(حاولـــي أن تلدينـــي مرةً أُخـــرى )
(1)
ولدتُ في بُرج القوس
برج المجانين
الذين قرروا
أن يسرقوا من بين عينيكِ النــار
( 2)
أصبحت صنعــاء قاسيةً جداً
أصبــح البردُ شديداً فيهــا
ولم يبقَ سوى عينيـــكِ
مأوىً لــي
يــا أحلى جميــع الفاتنــات
(3)
وحدهُ
وحدهُ وجُهــك
تلتقي فيه الحضارات
ويقتحـــم التاريخ
من كُل الجهــــات ..
وحدهُ وجهكِ
يكتبني وأكتبهُ
في ثنايا الصفحات..
(4)
وحدهُ
وحدهُ وجُهك
يدخــل في تفاصيـــل حيــاتي
ويجلس كالأرنــب بين الكلمــات
يأكل الفتحــة
يأكل الضمـة
يأكل الكسرة
ثم يركض هاربــاً
نحو الفرات
آه .. كم دوخنــي وجهُكِ
يا أحلــى ويا أغلـــى جميــع الفاتنات
(5)
صِرتُ مجنونـــاً
وكل براقعــي سُرقت
وأحلامــي
وضاعتْ أمنياتي
وضاعت كُتبــي
وضاعت أقلامــي
وحبري .. ودواتــي
وضاعت فرشــاتي
وجفتْ ألواني
وإني خائفٌ جداً
فخبيني
تحت أهدابكِ
أو تحت قفطانِكِ
أو بين ألوانـــكِ
أو ضعينــي أيقونـــةً
في جفون اللوحـــات ..
(6)
حاولــي
حاولي أن تلدينــي مرّةًً أُخــرى
أيا امرأةً
لا تُسمــى
بل وفوق التشابيــه والتسميـــات
حاولي .؟!!
حاولي أن تُصبحي أمــي
لأيــامً .. أو لســـاعاتٍ . ..
أو لبعض اللحظات
أيــاامرأة
لا تُحيــط .. بل وتتحدى
تفاصيــلها المفردات
أخبريني ..؟!!
ماالذي أقدر أن أفعلهُ وحدي
من غيـــر أمٍ ..
ومن غيــر وجهكِ
في محطــات الشتــات ..
هايل علي المذابي