د.كمال يونس عضو فعال
عدد الرسائل : 89 Localisation : مصر الحالة : ناقد و كاتب مصري نقاط : 32291 تاريخ التسجيل : 23/03/2007
| موضوع: بصراحة مع الناقد الكبير الأستاذ عبد الغنى داود الأربعاء سبتمبر 05, 2007 11:47 am | |
|
عبد الغنى داود الأديب المصري والناقد الفني صاحب العطاء الوافر والإنتاج المتميز ، قدم للمسرح 15 مسرحية شجر الصفصاف ، الخليفة ، الزفة ، تنويعات هلالية ، الموكب، أطياف الخيال ، الجازية الهلالية ، السفيرة عزيزة ، حلم الأباريق الفخارية ، ديوان المظالم ، الغرق ، السيل ، الموكب ومسرحيات أخرى ، وحصل على عدة جوائز منها جائزة مسابقة المسرح بالثقافة الجماهيرية 1987 عن مسرحية غريب في بلبيس ، وجائزة أبى القاسم الشابى بتونس 1994عن مسرحية اللعنة من فوق المنبر ، وجائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب في الثمانينات ، وفى النقد المسرحي له كتب الأداء السياسي في مسرح الستينات ، زكى طليمات ، بيرم التونسي قيثارة الفن، ، وفى النقد السينمائي من أجندة السينما المصرية الراحلون في مائة سنة ، هند رستم والطريق إلى النجومية ،مدارس الأداء التمثيلي في السينما المصرية ،القاهرة في السينما التسجيلية ، القاهرة في السينما ، مصر مائة سنة سينما ، وله عدة ترجمات مسرحية كرنفالية ، ملك الغرفة المظلمة ، كيبس ه. ج. ويلز ، خمس مسرحيات نو حديثة يوكيوميشيما، ميلاد التراجيديات لنيتشه، وفى مجال القصة القصيرة ذبابة زرقاء ، من حكايات المغنى ، صاحب قضية الضوضاء ، المعجزة ، الغرق ، المظروف الأبيض ، عدا برامجه الإذاعية المميزة في السينما والمسرح والأدب . وكان لنا معه هذا الحوار عن المسرح أحواله وهمومه. ـ ما تقييمك للمهرجان القومي الثاني للمسرح المصري من منطلق متابعتك للعروض والنتائج ؟
*الإيجابية التي تجلت في بروز فكرة إقامة مهرجان قومي للمسرح ، ولكن السلبيات تتجسد في طبيعة الكيان البيروقراطي الذي يدير ويهيمن على مقدرات الحركة المسرحية في مصر ، فهناك انقسام بين لجان صياغة لائحة المهرجان ، وبين لجان المشاهدة التي تختار العروض المشاركة في فعاليات المهرجان أو على هامشه، وبين لجان التحكيم التي قد تكون متنافرة أو متسقة ، إذ أن معيار اختيارها إنما هو حسب الأمزجة والأهواء الشخصية ، والضغوط من أعلى والمحسوبيات. وهل حققت الجوائز الهدف من المهرجان نحو الاتجاه للارتقاء بفن المسرح ؟
*أنا أرى أن عرض إكليل الغار على سبيل المثال لمؤلفه أسامة نور الدين الذي لم أتشرف بمعرفته من قبل إنما هو نوع من التمرين على الكتابة المسرحية ، وهو في جوهره تشكيلة من مسرحيات غربية مختلفة مثل كاليجولا لألبير كامى ،والتراث المسرحي الإغريقي ، والشكسبيريات ، وهو نص لا يحمل خطابا واضحا بل يحمل في طيا ته استعراض لقدرات كاتبه على الصياغة المسرحية ، بما لا يمس الواقع المصري أو العالمي ، ولا يتناول قضية ملحة على الساحة المصرية أو العالمية ، بل ناقش قضايا بيزنطية جوفاء ، مليئة بالعنف والقتل والانتحار والذبح وكأننا في موكب الذبائح. ثم أنه ليس هناك مؤلف صاعد ولا غير صاعد ، المحك الأساسي هو في إجادة وجودة التأليف ، وبراعة الكاتب في الكتابة المسرحي، قد يوجد كاتب مشهور ولكنه لا يجيد فن الكتابة للمسرح ، وأتصور أن رشا عبد المنعم التي قاسمته الجائزة ليست كاتبة مسرحية بقدر ما هي معدة كما حدث في عرض الموقف الثالث لطارق الدويرى. ولكن خليل مرسى الحاصل على جائزة أحسن ممثل دور ثان يستحقها بالفعل فهو ممثل متمكن من أدواته ، يبتكر في فنون الأداء ، ويجسد الشخصية بوعي كامل وفهم عميق . وتقسيم الممثلين إلى ممثل محترف وصاعد فكرة خاطئة في تصوري ، لأن الممثل هو الممثل ، وفن التمثيل لا ينقسم ، لأن فنون الأداء واحدة ، سواء أكان الممثل هاويا أم محترفا أو صاعدا أو عجوزا ، فالبراعة في الابتكار والإبداع الذي ينبع من الاجتهاد بغية التمكن من فنون الأداء ، شادي سرور حرص على النص ، حتى لو كان النص غير أصيل ، ولا تتوفر فيه الأصالة ، لكن عفت يحيى تحرص على الشكل الذي يزول بمجرد انتهاء العرض ، فلا يبقى من العرض شئ، لا معنى ولا مضمون.
ـ تضمنت عروض المهرجان عرضا للرقص المسرحي الحديث فما رأيكم في ذلك؟
* نعم عرض عنبر رقم 1 من عروض الرقص المسرحي الحديث وهو فن مستقل بذاته ، أما فن التشكيل الحركي الكوريو جرافي يختلف كونه عنصرا من عناصر العرض المسرحي، هناك خلط بين كلا الفنين,أعتقد أنه كان الأجدر بلجان المشاهدة ألا تدرجه ضمن مسابقة المهرجان
ـ هل لديك أية ملاحظات أخرى على جوائز المهرجان؟
* نعم ومنها أن شهادات التقدير إنما هي نوع من المجاملات التي قد تأتى بنتائج سلبية ، فالتشجيع للذي لم يتمكن بإمكانياته قد يخدعه ويصوره على أنه قادر ومحترف ، لكنني أرى في حصول المخرج حمدي طلبة المخرج الموهوب لعرض منمنمات تاريخية لفرقة بنى مزار المسرحية يستحقها فعلا لأنه قدم عرضا متميزا لا يقل براعة وإجادة عن أي عرض للمحترفين في فرق القاهرة ، وأتصور أنه قد ظلم لعدم حصوله على جائزة ، ويكفيه ما لاقاه وأصحاب عروض الساعة السادسة في مسرح العرائس بالذات من ظروف سيئة وقد خلت تلك العروض من الجماهير وهو إن لم يكن أحسن عرض فهو من أحسنها.
ـ هل تجلى فكر الشباب واتضحت معالمه من خلال عروض المهرجان؟
*هناك نوعان من الشباب ذلك الحريص على الخطاب المسرحي القائم على نص مسرحي قوى ، وتلك ندرة ، أما الأعم فهي تلك المجموعة المنبهرة المخدوعة بزيف الشكلية في عروض المسرح التجريبي الوافد ، والتي تركز على مجموعة من الألاعيب التقنية المخادعة ، التي لا تحمل أي معنى بين طياتها،بل وتخلو تماما من روح المسرح ، وبشكل عام فإن مستوى العروض الشبابية لا يرتقى إلى مستوى التفهم الواعي للمسرح الأصيل لأنه مشوش ، وبصدق فأنا كلى خوف على ذلك الشباب الذي لا يقرأ ولا يتثقف ، ويهرول وراء التقاليع والموضات الوافدة انبهارا بها بلا دراسة ولا تعمق ولا وعى.
ـ ما تقييمك لعروض المعهد العالي للفنون المسرحية والتي شارك بها في المهرجان ؟
* كلها عروض ريبورتوار من المسرح العالمي والمصري ، آنا كريستى ، راشو مون ، وأعتقد أن هذا متوافق تماما مع دور المعهد ، ولكن كان من الممكن أن يقدم عروضا من المسرح المصري الأصيل عرضا أو اثنين تتماشى مع الواقع من حوله.
ـ وكيف ترى مركز الإبداع ؟
* ورشة مسرحية جيدة قدمت العاصفة لشكسبير ولكنها عروض في إطار التجربة وليست عروضا جماهيرية.
ـ والجامعات؟
* شاركت بنصوص ضعيفة وقد اعتمدت على تصورات مخرج مبتدئ، والميزة الوحيدة في عروض الجامعات هي تقديم طقوس الإشارات والتحولات لسعد الله ونوس.
ـ وماذا عن فرق الهواة ؟
* خلت عروضها من الجمهور وعرضت في ظروف سيئة ( عروض الساعة السادسة ) ، ومنها الجمعية المصرية لهواة المسرح ، ورغم كثرتها لم تشارك سوى فرقتين بعرضي باباي يا عرب ، عرقي ، وهى عروض متواضعة جدا.
ـ والثقافة الجماهيرية ؟
* مكسبها الوحيد في عرضها لفرقة بنى مزار ، وذلك الجهد الرائع المبذول في عرض أوبريت العشرة الطيبة.
ـ كيف ترى العروض التي شارك بها البيت الفني للمسرح ؟
* أساء القائمون على البيت الفني للمسرح اختيار العروض ، وأولها اخلعوا الأقنعة تأليف وإخراج لينين الرملي ، وبقية العروض كانت عادية لا ترقى لمستوى المهرجانات. ـ ناشد الفنان السوري الكبير در يد لحام عضو لجنة تحكيم المهرجان إدارته بضرورة الاهتمام بالمؤلف المصري، فما رأيكم في هذا؟
* أتفق معه كلية فلدينا أكثر من 300 مؤلف بحاجة إلى من يكتشفهم ويبحث عنهم ويخضع أعمالهم لورش مسرحية وتجارب على خشبة المسرح لكن للأسف الحصار حول المؤلف شديد ولم يتمكن من الإفلات إلا القليل ممن لهم واسطة أو محسوبية أو هبطوا بالباراشوت لمصالح أو ابتزاز ، أو ضغوط ميتا فيزيقية ، أو ظروف خفي، ولا أتفق مع ما ورد في مقال المذيع الممثل الصديق طارق عبد الفتاح من نضوب معين التأليف والإعداد بعد موت أناس بعينهم ، فهو لم يقرأ خريطة الكتاب في مصر والعالم العربي ، فالسبب الحقيقي لأزمة كتاب المسرح يكمن في ذلك النظام البيروقراطي الذي يسمح للندرة بالظهور ، وينفي معظمها عن ساحة الإبداع ، ومصر مليئة بكتاب المسرح الموهوبين .
ـ وما تقييمك لأداء د.شرف زكى كرئيس للبيت الفني للمسرح ؟
* بدعة الريبورتوار واللهاث وراء عرض المسرحيات التجارية التي حققت بعض الإيرادات خدعت أشرف زكى ، ورغم تقديري إياه إلا إنني لا أرى أي داع في جمعه بين منصب نقيب الممثلين ، ورئاسته للبيت الفني للمسرح لأنه بذلك يصبح الخصم والحكم، وبوجه عام فإن المسرحيات المقدمة في عهده ليست بأي حال في مستوى العوض الجادة الجيدة التي تحسب في تاريخ المسرح المصري .
ـ قال أحد النقاد أن المهرجان فشل في اكتشاف أو كشف النقاب عن مؤلفين جدد ولم يقدم رؤية مستقبلية؟
* اتفق تماما مع هذا الرأي وعلى أشرف زكى أن يعيد النظر ويتأمل هذا الرأي بعين الاعتبار.
ـ ما هو تقييمك للإقبال الجماهيري على العروض ؟ * إقبال خادع ومخادع ، خاصة في عروض الفرق التي ترتبط بجهات وفئات معينة ، مثل الشركات والفرق الحرة أما الثقافة الجماهيرية فقد ظلمت حقيقة.
ـ ماذا قدم المهرجان للشباب هواة المسرح وفنانيه؟
* أعتقد أن المهرجان لم يقدم ما كان الشباب يحتاجه وينظره منه من دعم وإتاحة فرص ورعاية مواهب وكشفها ، وإتاحة فرص لممارسة التمثيل أو فن المسرح من خلال منح للدراسة بأكاديمية الفنون أو ارتياد ورش فنية. ـ قال فيصل ندا أن مسرح الدولة في مصر قد سحب البساط من المسرح التجاري بجذبه للنجوم الذين حققوا أعلى الإيرادات ؟ * أحب أن أقول لفيصل ندا أن النجوم لم يحققوا لا أرباحا ولا إيرادات مأمولة بمسرح الدولة بل على العكس تماما حققوا خسائر فادحة ، ومن المثير للسخرية أن مصر مليئة بالنجوم المزيفة وهم كثيرون وليس هناك لا أزمة ولا مشكلة .
ـ ما سر التراجع في الحركة المسرحية ؟
* انصراف الجمهور عن المسرح التجاري مسرح الترفيه والتسلية تحت وطأة المناخ العام والأزمة الاقتصادية والمالية ، وأيضا كون المسرح يخضع في إدارته للإقطاع للبيروقراطي الذي يجثم على أنفاس المسرح وكاهل الحركة المسرحية ، لا يصلح لإقالة المسرح من عثرته ، لخمسين عاما أو يزيد ونحن نتحدث عن أزمة المسرح وأزمة النصوص | |
|