باب الغياب

باب الغياب

امرأة من طين

تحمل أسرار المنفى

دمها يعبر أشجار السرو

استنشقت برد الأوصال

ملأت جرة الأحلام

بسيد يغفو على صدرها

يؤرخ للجوع بموت أبيه

و بسلطان خلعته زوجته من منامتها

فعقد على يده

لها هذا الطفل الذي مر من هنا

رائحة العربات التي تنقل الموت

كأس شاي في ذاكرة غرقت في النسيان

مرت المواكب مدججة بالسهاد

هؤلاء النساء اللواتي ينظرن إلى الصمت

ساعتهن لا تدور

مطابخهن في العراء

يطفئن الشبق في المرآة

يلعن التجاعيد

قلة الأعراس في القرن الآتي

نحن الطين

ماء الترائب

أدوات المعارك الكبرى

فكل الذين مروا أو لم يمروا

سمو الوطن بأسمائهم

وزعوا المقابر على الأحفاد

هذا قبر من لم يولد بعد

و هذا نصيبه من الشمس

أضعنا الرصاصة في مواسم

جرت فيها الخيول بشهوتنا

كي يعود الذي سمانا الأوغاد

سيدا للوقت

تشابهت في فضائنا السلالات

ألوان العيون

ثياب الجمعة

بنادق الصيد

قامات الخدم

أنواع العملة

أيها المملوك لمائه

لصورة المدر في الجسد

ها هو يسافر بك في الذهاب

كي تكون اللعنة مكعبة الوجه

و باب الغياب مفتوحا لعيّ اللسان

لخاتم يحيط بالزفرة

فينفث دم المساء

من مقلة ترصعت بالوطن

فاشتكت سواك لحمرة الطين

فاندلق البحر على محياك

أيها البحر

أين طيرك البحري؟

سفن الأصدقاء

الذين عبروا صمت هذا المكان؟

متعب انتظار الغابئين

متعب صمت هذا الوطن