خبر ثقافي
(ترجمتُ لكَ) بجُزئيْها الأول والثاني:
موسوعة أنطولوجيّة جديدة للأديبة د. أسماء غريب
*
صدرَ حديثا (أيار 2018)، في العراق عن دار الفرات للثقافة والإعلام، وباللّغتين العربيّة والإيطاليّة الجزءان الأوّل والثاني من (ترجمتُ لكَ)؛ وهي موسوعة أنطولوجيّة تتكوّن من عدّة أجزاء، سهرتْ على ترجمتِها وإعدادها والتّقديم لها الأديبة المترجمة والناقدة د. أسماء غريب، وجمعتْ فيها بين فنون وأجناس أدبية مختلفة كالشِّعر والمسرح والنقد والقصة والمقالة.
وقد ضمّ الجزءان الأوّل والثاني منها، إحدى عشر مجموعة شعريّة قامت أسماء غريب بترجمتها لشعراء معاصرين من مناطق مختلفة من العالميْن العربيّ والغربيّ والآتي ذكرهم كما يلي:
* من إيطاليا: فابيانو ألبورغيتّي بديوانه (الضّفّة المعاكسة)؛
* من المغرب: كلّ من د. محمّد نجيب زغلول ود. أنس الفيلالي بديوانيْهما (مدائن يسكنُها البحر) و(نشيد المقبرة)؛
* من العراق: وفاء عبد الرزّاق بديوانها (من مذكّرات طفل الحرب)، وجبّار الكوّاز بمجموعته الشّعرية (ورقة الحلّة)، والعارف الحروفيّ أديب كمال الدّين بديوانه (أربعون قصيدة عن الحرف)، ثمّ خالد خشان وسعد الشلاه بدوانيْهما (سيرة الطائر الوحشيّ) و( تانغو ولا غير)، الذي هو في الوقت ذاته مجموعة شعرية مشتركة بين الشلاه والدكتورة غريب.
* من مصر: منال سرّي بديوانها (تباريح العشق السريّة)؛
* ومن سوريا: كلّ مِن مريم نجمة والأديب التشكيليّ صبري يوسف بديوانيْهما (مدارات الكلمة) و(السلام أعمق من البحار).
جاء الجزء الأول بطبعة أنيقة وفي 659 صفحة من الحجم الوزيريّ، أمّا الجزء الثاني فجاء في (785) صفحة. وتقول الدكتورة أسماء بصددهما، إنّ عملها الترجميّ قد كلّفها الكثيرَ من الجهد والتّعب والسّهر على مرّ سنوات قضتْها في العناية بإبداعاتِ قاماتٍ أدبيّة جادّة ورصينة اختارتها بصبرٍ ودقّة شديديْن.
وتضيف في مقدمتها لهذا العمل الأنطولوجيّ قائلة: "رحلتي مع اللّغة الإيطاليّة هي رحلة إنسان خيميائيّ عارف، دخلَ إلى تنّور الحرف وأغلقَ عليه فيه، ثمَّ جلسَ يُراقبُ كلَّ التحوّلات التي كانت تحدُثُ داخلَ القِدْر الكبيرة. لقد كُنْتُ أنا تلكَ القِدْر، وكانتِ اللّغةُ ومازالت لليوم قُوتِي وخمرتي اللّذيْن بهِما اكتشفتُ أنّ الكلمةَ كائنٌ بيولوجيّ حيّ تتشكّلُ على ضوء جيناته اللغويّة معلومات تتوارثُها الإنسانيّة من جيل إلى آخر، وهذا ما يفسّرُ كيفَ أنّ اللغةَ الإيطاليّة ملكتني قبلَ أن أملكَها، وسكنتْني قبل أن أسكنَها، وعشقتني قبل أن أعشقها، عشقاً لم أستطع أن أعبّر عنه إلّا من خلال هذا العمل الموسوعيّ.
في تنّور اللّغتيْن؛ العربية والإيطاليّة رأيتُ عقلي واحترمتهُ، وتوطّدَتِ العلاقةُ كلّ يوم أكثر فأكثر مع قلبي، وأصبحتْ خلايا جسدِي تحدّثني بلسانٍ جديد وتحثُّني كلّ يومٍ على التزمُّلِ بجَلَدِ العارفين وتعمِيم الرأسِ بصبْر المُحبّين، لأنّها كانتْ تعرفُ أكثرَ من أيّ مخلوق آخر أنني كنتُ وما زلتُ أعملُ لوحدي، وأُعَلّمُ نفسي بنفسي، وأقرأُ دونَ كللٍ ولا ملل، وأفكُّ طلاسمَ الحرفِ، بغيةَ إعلاء صرحِ جسدٍ لغويٍّ آخر بعمارة وهندسة جديدتَيْن اقتداءً بسادة المعمار والبناء
الكونيّ الأول؛ أنبياءَ الرّحمن شيتاً وإدريس وإبراهيم (عليهم السلام)؛ جسد اخترتُ لهُ بدقّة فائقةٍ النّصُوصَ التي أصبحتْ حجَرَ الأساسِ واللّبنات التي رصصتُها الواحدةَ تلو الأخرى مع حرصِي الشّديد على أن تكونَ طينتُها من ذاك النّوع الذي يحتفي بالإنسانِ وبالكلمة، بل بالحرف وسيّدتهِ النّقطة الحافظة لأسرارِ الخلق والخليقة، والتي علّمتْني كيف في كهف الخلوة الخضراء والصّمت العميق تتوهّجُ ليالي العارفين بسرّ ((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ))".
وتجدر الإشارة إلى أنه قد صدر للأديبة أسماء غريب لدى دار الفرات، أعمال أخرى في النّقد والقصة والشّعر، منها (كواكب على درب التبّانة) و(99 قصيدة عنكَ)، و(أنا رع)، و(مالم تبح به مريم لأحد، ويليه متون سيّدة)، و(مقام الخمس عشرة سجدة).