رائدة تحرير المرأة المغربية باحثة الحاضرة

هذا المقال يعود تاريخه إلى مارس 1935إذ نشر في مجلة المغرب كأول مقال من توقيع أول فتاة كاتبة بالمغرب ويتعلق الأمر بمليكة الفاسي(2007/1919) المرأة الوحيدة الموقعةعلى عريضة المطالبة بالإستقلال. ( 11يناير 1944)
حول تعليم الفتاة
كلما ألقيت نظرة على نساء مغربنا لا أجد إلا جهلا مطبقا عميقا وعوائد وتقاليد ألصقت بالاسلام وتلوث بها وهو منها بريء، وأنا إن خصصت هذا المقال للكلام على المرأة فما ذلك إلا لما أراها عليه في الحالة الراهنة من الجمود والانحطاط داعية بذلك إلى انجادها وانتشالها من ربقة الجهل والأمية والتحدي بها إلى الأخلاق الشريفة وبث الآداب في روحها.
دعنا نرمي وراء ظهرنا كلام الانانيين الذين يبخسون حقها ويزدرون مهمتها، ولنبحث حالا في مهمتها نخص موضع النقص فيها علنا نصل إلى علاجها، إن درس أحوال الأمم المتمدنة قديما وحديثا ورأى ما للمرأة من الثقافة والمزايا علم شدة احتياج المجتمع الانساني إليها ذلك أنها ركن من أركان النهضة وانها أس قوي وسواد في الأمة إذ هي المربية الأولى للنشء والمنوطة بها الثقيلة
والنشء هو الرجل غدا وإليه يوكل الأمر،
يجب أن يشب وبأي شيء يتخلص أبالجبن ودناءة الأخلاق والعوائد السيئة والتقاليد الفاسدة التي ما أصابت إلا انحطت واندثر أمرها أم بالفضيلة وعلو الهمة والاتكال على النفس: هذا أمر محسوس، وتعليم الفتاة لا غنى عنه ولا سبيل لمقاومته كما كان يعتقد ذوو الرأي العقيم ولا زالوا يبثونه في الأوساط حتى صار تعليمها حرام وأصبحت المسكينة تتخبط في ظلمات الجهل سقيمة وخائرة القوى كما شاؤوا لها حتى لا تكاد تتميزمن الحيوان الأعجم إلا بنطقها، ولا أنكر أن في بعض الأوساط نسوة ذوات كياسة ولباقة في دائرة ليس إلا.
وهذا ما جعلني أتحسر على حالة المرأة المغربية الحاضرة حتى دبت في ذهني هذه الفكرة فكرة دعوة المغاربة إلى
الانتباه إلى فتاتهم حتى يشملوها بعنايتهم ويجتهدوا في افساح طرق التعليم لها وتغديتها بالعلوم الدينية والأدبية وأن يذهبوا بها من أول مرة إلى اللغة العربية لترتوي من العذب وتشب متشعبة بالاخلاق السامية والأفكار العالية.
"الفتاة"
يتبع

وليست ممن يذهب إلى بلوغ الفتاة الشهادات العليا وإنما أميل إلى التعليم الثانوي الشامل لكل الفنون التي تجعلها قادرة على المطالعة والكتابة والقيام بالأمور المنزلية من معاشرة زوج وتربية أبناء إلخ.
ففي هذا كفاية لها وهو الملائم لبيئتنا، ويمكنها أن تنتهي من الدراسة في سن الخامسة أو السادسة عشر فعند ذاك تكون أحرزت على ثقافة لا بأس بها ولها بعد ذلك أن أرادت الزيادة في معلوماتها أن تدرس الكتب القيمة وتتفصح الجرائد والمجلات العلمية فهي خير معين لها على الثقافة، ولاشك إن وصلت لهذه الدرجة المستحسنة أن تكون ذات كفاءة ودراية فتصبح مستعدة لتقوية النهضة المنتظرة من الشباب، هذا كل ما تصبو إليه الفتاة المغربية وما تترقبه ليل نهار فعسى أن تحقق آمالها.
أيها الأباء إن لبنتكم عليكم حقا فامنحوها إياه فما كان لكم أن تمنعوها من حق خوله الله إياها واعلموا أن اهمال شأن فتياتكم هو العار الكبير ومدوا أمتكم بفتاتكم المتكاملة الاخلاق لكي تحصل منها الفائدة المطلوبة فان المرأة عملها عظيم وانظروا إلى العصور الماضية وراجعوا كتب التاريخ تجدوا لها مقاما رفيعا وحيثية كبيرة وبالخصوص عصر الدولتين الاموية والعباسية وحين ازدهار الحضارة العربية بالاندلس إذ نالت في تلك العصور حظا وافرا من العلم والتهذيب وهكذا لا يخلو كل عصر من ذكرها وما تأتي به من الأعمال الجليلة فما ينبغي لكم والحالة هذه أن تتركوا فتاتكم تتربى في جو تتراكم منه الأوهام.
وقبل أن أضع القلم يجب علي أن أقول انني مستبشرة بما يأتي به شبابنا الغيور من الاقتراحات على تعليم الفتاة مبتهجة بما يقوم به من الدعايات في سبيلها، فاليكم اليكم أيها الشباب توجه اختكم كلمتها مقدمة ثناءها على عملكم المشكور منادية شهامتكم باعانيها وتسديدها بما عرفتم به من شدة العزم والإرادة لكي تتخلص من قيود الجهل.
"الفتاة"

» "مناهج التحليل النقدي للخطاب" تحرير روث فوداك وميشيل ماير
» فوز مسرحية "المرأة سازون"
» المرأة في النظام السياسي الفلسطيني
» جائزة منظمة المرأة العربية فى العلوم الاجتماعية
» من أجل الثقافة المغربية