مصاصوا الدماء
ضغط على عينيه بكلتا كفيه ..فركها بقوة .أمعن النظر من جديد يتفرس الوجه المنساغ للحديث قبالته على تلك المائدة الدائرية ، التي تجمع خمسة أفراد بحقائب ديبلوماسية ..، لم يصدق أنه هو..!.
جلس في ركن من المقشدة ، طلب من النادل قهوة سوداء..سحب من جيبه الصدري علبة الجمرة الخبيثة من النوع الرديء .استعمل واحدة وبدأ ينفث دخانها بنهم وعيناه شاخصتان في الوجه المشبوه..
هو...لا ليس هو........هو ..ليس هو.....!.هو هو بالذات ،..
وكأنه تأكد بالفعل فأصبح الرجل برأسين...!!
رأس تستنهضه ليداهم الوجه..
ورأس تتردد في حيرة ..
قام .....وجلس.....قام...وقعد..!! قام .ورمى خطواته القصيرة نحوه ..داهم الجماعة وبادر بالتحية(السلام عليكم)..لم يرد عليه أحد لأنهم منهمكون في الكلام..
ربت على كتف صاحبه التفت اليه الوجه مبتسما ..فانزعج مستيقظا يتصبب عرقا..!!..
بدون شك كان متعبا..
كنت حينها ما زلت مستلقيا على ظهري وعيناي على الشاشة تتابع مسرحية( الشلاهبية) فقمت واندفعت نحو نحوه ..وقبل أن أستفسره بادرني مرتبكا..أجحظ في عينيه وأمرني بأن أعري له عن أنيابي ...فضحكت بهيستيريا فائقة ..
شد على رأسه براحتيه ..ابتسم بعدما استدرك وعيه ..وقال"
رأيتك قبل قليل بأنياب طويلة ..رفقة وجوه مزيفة..وألقى رأسه على المخذة ..واسترخى.
علمت أن صاحبي كان يعيش كابوسا (هتشكوكيا)