منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذات إنسانية تحاول أن تتماسك أمام تناقضات العالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
موسى حوامدة
مبدع جديد
مبدع جديد
موسى حوامدة


عدد الرسائل : 25
نقاط : 32017
تاريخ التسجيل : 17/05/2007

ذات إنسانية تحاول أن تتماسك أمام تناقضات العالم Empty
مُساهمةموضوع: ذات إنسانية تحاول أن تتماسك أمام تناقضات العالم   ذات إنسانية تحاول أن تتماسك أمام تناقضات العالم Emptyالثلاثاء مارس 11, 2008 2:40 pm

ذات إنسانية تحاول أن تتماسك أمام تناقضات العالم

الشاعر موسى حوامدة في (سلالتي الريح. . عنواني المطر)

بقلم الدكتورة: عبير سلامة :

هذا هو الديوان السادس في مشوار الشاعر الأردني موسى حوامدة مع الشعر، المشوار الصعب قدر صعوبة حياته المتقلبة بدرامية عبر أشكال متعددة من المطاردة والغربة والخسارة، وبالرغم من وجود قصائد قد تعبر أكثر عن طبيعة الصوت الشعري وموقفه- حمل الديوان(الصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمّان ورام اللّه) اسم قصيدة جاءت بشيء من الفرح للشاعر، إثر تكريمها بجائزتين فرنسيتين من مؤسسة أورياني الثقافية ومهرجان تيرانوفا الشعري.

رَحَلا دون أن أراهما، وَدُفنا وأنا بعيدُ عنهما، إلى محمد حسين حسين جابر، أَبي، الذي رحلَ في 1-5-2003، إلى مَليحة سلامة أبو عقيل، أمي، التي رحلت في 18-5-2003، إليهما معا أُرَقي هذه الريح، اَملاً أن تنعش َ روحيهما، وهما يهيئان لي قبراً جميلاً بينهما. بهذا الخبر الحزين الذي يقول الكثير عن حياته- يستهل حوامدة باعتبارين جديرين بالانتباه، اعتبار أن الإهداء للوالدين الراحلين ترقية إعلاء للديوان، واعتبار الديوان نفسه أثرا و ريحا. السؤال الذي يثيره الاعتبار الثاني(ألا تمحو الريح الأثر؟) يجيب عنه الاعتبار الأول: الأثر والريح معا تمت ترقيتهما إلى ما فوق بؤس الواقع، لا تتوقع من الشاعر أن يكون ثوريا ولا من شعره أن يكون صانعَ ردود أفعال، هذه التوقعات تُغلّف الشعراء كما لو كانوا بضائع مُعمّرة خامتها اللغة الصارخة بالمعنى، الشاعر هنا، في (سلالتي الريح. . عنواني المطر) مثل شعره أثر عنيد في وجه الريح، مطر. قوة حياة حاضرة مقابل الريح. قوة الماضي المدمرة. قصيدة موسى حوامدة- في هذا الديوان المختلف عن أعماله السابقة- ليست لغتها، بل حياة تصبح كلمات، ولغته لا تحمل معنى جاهزا

ومُعبأ، بل تحمل مَن يقرأ إلى أعماق صوتها. مهما كان وصفنا للصوت الذي تحمله قصائد حوامدة، فما تريده القصائد حقا هو قراءة تتواصل مع صوتها باعتباره تمثيلا جماليا لموقف الذات من العالم، وبتحليل هذا الصوت(طبيعته، تحولاته، انشغالاته) يمكن اكتشاف طرق التشكيل الجمالي والأدوار التي قامت بها لتأسيس الموقف المُقدم للقارىء.

أول ما يُلاحظ بشأن طبيعة الصوت وتحولاته أنه واحد في القصائد كلها، يحمل صوت الأنا، ويتحول جزئيا في بعض القصائد إلى صوت الأنا باعتبارها اَخر حاضرا أو غائبا، إضافة إلى صوت الأنا باعتبارها جماعة، كما نرى في قصيدة (لصُحْبة الريح) التي تُجمل الأصوات كلها بتحولات الضمائر بين المتكلم المفرد والمخاطب والراوي المحايد والجمع.

يشير الصوت الواحد بتحولاته المتعددة إلى عالم خال من التناقض والصراع، تسكنه ذات متماسكة لا يشغلها تغيير عالم القارىء أو إثارة شكه في هذا العالم، بل يشغلها أن تكشف له عالمها المتسق المتاَلف برغم ما عانته من خسارات وحرمان، مع حرصها الواضح على ألا تحول انفعالاتها إلى مجرد تعبير ذاتي رومانسي، على النحو الذي نراه في قصيدة (للخَديعة طَعْمُ الأُبوّة). . اَنَ يستوي المَيتُ والزهرةُ الذابلة- اَنَ أتَجرّعُ وحدي كأس َ الخذلان - اَن لي وطنُ الخسارة.

جيشُه مُنتصر- قبيلتُه عائدةُ من الغزوات- حربُهُ رابحةُ- وحدي أنا فُلولُ المهزومين.

سنجد في الديوان الكثير من مثل هذه التعليقات على ما حدث أو يحدث في عالم ضيق مغلق هجرته الذات بصحبة مَن يشبهها لتسكن. . (قصيدة لا ندّعي وَرَعاً في المُوسيقى)جادةٍ من جادات الحي اللاتيني’’-مكة- زقاقٍ من أزقة استانبولجبال عمّان- في حارة من حارات’’في قصيدةٍ جَبليةٍ- فوقَ شُرفةٍ من

التعليقات في الديوان إدراك للواقع يتضمن حكما عليه، وأحيانا يبدو إدراك الذات منفتحا إلى حد ألا يكون حقيقيا، عندما نستمع إليها تقول مثلا. . نحنُ ضدّ القتل- ضدّ ترهيب الكائنات- ضدّ قطع رؤوس الأزهار- لكنّنا نستمتعُ بزَهْو الحكايات نستلذّ بوصول عبارات الجزيرة أقاصي الكلام’’- (لا ندّعي وَرَعاً في المُوسيقى).

لابد أن نتساءل لماذا تستدرك الذات على رفضها القتل والترهيب واغتيال الجمال؟ وحكايات مَن تلك التي تستمتع بزهوها؟ هناك احتمال أن تكون حكايات القتلة والمُرجفين، ما يعني أن الذات هنا ترفض أفعالا بشرية، لكنها لا ترفض البشر المجرمين، وفي الوقت نفسه لا تمنحهم مباركتها، إلا من قبيل المباركة التهكمية التي ترد في ختام قصيدة (يا دمَ العراقي)- المُهداة إلى روح الشاعر عقيل علي- والتي تُفهم في ضوء قصائد أخرى على أنها تسليم اضطراري بمركّب الخير والشر في الإنسان. . طوبى للقتلة- طوبى للقبور- طوبى للمُومسات- في كل العصور- طوبى لدم الحروف وخيانة الريح. الذات في هذا الديوان تعوّل على مؤقتية الأفعال، وبوضع يدها على جُرح أن يكون الواحد منا إنسانا، تُظهر الحدود التي تستطيع الروح أن تقفز عبرها، لتتخيل عالما أكثر إنسانية، وهذا المتخيل هو شكل ذهني تقترحه

الذات بسكينة اَسرة، وبدون أي إلحاح على أن تأخذ منه أياد أخرى تعليماتها الذكية.

’’قَبْلَ أَنْ تَرتطمَ الفكرةُ بالأرض - قبْلَ أنْ تفوحَ رائحةُ الطين- تَجولتُ في سوق الوشايات- أحملُ ضياعي أقتلُ نفسي- أنا هابيلُ وقابيل،- اَدمُ أنا وحواءُ - نسلُ الخطيئة - وزواجُ السوسن من بيت الطيوبْ.

لعلي في نَسْغ الصنوبرة أو الأرزة - في طَمْي النيل أو قاع التايمز - لعلي ريشةُ في جناح غراب ذرةُ مطمورةُ في رماد منجم فحمٍ صيني - بعض ُ فاكهةٍ أفريقيةٍ أو جذعُ معنوي غالبا، كما يتمثل في قصيدةتكشف مجال حركة الذات، وهو مجالالملمح الاَخر للصيغ الفعلية أنهابولاق. فزاعةٍ في كتابٍ عتيقٍ من مطبعةالفرعوني الخالد/ يتلقّى أوامرَه منبمعتقداته الوثنية - ونَشيدهجيش ُ يتمطّى بزيه الحشيشي-عند أعتاب المشهد السوريالي-الكولونيل) بالمشهد السوريالي. ما يصفه الشاعر في قصيدة (حكمةُالبنائية في واقعة ما أو مروية لتشكيلالغالب على إعادة إنتاج بعض العناصروأماكن وأسماء، والتوظيف قائم فيلوقائع تاريخية وسرديات مختلفةومتواصلة، تشتمل على توظيف إشاريتحولات مشهدية، حركة متغيرةكثافة التصوير الذي يعتمد علىملمحين بارزين في الديوان، الأول هوتنتشر الصيغ الفعلية التي تشير إلىالإنسان والطبيعة والتاريخ. المجالات الدلالية المختلفة، مجالاتالعالم وعلاقات متشابهة بينقصيدة إلى أخرى موقفا ثابتا منديوانا متكاملا إلى حد ما، يُنمي منالواحد اعتبار المجموعة الشعريةالقصائد، وتبرر مع غلبة الصوتوالكائنات بنشوة صوفية تقود أغلبهذه الروح المتماهية في الكونالمطر). الهادي- (سُلالتي الريح وعنوانيالشمالي- أو نهارُ يشرقُ فوقَ المحيطشجرةٍ في بنما، ظلامُ يغطي القطبَ

(منحْتُ غبْطَتي للجبل) حيث يلهث القاريء وراء صيغ من مثل(حَدّثتُ الغبارَ - كَلمْتُ الندى- فَسّرتُ للأخضر- سألتُ النرجس َ- مدّدتُ يدَ النسيان- طاوَعَتْني السُفوحُ- فهمتْ وقوفيَ الأطلال- استعدّتْ للعَناء حَيواتُ النشوة- بتّ ساكناً- تأنيتُ- تشبثتُ بالسكون- هَززتُ غُصنَ البرق- قطفتُ كُمَثْرى النار- اندلقتْ غيمةُ زرقاءُ في كلماتي)، لكن الاستراحات المؤقتة التي يفتحها الشاعر في نهايات المقاطع تُعيد تشكيل حركة القراءة، وتقودها في اتجاهات إيقاعية متميزة تستحق وحدها- سواء في القصيدة أو الديوان كله- تفصيلا يبين خصوصية العلاقات الصوتية بين الأسطر والمقاطع.

في(سلالتي الريح. . عنواني المطر) استطاعت عناصر التشكيل الجمالي(اللغة، التصوير، والإيقاع) أن تؤسس موقفا واضحا قدمته الذات الشعرية للقارىء، وهو موقف غير مُقيد بظرفية واقعها، بل يتجاوزها إلى أفق أعلى يسمح بنوع من المراجعة الفنية، التي قد تُفهم خطأ على أنها تراجع سياسي، كما يبدو في القصيدة الأخيرة- الأجمل في تقديري برغم عنوانها المُخادع (قصائد ليست شعرية)- والتي تُجمل تفاصيل الموقف الشعري في أحدث عناوين موسى حوامدة، وأكثرها تعبيرا عن جماليات خبرته. . كانوا يشربون الشاي - ليس شعرياً ما كانوا يفعلون، - كانوا يسترجعون الماضي- ليس نثرياً ما كانوا يعملون، - كانوا يأكلون خبز الطابون - ليس مدهشاً كذلك، كانوا يَدهَنونَ الليلَ بذكرياتهم - بدأتَ تأخذُهم للقصيدة - ما كنتُ أنوي أن أكذبَ عنهم - كانوا لا يفعلون شيئا. - أرفعُ القصيدةَ عن كاهل الأرض ، - لن أقللَ من شعريتها بذكر رفح وخانيونس - وزياد البردويل أو هدى غالية، - لن أُمررَ خطاباً سياسياً من باب الشعرية - لن أفعل ما يسيء لشعبي - وهم يرفعون الليل وحدَهم بلا موسيقى - أو نجوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذات إنسانية تحاول أن تتماسك أمام تناقضات العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثقافة.. وجهنا أمام العالم
» نداء للاعتصام أمام وزارة الثقافة‏
»  المورد الثقافي يفتح باب التقدم أمام المشاريع الإبداعية
» لو كان العالم /بولس ادم
» العالم يحتفل بافتتاح جروحي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: دراسات أدبية-
انتقل الى: