العــيــد ملاك أبو مجد
اليوم عيدك أيها الولد الشقي ووحدك الآن ارتميت على
الرصيف لتذكر الأم الحنونة تكنس البيت القديم يهدها تعب
التجاعيد الثقيلة بالزمان القارس الوحشي ... وحدك يا حبيبي
قطعة من لعنة الوطن الـلـقيط وفي الوكيف تخبىء الأتراح كأسا
أترعت ... سغبا تناغي شهوة الدوار والفقراء : تلتقط
التشرد من جنونك للتسكع ثم تمضي نحو شيء
كالرياح ... كغمزة القمر الخجول لأجفني
***
كم كنت دوما قاسيا مع وحشتي تستاف من
أشجاري المتمردات رحيق قسوتك الخبيثة ؛ تلفظ
الأحباب من شهوات أوردتي ؛ وكم فجعت عطورك أمي
المغدورة القتلى بخنجر نكتة حمقاء ... آه فجعتني
حتى أنا وتركت في قفصي جرادا حائرا يبكي صغاره
ثم يلقي نظرة خرساء نحو مدينة معتوهة تتكلم اللغة اللقيطة
تحتمي بالجنس والبول المعتق ... آه يا شبق الزمان فجعتني !
***
كم كنت تدنيني لتجلدني على مرأى من الوطن المكبل
ثم تبتر عضوي السفلي ... تلقي حبة الملح اللئيمة في
جراح حديقتي ؛ وترش وردي بالمجاري كي أظل معلقا في خيمتي
أتلو صلاتك رغم أنفي خاشعا متعبدا في نخوة منفوخة بهوائك الملسوع
تسمعني طنينك كل فجر ... تشرب الأنخاب فوق جلودي
المعقوفة الجرباء ... تنهش ما تبقى من أنيني ... بالجفاء
تدلني نحو الصراط المستطيل ... فآه يا بطن الحرام سحقتني !
الرباط