أضع قرار الرحيل ترابا لرمل القوافل
كي تسافر بي أتعابي
أو أنصب خيمة في طريق البداية
أنا المنفى في الرعب
يأتيني ليلك على قنديل من زيت الطوائف
وحين أعد الشاي
أرشف كأسا من ضرع ناقة مسكونة بالأحزان
فأصحو على دمي
بداية للطوفان
و على منار المراكب
طائر يقتات من وردة
أو من مائدة تنزل من الأرض
فيها النخلة رزق الناس
و الشاطئ محارة في جيد أنثى
استعادت أطرافها من العائدين
لها أن تقول ما تقول
أن تضع المحبة في حضنها
أن تغسل الطين بماء الطوفان
فالسماء قريبة من دمي
و السمك على صفحة الماء
يلقي همومه على صدر صياد
العام المالح
و البر صيد
و حوافرُ الخيل على باب الله
تجر السفن
تحفظ للبحر لونه
للناس سمر المساء
كي يلتفوا حول اليوم
يرتقون سوء الطالع
و يقيسون عُلُو الموج بالحنكة
أصدقاء البحر
يسحبون من المد قوس قزح
ينامون على طعم الحوت
و على بقايا تبغ في الذاكرة
و أسماء في الخريطة
عناوين لا تصلها الرسائل
لنساء يزغردن في حر الحقل
سيعودون بالقرش
و بالأمواج السبع
نفك النحس عن البنات
نعلق العقرب في الأعناق
الخيمة على باب الحقل
و الخيمة على باب البحر
و الطيور هناك
تشحذ مناقرها
في أكياس الحَبّ
ترى البحر في غاز الإنارة
فترحل في صمت الموج
تأجلت الفرحة في "بطن الحوت"
و أشعل البرد أحزانك
يا امرأة تمخض الفرحة في إبريق الشاي
تهيء زاد البحر
ترفو الشّبَاك للعائدين
لا باب لبحرنا
كل الأبواب للبر
كل الأحداق