منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
انت غير مسجل
تفضل بالدخول او التسجيل معنا
منتدى ابن امسيك للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابن امسيك للثقافة

منتدى ابن امسيك للثقافة يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جوقة التماثيل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد اكويندي
عضو فعال
عضو فعال
محمد اكويندي


عدد الرسائل : 93
الحالة : قاص مغربي
نقاط : 32038
تاريخ التسجيل : 20/11/2006

جوقة التماثيل Empty
مُساهمةموضوع: جوقة التماثيل   جوقة التماثيل Emptyالأحد فبراير 24, 2008 8:43 am

جوقة التماثيل
بخطوات ثملة شيع تماثيله العمودية التي لا تكف عن التحديق.
بطيئا استدار النحات، كأنه يقيس المسافة الفارقة بينه وبين مخلوقاته.
التمثال النصفي المتناهي في النحافة، كأنه شبح يتحرك في عزلة ضائعة.
كيف يبدو هذا المخلوق بقدمين؟
حرك فيه الفراغ المهول، هذا السؤال القلق.
نقر (( الكونفا)) نقرات أسى وحسرة، معترفا لنفسه، بصعوبة نحت العين عن رسمها.
قرص بوصة الكتلة الطينية عاجلا كفيه لا تتوقفان على تكويرها، وكأن الأمر لا يعني، إلا لوك أفكاره-هو- لعله يجد منفذا لتمريرها الصائب... وجدها فكرة النموذج الأصلي*
تنهد بارتياح، ثم خلص إلى كأس الريكار الأولى، والتي أعقبتها كؤوس أخرى، حين أفرط في الشرب، كان خمره يرقى به إلى الوعي الإشراقي بالعالم، وعالمه لم يكن مختبره فقط. كان أيضا، رؤية جوقة تماثيله العمودية، السابحة في الفراغ، والتي تلاحقه بعيونها النافرة، كأنها تود الانقضاض عليه وتلقينه فن –النحت- كان مظهرهم المتوثب الحازم، وملامحهم الحادة، تذكره هو الخالق:
" بقصة ذاك الفارس الذي ظل يصارع في الغابة طيلة الليل فارسا مجهولا كان هو نفسه..."
تحسس بيده كتلة من الطين بل وجه التمثال المسطح: إن جسم النحاتين شخوص في تماثيل، نطقت التماثيل وتحركت، فهل يتوافق شخص حي مع تمثاله في تدبير مخاطبات وعلاقات؟
نأت الجوقة بنفسها مطرقة رؤوسها نحو ركن المختبر. وحتى لا تتفشى مفارقات ساخرة بين تماثله.
خاطب النحات التمثال المتناهي في النحافة:
أنت النموذج الأصلي؟ ( بمعنى)
.....................................................................................
أنا، أنت؟
( رد التمثال- ثودا- المتناهي في النحافة)
أتجعل مني ضغينة متقدة تسعى بقدمين ؟
أود فقط حفر ملامحي على وجهك المسطح.
استدار (( ثودا)) نصف دورة، ورد:
أنا لا أود أن أكون مريضا بالبارانويا، داخل الجوقة.
(بغضب عقب).
وأنا كذلك لست مزمعا أن أقتل ملامحي ونفسي في حجر أصم.
حين التفت التمثال ((ثودا)) ناحية خالقه، يا للفظاعة يا للهول كان يمتلك وجهه وشكله تماما.
ألقت التماثيل نظرات استغراب وتعجب... ثم كفت عن تقعير الفراغ، فعرجت أقصى ركن المختبر، وهي تسر لبعضها: "ماذا لو كان الثنائي المضحك رمزا يخفي وراءه شيئا آخر؟
حين انحسر السجال الدائر كطوق في أعناق الجوقة، والذي كان يرد بلسان الفضول: "أنا منقذ ماء وجه خالقي" وقد طارت كلماته- الذبابة المزنة- من المختبر إلى مكان النشوة، فحطت فوق أرنبة أنف النحات" فاهتاج خياله، على فكرة ((الغوليم)) الذي نما وكبر، حتى أصبح أطول من سيده، لدرجة لا يستطيع الوصول إليه. فاهتدى إلى حيلة ربط خيوط حذائه، ينحني ((الغوليم)) ليهوي عليه السيد بمطرقة الغضب التي حولته إلى حطام**.
ترتعد فرائص التمثال ((ثودا)) وهو يقرأ أفكار، ومكر سيده، فيدرك أن موته محقق، ثم يتنهد قائلا: "لو تركت الفضول يتفاقم لتفاقمت حيل السيد."
تنأى الجوقة بنفسها خوفا من مطرقة الغضب، حتى لا تتحطم بدورها، وهي تترنح، وتترنم بلحن شجي:
تماثيل وأشباح تمر
وتنقضي وتفنى جميعا
والخالق باق.
أسرع(( ثودا)) لينجو بنفسه إلى نحت ملامحه على وجوه الجوقة، بيضة تشبه بيضة، صارت الوجوه، وقد موهن بقسماته.
متعجبا صاح النحات/ أيكما((ثودا))؟... بهزء رد الطين المجوف، نحن المرآة/ أنظر إليها، وما انعكس على سطحها، ذاك الأصل الذي استنسخت منه العشرات/ أسقط في يده، وأسقطت منه مطرقة الغضب. جاثيا على ركبتيه مشايعا التماثيل وقد موهن بالتشابه للصفات.
فجأة، صوتت حشرجة قوية من جوف الحجر، على إثرها ارتفعت هالة من التراب، حين انقشع نقع الغبار، امتدت يد صوب النحات. لينجو ((ثودا)) بنفسه، أسرع لنحت ملامحه على جميع وجوه الجوقة..
بيضة تشبيه بيضة صارت الجوقة.
حين تشابهت عليه الصفات، بغضب صاح النحات: أيكما ((ثودا)).؟
بهزء رد الطين المجوف نحن المرآة أنظر إليها، انعكس عليها، ذاك الأصل الذي استنسخت منه العشرات، اختفت المجسمات أسقط في يديه، وأسقط منه مطرقة الغضب،جاثيا على ركبتيه، متداعي الأطراف قبل أن يفيق من تأثير هذا الاختفاء عاد التمثال للظهور، رغم أنه لم يكن مكتملا ظهر جدعه أولا، ثم أخذت الأطراف تنبت حوله شيئا، فشيئا، مثلما يحدث في تحميض الصور.. تفقد مختبره.. الكونفا لا زالت قابعة في مكانها، سمع الريح تصوت في جوف المجسمات الطينية، وقد اصطفوا هناك صفا.. يتقدمهم ((ثودا)) في قلب الكونفا وهو لم يتخلص بعد من زوائد الحجر وحدها قنينة الريكار التي نفذت عن آخرها.
*القرين بالمفهوم الصوفي
** من أسطورة القابلا

http://mohammedgouindi.malware-site.www/


عدل سابقا من قبل محمد اكويندي في الخميس مارس 13, 2008 11:34 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم أحمد
عضو فعال
عضو فعال
مريم أحمد


عدد الرسائل : 111
نقاط : 31455
تاريخ التسجيل : 17/03/2007

جوقة التماثيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: جوقة التماثيل   جوقة التماثيل Emptyالخميس مارس 13, 2008 11:31 am

يبدو أن الحكواتي اكويندي قد نحت هذه القصة بذات الروح المبدعة التي نحت بها الفنان مخلوقاته
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن برطال
مبدع جديد
مبدع جديد
حسن برطال


عدد الرسائل : 5
نقاط : 29335
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

جوقة التماثيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: جوقة التماثيل   جوقة التماثيل Emptyالإثنين أبريل 28, 2008 7:21 am

الصديق المبدع محمد كويندي .. تحياتي إليك و إلى إبداعك الجميل ..
أخوك حسن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جوقة التماثيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابن امسيك للثقافة :: منتدى القصة و الرواية-
انتقل الى: