأب الأب على شرح مأساتهم إلى أمثالي .
لكنّي لم أُشاهد أي شيء واضح على ملامح الأُم: هل تشارك الأب بدأبه على اطلاع الآخرين؟ هل لديها تصوّر.. عن أسباب مرضهم؟
كنت محرجا و أنا أُشاهد الأب يتابع عيون الصغار، ومنهم الكبيرة ، التي بدت مدركة لماساتها.
غير أنها تابعت باهتمام ، انغمار أطفال القرية :بجريهم لا عبين . فبدوا كأنهم جراء يهرّون، و يندفعون ضاحكين. يستلقون الواحد فوق الآخر.
لاحظت كفّي ( ابتهال )يضغطان بعضهما على بعض . و الفم يفتر عن ابتسامة حذرة . تشوبها مسحة حزن ، تحفّزت في مكانها ، كأنها عازمة على أن تنهض مثلهم ، و تلحق بهم . غير أن الجميع اندفعوا عائدين يهرّون بصخب ، متجاوزين المكان التي قبعت هي فيه و إخوتها.
بدت صبيّة بمثل عمرها تؤرجح بجدائلها تيهاً، ممراحة على نحو واضح. فهمس الأب بإذني :
ــ كان شعر ( ابتهال )أكثر جمالاً و كثافة و استرسالاً.
لاحت الأم وقد انتبهت لما همس به الأب، واقفة ويداها متصالبتان على صدرها باستسلام، بينما بدت عيني الأب تغرورقان بالدموع .
حاولت أن أُجاريهن لكنّي بدوت ضنينا بدموعي ، و لأول مرة ، و أنا أعرف رقّة مشاعري،و ضعف جَلَدها، أمام هكذا حال، لكن دموعي أحرنت بعناد.
عندما أتى بي الأب.. هل أراد أن ارسم مأساته؟ أم أُجاريه بآلامه؟لا أعلم . بيد أني مدرك تماما:إنني لا أُجدي نفعا. فلا أمتلك: سوى أني أرسم الحزن، و الألم على نحو مزرٍ .وفي الحق: إن قلبي يبكي بصمت.
كان الأب قد لحق بزوجه إلى الداخل،. وعاد توّاً بـ (قندول ) السكر ، بينما تبعته هي بعدّة الشاي.
أطفال القرية واظبوا على لهوهم . و على إثارة الأتربة ، و أطفال خليل : كانّهم: أُنيط بهم أن يلعبوا دور المتفرّجين.
قال الأب دون أن يخفض من صوته، كما فعل قبل هذا، وهو يحرّك ملعقة الشاي:
ــ أتعرف.. إني تعرفت على أطباء عالميين؟ و إن أطفالاً من إيطاليا مثل( تيزانا )، و من فرنسا و الإمارات يتراسلون مع أطفالي و يرسلون لهم العلاج ذاته، و هدايا أُخرى.
تحرّكت ( ابتهال )وهي تجهد نفسها إلى داخل الغرفة، و عادت بعلبة جميلة، فيها صرة مهداة و رسالة من ( تيزانا) . كانت الرسالة توحي ، بأن صاحبتها ريّانة . تتفجّر ابتسامتها من الكلمات. وكأنها تعمّدت ، أن تترك شعرة من شعرها بين عباراتها الرقيقة. كذلك .. احتوت العلبة على ( سيت ) الوان نادرة، و دفتر رسم.
الصغار و الأب ابتسموا. و الأم لا أكاد المح على مُحيّاها أيّة ابتسامة.
قال الأب : ــ إنهم معروفون هنا و ربما في دول أُخرى.
فقلت هامساً : ــ بالتأكيد إنهم معروفون. بالتأكيد ستكون حالتهم شاغلة لاهتمام الآخرين .
ظلّت ( ابتهال) واقفة فقلت لها :
ــ هل أنت راغبة أن أرسم لك لوحة بهذه الألوان، و ربّما ترسليها إليها؟
ابتسمت موافقة.
أمسكت بدفتر الرسم، و قرّبت الألوان، و بدأت أجهد نفسي : لنقل قًيَِم تسمو بتطلعاتها، مما كنت قد أبدعت في تلك اللوحة الرائعة، مُتوخيا الصدق، لكي تذوب خصوصية الطبيعة ، حتى تتكشّف قٍيًما جماليّة . هدية من كل مشاعري : لأربعة من طيور الحب ، لم يزغبن بعد . فكسوتهن ريشا زاهيا. وبما إني مغرم باللون الوردي .. نزفت لهن من مداد قلبي ، ومغّرت لهن خدودهن و أرّجتها.
بدت ريشتي تكتب شعرا و نثراَ ، و تنزف ألماَ ، وتُحوّله إلى ضوء مُتفجّرٍ . لكي تكتمل اللوحة، فرسمت الآن.. الأيك. و ترعة الماء. و الغصن المزهر... و أربعة طيور حبٍ ، يزهين بألوان ريشهن الجذّاب. فكنّ.. كما لو إنهن يُحلّقن توّا و يغنين.
ولكي يكتمل كل شيء.. كسوت الأرض بخضرة نضيرة . و المعين .. اكتسب زرقة رقراقة . كما إن هناك .. قد تجلّت وجوه حسناء : لأربعة ، تألّقن بحمرة الخجل ، و نَسَلْنَ ريشهن بخيلاء .

15/تموز/2002
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موسى غافل الشطري
مبدع جديد
مبدع جديد
موسى غافل الشطري


عدد الرسائل : 11
نقاط : 27979
تاريخ التسجيل : 18/01/2009

قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب   قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Emptyالأحد يونيو 06, 2010 12:11 pm

أعزائي هيئة تحرير ابن أمسيك الأعزاء
تحية طيبة للتواصل مع موقعكم الجميا أرسل قصتي ( ترتيلة لأربعة من طيور الحب ) مع محبتي.

موسى غافل الشطري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نادية
Admin
Admin
نادية


عدد الرسائل : 299
نقاط : 32395
تاريخ التسجيل : 19/11/2006

قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب   قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Emptyالإثنين يونيو 07, 2010 6:01 am

fd


قصة جميلة في انتظار المزيد
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم أحمد
عضو فعال
عضو فعال
مريم أحمد


عدد الرسائل : 111
نقاط : 31405
تاريخ التسجيل : 17/03/2007

قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب   قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب Emptyالإثنين يونيو 07, 2010 6:07 am

نص يستحق أكثر من قراءة
لي عودة
مع تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة/ ترتيلة لأربعة من طيور الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ( يا حلة الحب.. يا عشق المكتبات )
» فصــــول الحب
» خسرنا وما ربح الحب شيئا...!؟
» جدارية الحب و الإلهام
» رحيق الحب والغيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: منتدى القصة و الرواية-
انتقل الى: