8- تقول في قصيدة البحر من ديوانك "من جهة البحر":
(ليس للبحر وطن يفسد لذته
ولا أعداء يتآمرون عليه
أو مخبرون يتعقبون همساته)
هل الوطن يفسد عليك لذة الحياة، هل أتعبتك فلسطين إلى هذا الحد؟
*اعترف أنها حمل ثقيل وعبء تنوء تحته جبال، تخيل أنك تولد في وطن مغتصب وممزق، وأنت تعي ذلك منذ سنوات الطفولة، وتقوم أمام عينيك وعلى ما تبقى من وطنك حروب العرب الخاسرة، ويتم التآمر على ثورات الشعب الفلسطيني منذ العشرينات، وتتكالب أمم ودول العالم لتدعم أعداءك، وشعبك يقدم الخسارات تلو الخسارات، من مذبحة إلى مذبحة، ومن هجرة إلى هجرة، إلى نفي وطرد، إلى نزوح وتشتيت، ومن إحباط إلى آخر، وانت متعلق بهذا الوطن، وتحس بعاطفة قوية تجاهه منذ سنوات طفولتك الأولى، التي تفاجأ فيها أن البلدة التي ولدت فيها يتم تدميرها بالكامل من قبل الجيش الاسرائيلي، وحينما تكبر قليلا، ترى كل هذا الخراب والتمزيق للوطن، وزيادة بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتقسيم هذه الأرض الصغيرة، إلى كانتونات معزولة وتقسيمات غريبة وعجيبة، وترى هذا التراجع على صعيد العالم كله، والتخلي عن حلم الوطن الكامل، والتسويات والمماحكات والمفاوضات، وقبول قرارات شرعية ودولية غريبة وعجيبة، وتخلي كثير من المؤيدين وكل ما يجري على الساحة الفلسطينية، وكل ما جرى منذ مؤتمر مدريد والتحولات الخطيرة التي حدثت في العالم العربي، كل ذلك جعل الطريق إلى فلسطين أبعد وحملها أثقل، في الوقت الذي انطفأت فيه الكثير من النجوم والآمال، كل ذلك جعل هذا الوطن ثقيلا ومرارته ثقيلة، وطن لم تحصل منه إلا على الآلام والفواجع ولم يقدم لك إلا النزيف والشهداء والموتى والمنفيين، فهل من السهل أن تحمل كل هذه الأثقال؟
لا تسألني هنا عن الأمل، أنا أكثر الناس معرفة به وحبا له، ولن أتخلى عنه، لكن الأمل لا يحيا على اليأس، ولا يستمر بلا شموع.
9- في قصيدة طوبى لعائلة الخيانة تقول:
طوبى لمن يرزح تحت الحراب
طوبى لعائلة الخيانة
بلا قضاة أو شهود
علّقوا كلماتي على حبل الإعدام.
هل هذا الكلام في قصيدتك تقوله لمن حاكموك ورفعوا دعوى ضدك، هل تقتص من ظالميك بالشعر ؟
* لأن الشعر درعي الأول والاخير، ملاذي الأبدي، هويتي الوطنية والإنسانية أسلوبي في الحياة، وسلاح النجاة، فربما عبَّر عني ضد من ظلموني بسببه، ومن كان سوءُ الفهم طريقَهم للتخاطب والتفاهم، لذلك من الممكن أن يكون الشعر نفسه كافأهم على نواياهم، لكنه لم يحمل سيوفا ولم يطلق رصاصا، فرغم كل هذه الأهمية للشعر لكنه يظل يتيما، أعزل في زمن يؤمن بالقوى التقليدية ويحسب حسابا لكل قوى المجتمع إلا للمثقفين والشعراء.
10- وهل يصلح الشعر ليكون ميزان عدالة ؟ أو أداة انتقام ؟
* إذا نظرت له نظرة شعرية فهو ليس ميزان عدالة فحسب، بل نظام دولة وقانون معيشة، وهو المدينة الفاضلة التي غابت عن بال أفلاطون، والتي تساوي بين البشر، وترفض الظلم والاضطهاد، وتسمو بالحياة بعيدا عن رداءة بعض العقول، لنكن منصفين أكثر ونقول أن العدالة نفسها شعرية.
11- نلاحظ استخدامك للجملة القصيرة في الشعر غالبا، خصوصا في قصائدك القصيرة، لم ؟ هل ترى أن الشعر يجب أن يكون مكثفا أم أنه خيار تعبيري فقط؟
* شكل الكتابة له علاقة بالحالة النفسية للشاعر والكاتب، فهي التي تفرض مزاجها وسطوتها، أحيانا تجيء هذه اللحظة منسابة مسترسلة، وبذلك تحتاج إلى تفاصيل وتأمل، واحيانا تجئ مثل نيزك يحترق بشكل خاطف، أعترف لك أن لدي مشكلة لحظة الكتابة، وهي سرعة تدفق الفكرة بغزارة، في الوقت الذي تطاردني رغبة محمومة؛ بسرعة التخلص من الحالة وتفريغ اللحظة بأقصى ما يمكن من السرعة، لماذا؟ لا أعرف ليست لدي استراحة وأنا أكتب، تندفع الفكرة بشكل مرضي تطاردها فكرة وفكرة وصورة وصور تتدفق بشكل سريع، فالسرعة التي أحس بها وقت الكتابة تفرض علي أحيانا التكثيف والاختصار، والانتقال من نيزك يحترق إلى شهاب مشتعل، إلى ومضة، إلى شعاع، لا هدوء وقت الكتابة، وكأنها حالة مرضية لا أريد لها أن تطول فتقتلني، أو تفتك بي، لا أقول أن التكثيف دائما أجمل، ولا أقول أن التطويل دائما أقل جمالا، لكن الجملة القصيرة تناسب روحي أكثر، إلا أنها أيضا قد تهمل الكثير من الإطناب الذي يحبه البعض، أو بعض التفاصيل الجميلة، والتي قد تتيح للشاعر أن يكتشف عبر الكتابة صورا ومعاني جديدة، لكني كما قلت لك لا وقت لدي للاسترسال وقت الكتابة، كل همي أن أقذف بها، وأتخلص من شرها وثقلها.
12-في ديوانك سلالتي الريح عنواني المطر نلاحظ ظلالا صوفية متناثرة هنا وهناك ولكن في كتابك الجديد "كما يليق بطائر طائش" نلاحظ الحضور الصوفي الكثيف؟ هل تعيش تجربة صوفية على الصعيد الشخصي؟
* أعيش كل الحالات في وقت واحد، لكني لم اتجه بكليتي للتصوف، وجدته ملاذا ومتنفسا مؤخراً، ووجدت روحي تميل للتصوف، وبينما عقلي يذهب للتشاؤم، أجد قلبي يميل للحياة أكثر، لكني لم أرتكب جناية كاملة في أي نحو أو مذهب، كل ذلك ينتابني ويتبدل، لكن لم أذهب للتصوف كلية، فما زال لدي ظلال من ندم التورط في حالة مزاج واحد، وربما لم أصل بعد إلى لذة الكشف التي تحدث عنها الحلاج وابن الفارض وابن عربي والبسطامي وغيرهم.
13- لكننا نلاحظ حضور السخرية المرة في ديوانك "شجري أعلى" ونلاحظ حضور الصوفية في كتابك "كما يليق بطائر طائش" ونلاحظ الجدية الشعرية – إن صح التعبير- في ديوان سلالتي الريح إضافة إلى مراوغة المقدس وملامسة المحرم السياسي والجنسي، أين أنت كإنسان من كل هذا؟ ماالذي يعبر فعلا عن موسى حوامدة ؟ مالذي تتوقه روح موسى حوامدة؟
*لا أدري ما الذي تريده هذه الروح فعلا، ولو كنت أعلم لسلكت درب الطمأنينة، واقتنعة بنصيبي منها، لكن الشك يعصف بي في كل حال، وربما ينجح التأمل في الذهاب نحو التصوف أكثر، أفكر؛ انني في هذه اللحظة ميال لكل هذا الذي قلت، لدي تحولات وأحوال لا أتحكم بها، فمرة أجدني قديسا ومرة شيطانا، لكني لا أهرب من شر هذا الأخير ولا أتمترس في كهنوت الأول، لدي كل ما يصلح لأركب الفراغ، وأحدق في عين الشر، واكسر طاعة العبيد، ولا أفقد شهوتي للتصوف، ولا إعجابي بالزهد والزاهدين، لكني لا أتخلى عن ولعي في الحياة، أنا مزيج من النار والماء، مزيج من الصدأ والماس، لا أتدين في مزاج، ولا أتشبث بيقين، بل أطيع الروح حين تسمو، وأطيع القلب حين يحب، وأخلص للحواس كلها، ولا أنفر من دناءة الجسد.
14-حزت على جائزة لابلوم الفرنسية من مهرجان تيرانوفا، والجائزة الكبرى من مؤسسة أورياني الفرنسية عن (سلالتي الريح عنواني المطر) ماذا تعني لك الجائزة ؟ وماذا تقدم للمبدع عموما؟
* لا تعني شيئا على الإطلاق، ولم تشكل لي أي إحساس بالظفر، تم تكريمي من قبل المؤسسات الفرنسية، ومنحوني هاتين الجائزتين بعد أن ترجموا هذه القصيدة وغيرها، لكن لم أتوهم أن ذلك قدمني بشكل كامل للقارئ الفرنسي او الغربي، ربما تمنح الجوائز أصحابها إحساسا زائفا بالتفوق لكني بصدق لم اشعر بذلك، ولا اعتبر الجوائز عادلة، فهي تجيء في ظروف معينة، وربما تمتاز الجوائز الاجنبية بحسابات للمعايير الفنية أكثر منا، خاصة وان الجوائز العربية تعطى بقرارات لجان وحسب المناطق وللأسف فإن كل شئ يتم اعتباره في تقديم الجوائز العربية إلا المعايير الجمالية. من هنا قد يكون الفرنسيون الذين منحوني الجائزة أقرب إلى قصيدتي من بعض قراء العربية، وهذا ما يحز في النفس نوعا ما، لكن كما قلت لك؛ لا أعول على الجوائز، وهي لا تعني أن من ينالها أهم ممن لم ينلها، لان الإبداع يجب أن يكون فوق الجوائز والمكرمات والأعطيات وكل الحسابات الرقمية.
15- تقول " أنا عارُك يا أبي
أنا فضيحتك بين أهلِك وعشيرتِك الكذَّابين
أنا فضيحتهم لو يفقهون"
إلى أي حد يجب أن يكون الشعر فضيحة ؟
* الشعر أساسا فضيحة، فضيحة في التعبير عن المشاعر والهواجس والظنون والمخاوف والغرائز، ألم يكن شعر المتنبي فضائح وشعر أبي نواس وعمر بن ابي ربيعة وقيس وجرير والفرزدق، ونزار قباني وأمل دنقل والسياب ومظفر النواب، ألم يحمل فضائح، بل إن كل الشعراء الذين خلا شعرهم من الفضائح كانوا مقنعين ومتسترين وراء جدران قاسية، لكن الفضيحة قد لا تكون خطيئة او غريزة فهناك فضائح تشبه الكشف مثل فضيحة الحلاج والمعري، كما أن الفضيحة الشعرية لا تشبه الفضيحة الاجتماعية او السياسية فضيحة الشعر ميزة لصاحبها، بينما القول بتلبيس القصيدة حجابا او غطاء شعريا لا تعني المحافظة على القيم او الاخلاق بل هي نقيض كامل للأخلاق، فالشعر ليس وسيلة للوعظ والإرشاد، وكل الألفيات والمواعظ الشعرية والنصائح والحِكم تنصب في باب النظم وليس الشعر. لا ادافع هنا لأني ارتكبت فضيحة شعرية، ولا أقول أن الفضيحة وحدها قد تكون سندا للشعر، فربما تجد قصيدة تخلو من الفضح لكنها جميلة وربما تجد قصيدة شعرية تحمل فضيحة لكنها نفسها فضيحة بالمعنى السلبي إنما في العمق لا بد ان يكون الشعر فضحا وكشفا بلا حدود.
15- تقول: وحين عدتُ للشام
عاتبني سيف الدولة
قلت: لا أتقن حرفة المتنبي
كيف تنظر للمتنبي ؟ شاعرا أم مدّاحا ؟ وهل يتحدد الشاعر بنصه أم بسلوكه؟
* ربما يكون المتنبي الشاعر الوحيد الذي تغفر له تقربه من السلطة السياسية ومن الحكام وتغض النظر عن نزعاته الجوانية للحكم، ولهفته على الولاية، وهو الوحيد الذي تتجاوز عن بعض سلبياته وبعض عنصريته وسرقاته الكثيرة، لأنه كان شاعرا كبيرا، ولم يذهب للشعر بحثا عن طريق للسلطة بل كان شاعرا حمل شهوة التملك والحكم، ومدح الكثيرين للوصول لكنه انتهى فاشلا في السياسة وناجحا في الشعر بل نجح أن يكون شاعرا عظيما.
لا يعظم الشاعر بسلوكه فقط، فالنص هو الذي يحدد أهمية الشاعر، ولكن لا يمكن أن نغض النظر عن سلوك الشاعر او الأديب، فحين يكون الشاعر رديئا ومواقفه السياسية مخزية يؤثر بالتاكيد على سمعته مع انه لا يؤثر على جودة ما كتب، ويجب أن نفصل بين النص وصاحبه في التقييم الأدبي، لكن لسنا ملائكة إلى هذا الحد، والسمعة السيئة قد تلحق الأذى بصاحبها، كما جرى مع سعيد عقل، فقد مكانته اللائقة كشاعر عربي كبير بسبب دعوته للعامية،
من هنا أقول المتنبي شاعرا كبيرا لكن سلوكه لا يعجبني ولا يروق لي ولا أتمثله ولا يناسب العصر الذي نعيشه اليوم، لكن لا ننسى أن وظيفة الشعر قبل ألف سنة تختلف عن وظيفته اليوم، وما كان يمكن قبوله زمن المتنبي لا يقبل حديثا، فتصور لو أن شاعرا معاصرا قام يمدح محافظاً او سفيرا أو رئيس بلدية أو زعيما، ولو أن شاعرا تخلى عن وظيفته الجمالية وصار جزءا من السلطة، كما فعل البعض بالتأكيد سيحصل على مكاسب من نوع ما لكنه سيخسر الكثير حتى لو كان ذكيا وحافظ على خط فاصل بين شعره ومواقفه السياسية، فهناك شيء ما ينكسر داخل القصيدة، حين يقترن الشاعر بسلطة سياسية.
16- تقول: (المرأة التي لا تصيبني بالحسرة وردة بلا شذى)
أي نوع من الحسرات تعني؟ وهل على كل امرأة أن تحمل نكهة حزن في عينيها كي تغري الشاعر فيك؟
*يا إلهي هل قلت انا ذلك؟؟ هذا جنون وشبق لا حد له، ومن أعطاني الحق لأجبر كل امرأة في الدنيا أن تصيبني بالحسرة، وأجبر كل وردة في حديقتي أو حديقة الجيران لتمنحني بعض شذاها، هذا منتهى الأنانية والمرض، بل جنون ليس من حقي أبدا سواء كانت تحمل في عينيها حزنا او فرحا، أن تحاول إغرائي أو إغوائي، ليست هذه مهمة المرأة على كل حال، لكن لماذا قلت ذلك، ربما لحظة الكتابة كنت مريضا او لدي شعور بنقص ما.
17- نلاحظ سيادة اليأس والقنوط عموما على نصوصك، ألا من فرح ما؟ متى يفرح موسى حوامدة؟
*حين انتهي من التخلص من شئ من اليأس والقنوط اللذين يسكنان داخلي، أشعر بشئ من الفرح، لكن ذلك يكون مؤقتا لان الشعور بالغبطة بعد انتهاء الكتابة سريع الزوال، إنما لم أتخل عن ايماني بان هناك فرحا ما، قد يكون مخبئا، ويحتاج إلى إشراقة ما، دعنا لا نفقد الأمل بحتمية الفرح.
18- الشعر ابن الطفولة، ماذا تحدثنا عن حوامدة الطفل؟ أحلامه وشقاوته؟ وما لذي تبقى من أحلامه الآن؟
*يا إلهي لماذا تعيدني إلى تلك السنوات، ألا يكفي انني احملها داخلي وأنزف منها، ولكني أسأل هل ما مر معي في تلك المرحلة كان طفولة؟ أم كانت ظلال حياة تلاشت وبشر مضوا، هل كانت حياة طبيعية، ام حلما قاسيا، لكني أتذكر، أتذكر يا محمد، أنني كنت طفلا شقيا وعنيدا وصعبا، أتذكر أنني كنت أسأل أبي عن معنى الوطن وعن اسرائيل واليهود وعن الفدائيين منذ كنت في الرابعة، فقد كان الحديث دائما عن السياسة والهجرة وعبدالناصر والحروب، لا يعني ذلك أنني لم أكن ألعب أو ألهو كان في حوشنا القديم صوامع للحبوب ومصطبة وكان يحيط بيتنا جدار عال من الحيطان كنت دائما أتسلقه وأبحث عن الافاعي داخله، وكان للعتمة سلطة لعينة تفتح الخيال للبحث عن العفاريت والخوف من الحكايات الشعبية، كنت ألعب مع ابن عمتي، كان اسمه صالح وكنا قد ولدنا معا، لكنه مات طفلا صغيرا جدا، ربما في بداية الستينات، فقدت صالح ولم أفهم معنى الموت، كانت المقبرة التي دفن فيها تحت بيتنا، وكنت أذهب إلى قبره أحاول إخراجه، ولم أعترف بموته فقد بقيت أنتظر عودته وأحتفظ ببعض ألعابه، ورغم أن أمي كانت تقول لي انه صار طيرا من طيور الجنة، لكني لم أصدق ذلك، وكنت أنتظر رجوعه واللعب معه، وبقيت أتسلق الحائط وانا أتخيله معي، حتى أنني مرة تخيلته سيعود ليلعب معي، وبقيت انتظره في العتمة حتى جاء أبي وحملني إلى الداخل، وظللت أفكر كيف سيعود إلى بيتهم وحيدا في هذا الليل الحالك السواد، لم يفارقني ظلُّ صاحبي القديم حتى دخل اليهود إلى البلدة وهدموها بالكامل وحين عدنا مساء الى الركام كانت رائحة البارود والغبار والجثث، تملأ المكان لكني وجدت ورق شدة متناثرا، فجمعته وبدأت أبحث عن شريك يلاعبني.
19- كلمة أخيرة تود قولها..
*كتبت الكثير من الشعر والنثر حتى اليوم، لكني ما زلت أحس أنني لم أعبّر عما يدور داخلي ولم أقل كل شئ، وأني ما زلت أعد العدة للبوح والكتابة، وكل المجموعات التي كتبتها وصدرت، أرى أنها لا تحملني ولا تقدمني، ولا يمكن أن تكون انجازا ما، إنني ما زلت اشعر بالارتباك قبل كل كتابة، ولم يسعفني كل ما كتبت في التدرب على تفريغ أحزاني وآلامي، لكني لا أعرف قولا أخيرا أو فصلا بعد كل هذه الكلام الذي قلت، ولعلك تترك لي هذه الكملة الأخيرة لأقولها بعد موتي.