يستقبل المغرب الثقافي، في كل دورة من دورات المعرض الدولي للكتاب والنشر، دولة شقيقة أو صديقة أو عددا من الدول المحورية كضيف شرف، بما يسلط الضوء على إسهامها الثقافي والمعرفي والفكري والفني، عبر برمجة متنوعة وغنية. وفي الدورة الحالية (دورة 2016)، وقع الاختيار على دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، لما يضطلع به هذا البلد العربي الشقيق من دور محوري هام ومكانة ريادية رفيعة في سبيل إغناء وتطوير ودعم الحركية الثقافية في منطقة الخليج العربي بوجه خاص، وفي المنطقة العربية عامة.
ومما لا شك فيه أن إسهام دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم وإشاعة ثقافة الحداثة والتنوير والتجديد، إن من خلال ما تجود به مطابعها على القارئ العربي من منتوج ثقافي وفكري وفني راق، أو عبر انخراطها المؤسساتي الفعال بتخصيص جوائز تحفيزية رفيعة، تكافئ بها الأقلام الجادة والمجيدة على امتداد الجغرافيا العربية، لدليل على المكانة الخاصة التي يوليها هذا البلد العربي الشقيق لكل ما يكرس لوعي عربي جديد، يسعى إلى تجديد الأسئلة الثقافية المعاصرة.
لذلك، ستكون مناسبة استقبال مفكري وكتاب ومبدعي دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة سانحة لاكتشاف جديدهم الثقافي، كما سيسعد المغرب الثقافي بمشاركة هذه النخبة من الأقلام المتميزة، وعبر برمجة متنوعة، حدث وفرحة احتفالهم بالذكرى الرابعة والأربعين لإعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في سنة 1971، والتي تم الاحتفاء بها في الثاني من شهر دجنبر الأخير، بحضور شخصي وازن لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله، وعبر أنشطة متنوعة.
هي مناسبة، إذن، لكي نواصل مع أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة –الذين تربطنا معهم وشائج أخوية تاريخية عميقة– تمتين أواصر التعاون الثقافي الخلاق، على غرار التنسيق الجاد والمثمر الحاصل في قطاعات أخرى موازية، بما ينسجم وتطلعات بلدينا إلى إشاعة قيم التفكير الحداثي المجدد، والفعل الثقافي الطموح والإسهام المعرفي المتنور، في عالم متحول، بات يهدد مجموع هذه القيم الإنسانية النبيلة.