سيد صباح بهبهاني مبدع جديد
عدد الرسائل : 8 نقاط : 28813 تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| موضوع: علماء الدين عندما يتحوّلون إلى طبقة. الجمعة نوفمبر 13, 2009 9:27 am | |
| أنّ علماء الدين عندما يتحوّلون إلى طبقة، فإنّهم يفقدون صفتهم الرساليّة..!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) آل عمران / 107 . (وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) آل عمران/115 . (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) آل عمران/185 .
من المشاهد التي يؤسف لها، ولا تخضع لدينا لأدنى تأمّل، أن يتحوّل رجال الدِّين في الاحتفالات إلى جماعة متميّزة في الشكل، تكمل فسيفساء تقسيم الحضور، والذي يتوزّع بين سياسيّين يجلسون في المقدّمة ـ عادةً ـ وبين جهات عسكريّة وأمنيّة، وبين رجال الدِّين، ليجلس عامّة الشعب في ما بقي من مقاعد، باعتبارهم الجماهير التي تمثّل القاعدة التي يقودها كلّ هؤلاء.. وهذا المشهد الذي يُعنى بالشكل بالدرجة الأولى، يعكس ذهنيّة عامّة تكاد تصنّف رجال الدِّين أو السياسة إلى طبقات منفصلة عن المجتمع، ويختصر من ناحية أخرى أعداد الجماهير في أعداد محدودة من المحسوبين على قيادات المجتمع .. ربّما لا ينظر البعض إلى هذه المسألة بهذه الحساسيّة التي يكاد تثيرها هذه المقدّمة؛ ولكنّ الواقع يتحرّك من تحت أقدامنا في اتّجاهات لا تبشّر بالخير، ولا سيّما بالنسبة إلى رجال الدِّين.. أليس مصطلح رجال الدِّين أصلاً هو مصطلح دخيل، يستبطن خلفيّة فلسفيّة تنظر إلى رجال الدين كطبقة وسيطة بين الأرض والسماء، تملك مفاتيح الجنّة والنار؟ بينما نجد أنّ الشخص الذي كان يدخل إلى مجلس رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسأل: أيّكم محمّد؟ حتّى اضطرّ المسلمون لوضع شيء يميّزه.. حتّى اللباس لم يكن متميّزاً بين علماء الدِّين وغيرهم، وليس ما عليه الحال اليوم إلا تعقيدات فرضتها تطوّرات الحياة، ومع ذلك فليست مقدّسة.. نعم، ليس للدِّين طبقة، بل كلّ المتديّنين هم رجال الدِّين، وأقربهم إلى الله أعملهم بعلمه، وأتقاهم في الحياة.. ألم يُصبح ((رجال الدِّين)) حاجةً لرجال السياسة وجهاتها، حتّى أصبح كلّ سياسيّ يتلمّس شرعيّة ما يقوم به من خلال تحلّق ((رجال الدِّين)) حوله، أو تصريحهم على بابه، أو ما إلى ذلك.. حتّى بتنا نرى لكلّ جهة سياسيّة رجال دين يمثّلون قاعدتها الشرعيّة أمام الناس؛ وهذا الباب أدخل رجال الدين في دهاليز الاستغلال السياسي بشكل وبآخر. حقّاً، لقد تحوّل ((رجال الدين)) إلى موضوع استثمار في الحياة السياسيّة، وغيرها بطبيعة الحال. حتّى الألقاب التي ألفناها لرجال الدِّين، كالفضيلة والسماحة والعلاّمة والعلم والحجّة وآية الله وآية الله العظمى، خرجت عن كونها حالة احترام تنطلق من تقويم واقعيّ لمقدّرات هذا العالِم أو ذاك، وتحوّلت إلى جزءٍ من المسمّيات التي تُمنح للسنّ أو للشكل أو للقب أو للموقع أو ما إلى ذلك.. ليس من شكّ أنّ علماء الدين عندما يتحوّلون إلى طبقة، فإنّهم يفقدون صفتهم الرسالية، ويخرجون عن طبيعة القيم التي ينبغي أن يؤكّدوها في أنفسهم قبل غيرهم، إلى ابتداع ألوانٍ من الاعتبارات وللياقات التي تزيد من الهوّة بينهم وبين الناس.. والله من وراء القصد. المحب المربي | |
|