(رويترز) - افتتح يوم الثلاثاء في دار الاوبرا بالقاهرة أول مؤتمر للنقد الادبي العربي بمشاركة نقاد عرب ومصريين يحاولون على مدى ثلاثة أيام بحث هوية النقد الادبي العربي ومستقبله بعد أن سارت حركتا الابداع والنقد في اتجاهين مختلفين الى حد ما.
وقال مقرر المؤتمر أحمد درويش في الافتتاح ان اللغة العربية مضى على اتصالها بالنقد الادبي الحديث نحو قرنين منذ اتصل رواد النهضة في بداية القرن التاسع عشر بالاداب الاجنبية وخاصة الغربية وترجموا عنها وأفادوا منها في طريقة الحوار بين النقاد والادباء.
لكنه نبه الى أنه رغم وفرة المعلومات النظرية التي يسهل الحصول عليها الان فان "الكتلة الكبرى من النتاج الادبي تحركت بعيدا عن دائرة الحوار مع النقد الادبي وهو حوار يحتاجه كل من النص الادبي أو النص النقدي معا ومن ورائهما المبدع والناقد ومن قبلهما ومن بعدهما المتلقي الذي ينبغي أن يكون طرفا في المعادلة حتى لا يجد نفسه مضطرا في نهاية المطاف لان ينصرف عن انتاجهما معا."
وأضاف أن كثيرا من النقد "يدور حول نفسه في زهو وخيلاء ويحصن تخومه بطبقة من الرموز والشفرات يصعب فك طلاسمها واختراقها" مشددا على أن مثل هذا التحصن يعطي احساسا بالانتماء الى شرائح الصفوة.
وتعقد في اطار المؤتمر تسع جلسات بحثية اضافة الى مائدة مستديرة عنوانها (النقد الادبي العربي الى أين) ويحمل اسم الناقد المصري رجاء النقاش الذي توفي في فبراير شباط الماضي.
وقال الناقد السينمائي علي أبو شادي الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة في الافتتاح ان الدورة الاولى من هذا المؤتمر مهداة الى "الناقد العربي العروبي الكبير رجاء النقاش الذي أثرى الحركة النقدية العربية بعطائه المتفرد لاكثر من نصف قرن" حيث كان النقاش مثالا للناقد الذي يؤمن بدوره تجاه النص الادبي والقارئ معا.
ويناقش المؤتمر قضايا منها (المشهد النقدي العربي.. مؤشرات أزمة أم ملامح تطور) و(نظرية الانواع النقدية) و(موت النقد الادبي) و(الشعر والاشياء.. قراءة أخرى في تراثنا النقدي) و(من بلاغة السرد الشعري.. نص "ميتة عصرية" لامل دنقل نموذجا) و(الغموض الكثيف في شعر الحداثة ونقدها) و(أزمة النقد بين الحداثة وما بعد الحداثة) و(اسهامات المفكرين العرب في النظرية النقدية الاوروبية ابان العصور القديمة) و(أدب الرحلات والاستشراق.. البحث عن منهج).
ومن المشاركين في المؤتمر اليمني عبد الواسع الحميري والعماني هلال الحجري واللبناني ياسين الايوبي والسوريون رضوان القضماني وكمال أبو ديب وعبد الاله نبهان والاردني فايز القرعان والقطري محمد عبد الرحيم كافود والليبي بشير العتري والسعودي عبد الله الغذامي ومن المصريين محمد زكريا عناني وحسين حمودة وسيد البحراوي وهدى وصفي وجابر عصفور.