الـلـيـل ملاك أبو مجد
أيها الليل يا عزاء الحزانى يا رهيب السواد والكون جلمد
ها أنا ساهر أناجيك محزونا بهمس يكاد أن يتجمد
ها أنا ملء غرفتي سحرك القد سي تشقيه شمعة تتنهد
ها أنا والظلام ساج أناغي فيك أشهى الأحلام والعمر مرتد
ها أنا والفؤاد تضنيه أحلام عذارى والفكر للقلب مقود
أكرع الحب من سكوني جرحا سرمديا أكاد منه أُمَدد
وطيوف الصبا تميس أمامي مثل عذراء في المسا تتعربد
فتلظي الحنين والوجد في حضــــ ــرة ماضي الطفولة المتورد
ها أنا إلا سدفة الليل تجتاح ارتعاشي إلا الهوى المتوقد
وخفافيش تفعم البيت أنغا ما بقيثارة لها الروح تسجد
رقصات أحسها لهم في كل صحن كل سرير وموقد
ها أنا والسكون يجثم حولي في ارتخاء كما العجوز الأحرد
فأرى أشباح التمرد تعوي ملء سمعي كسافح يتوعد
ويدي تمسك اليراع بيأس تتوخى الإلهام والقلب منهد
فأراها ولهى تخط خطوطا كتعازيم ساحر متعبد
تسأل الفكر عن قصائد شعر عاطفي والفكر في التيه أوحد
إيه يا ليل ليتك الصبح تحياه هنا في الوجود والصبح أسود
لترى الصمت يستحيل صداعا وصراخا وضجة وتمرد
كم يتيم غفا بقلب شحوب مطمئنا إلى الرصيف المعبد
آه لكن في الصبح يبكي فلا يلقاه غير العبوس والموت أبعد
إيه يا ليل كم أحس بأســــــــــدافك صوت الرشاش والجو مرعد
كم أحس العويل والويل والتنـــــــواح بين الأكواخ ؛ كم أتسهد
وطموح الأحرار يهوي ذبيحا حين يجتاحهم قضاء أسود
إيه يا ليل كم جريح يـئــن الآن في متراس وكم من ممدد
أسكتته قذيفة فجثا مــــد فعه في ضراوة يتوعد
كـم قتيـل دماؤه جاريـات كم أسير في المشنقات مصفد
كم هنـيء يضاجع الفتن الهوجاء محموما بالغرام معربد
يتندى بنهد حسنائه يلـــــــــ ــثمها في حرارة يتلذد
كم حزين مثلي مؤرقة أجــــــــفا نه والطوى بجسمه ينشد
إيه يا ليل أنت شيء رهيب فيك شر وفيك خير معدد
فيك يستمتع السكارى بوقت سرقوه من الزمان المشرد
آه لكن فيك النجوم الدراري تتلالا في أفقها تتجدد
يا نجوم الدجى إليك صلاة الشعر مغموسة بحب معقد
أنت أحلى ما في الوجود وأبهى ما بليلي من الفتون وأسعد
ليت هذي الآنام تعرف سحر النجم كي تسهر الدجى في تودد
أنا يا ليل خفقة من ضلوع الوجد تضنيني غمة المتوجد
كم حسبت الغرام دالية ثمـــــــــلى يناغي عنقودها لحن هدهد
كم حسبت الأيام فرحة حزن ثابت خلف الأفق المتورد
كم حسبت العمر الجميل لقاء مع زهر الخلود من غير موعد
فإذا بي والذكريات تذيب القلب في موقد من الشوق مشتد
هائم كالصدى أعانق أشبا ح ليالي الصبا وحلما تسرد
وزمان الصفو الهنيء شموع تتباكى في حضرة الصمت والد د
إيه ولت طفولتي قفزات ومراحا حلوا وأنسا مغرد
وتوارى خلف الفضاء ملاك كم شذا مفتونا بليل التوجد
آه أين الأيام يا ليل ؟ كسلى تتمطى بين النجوم الخرد
أين تلك الأحلام تتلو تراتيـــــــــل المساء المسكي عند التهجد
ها هنا في هذا الوجود المعنى أمس كنا مع الأقارب نسعد
نتملى صفائح الود والأنس بأنفاس كاللظى تتوقد
ونغني أغنية النشوة الجذلـــــــــى ونهفو للقمريات الغرد
كم ترعنا عند الغروب قداحا فكرعناها في طويسات عسجد
كم رنونا لزورق السحر في الجد ول والحسن في ضفافه يرقد
وأصخنا لهمسة الليل في الغـــــــا ب وسر الحفيف والليل أغيد
وعشقنا النجوم في منتهى الخلد تصلي لشاعر متمرد
يا لأيام ساحرات توارت فكأن ما كانت وما كان معبد
وتوارى الأحباب عني غيوما راكضات نحو اللقا المتجدد
يا لشوقي إليهم يا لشوقي لعهود خلت وحلما تهود
إيه يا ليل لم يعد لي أحباب وكيف الأحباب ؟ والدهر جلمد
كم ألاقيهم فأحتار بين الشوق والذكرى في فضاء مشرد
فكأن ما عاتقتهم بحناني وكأن ما صافحتهم بهذي اليد
وكأن ما سقيتهم حبي الجارف والحب كم لحضني توسد
إيه ماذا عسى فؤادي يرجو منك يا ليل والزمان" تسرمد"
وقلوب الأحباب صارت كغربان فيافي مسودة دونها الغد
ووجوه الخلان صارت شظايا بندقيات في الوغى تتصيد
وفؤادي لا يستطيع التناسي وجحيم الحنين في القلب مشتد
كيف أنسى وما بعمري أحلى دون ذاك الهوى وذاك التوجد
وزماني زمان هم وغم وخداع مقنع بالتودد
إيه يا ليل ما تأرق سهدي غير تعبير عن هروب مقيد
فلتطب إسعادا فإني سأغفو حيث أعياني صمتك المتجمد
لكأني أحدث الصخر والصخر إذا ما أتعبته أن مجهد
فاس