خيبات لضمير منهك

خيبـات لضميـر منهـك.

هـذا المســاء
صهيل الذات يمشي أرقـا
عند النهريـن
خيول الزمن تشتعل حوافرُها
لا مـاء تحويـه خريطـتي
لا حـريـقا هنـا
لا متهـما هنـاك
سـوى النـواح
لهـذا..
لا تهمني قبـعات الجنـود
المتبقية من حرب طويلـة
لا تفجيـرات نيويـورك
ولا خـطابات بـوش
لا دبابات أمريكا و لا سجناء غوانتنامو
لا يهمني عويل النسـاء
و لا عيون الأطفـال
وهي تطارد القنابل الذكيـة
لا بيانات الشيوعيـين
على صفحات الانترنيت
ولا أسعار البتـرول
تصعـد أو تهبـط..
لا يهمـني
أ مـات الماغوط
على سريـر أم على أريكـة
أكان يسمع لأم كلثوم أم يقـرأ سورة يوسف..؟
لا يهمني كيف أغرقت شهـرزاد
شهريار في حكاياها الطويلـة
تواطئا أم انشغالا عن بـرود جنسي..؟

لا يهمني كيف يعد النـادل
قهـوتي المـرة؟
ولا كيف يصب خمـرتي؟

لاتهمني ثرثرات النـاس في الشارع
والظهور بمظهـر بهلوانـي
على شاشة التلفـاز
ولا صوت المذيـاع
لأني أعرف جيدا سحنته الغبيـة
لا يهمني هاتـف صديقـة
تريد أن أضاجعها وقت النهـار.

هـذا المسـاء
سأعيد النظر في كامل حياتـي
سأغير طريقة تعاملي مع الآخر
وأمزق أجندتي المستقبلية
وربما جربت أن أتخلف عن الحضور في الوقت المحدد.

لا يهمني رأي غاليليـو
عـن دوران الأرض
ولا حكـاية ثقب الأزون
لا يهمـني
ماذا سيقوله إبني حين يكـبر
ولا كيف ضيعت ابتسامتـه
بجلوسي على كرسي مكسور..؟
و لا كيف سيتبول على ذكري..؟
لأني أنا المسؤول أمام وجه الليل
أنا من سمحت للأخطبـوط
أن ينمو بين ضلوعي في كلام المقهى
وفي شباك الصياديـن
سمحت للباسي أن يخذلنـي
في بداية الطريــق
ويخنق أنفاسـي
سمحت للغيب أن يطهر حلمـي
و للحروف أن تفخخ فقرهـا
عند جمرك الحـدود
وللقصائد أن تخفي آلامـي
تحت سـرير الطفولة الجريـح
فـي صــوت العصافيـر..