أشباحٌ لها ظل
- قصة قصيرة ---
تحاصرُه همومُ وطنه على أية حالةٍ هو كائنٌ وكلّما يرسمُ في وجدانه شراعاً لخارطته وهي تحتضنُ الخليج َتأتي عليه عاصفةُ الصحراء فتصرفه عن اتجاهه وتذرُّ في عينيه الرمال ، ولأنّ الناسَ قد أصابَهم اليأ سَ وهم يتجررون المقالات السياسية فأنّ الكاتبَ اختارَ كتابة قصةٍ قصيرةٍ تشحن ُ تحت الذاكرة روحَ الأصالة وتنفخُ في النسيان جذوةَ التاريخ لعلّ هذه الأمةُ تنتفضُ لجراحها وتثأرُ لكرامتها.وهكذا كانت هيَ البدايةُ ليلٌ بهيمٌ وامرأةٌ استصرخت المعتصمَ لكنّها لازالت تفترشُ الظيمَ وتلتحفُ الظلامَ وتنامُ على نزيف الشرفِ حتى يولدَ معتصمٌ آخرَ ، وفي مثل هذه ألأجواء شرعَ الكاتبُ قصته وهو يرسم ُفكرتها ويباشر كتابتها للتو حيث كان الجمرُ مطرَ السماء وكانت الأرضُ تستغيثُ و تتأوّه تحت وطأة سرف الدبابات وأقدام الغزاة لأنَّ السيوفَ تبيتُ في أغمادها وهي تعاني الصّدأ ،وهو يستعرض شخوصَ قصته على ضوء الفانوس أوّلهم أفرادٌ يتلذذون بأجسادهم ويبحثون عن المتعة في المناطق الحساسة، وآخرُهم جماعاتٌ تتحرّك ُبأقدامٍ وهميةٍ ترتد عن الخطر وتبتعد عن السطوح الخشنة وهي تعود أدراجها في كل الاتجاهات ثمّ تنام،لكنّ الكاتب َحين لم يجدْ أبطالاً يسبحونَ عكس التيارويرفعونَ رؤوسَهم للعاصفة انتقلَ الى وادٍ آخر هو وادي الرجال الذين يصفهم العدو بوصف الأشباح لأنهم يخرجون لمقاتلته من الشطآن ومن جذوع النخيل من تحت الأرض ومن الجدران حتى صار يرى صورتهم في الماء فيشرب الخوف ويخشى أن يطلعون له من الهواء فيتنفّس الرعب،لكنّ كاتبَ القصة ِ عثرَ عليهم بعد أن أبصرَ أنوارَهم واستمسكَ بالعروة الوثقى معهم وشربَ المحبة َ بينهم وعلى هذه الحال نشرَ قصته على شبكة المعلومات العالمية لتجوب الآفاق وضغط بإبهامه على الزر فتقيأت الأرض شظايا العبوة الناسفة التي زرعها كي يحصدها الغزاة.
الخالدي
ك1/2008
الخميس يناير 22, 2009 11:01 am